نذير العرباوي
نذير العرباوي متداولة

قبل عام من انتخابات الرئاسة.. ما دلالات تعيين رئيس حكومة جديد في الجزائر؟

أجرى الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، قبل 13 شهرًا من انتخابات الرئاسة، تغييرات جذرية في الجهاز التنفيذي بانتظار تعديل وزاري شامل في غضون أيام.

وعيّن تبون، مدير ديوانه الرئاسي نذير العرباوي (74 عامًا) في منصب الوزير الأول ليحل هذا الدبلوماسي المخضرم والسفير السابق لدى الأمم المتحدة، محل أيمن بن عبد الرحمن "الذي أنهيت مهامه" وفق السلطات، وهي الإقالة التي أثارت العديد من التساؤلات وسط المراقبين.

وقال مصدر حكومي لـ"إرم نيوز"، إن أيمن بن عبد الرحمن، الذي تولى منصبه منذ يونيو 2021، كان موضع انتقادات مبطنة من الرئيس تبون وحمّله مسؤولية الصعوبات التي واجهتها البلاد في تلبية متطلبات المواطنين على رأسها نقص بعض المواد الغذائية الضرورية.

أخبار ذات صلة
جولات تبون.. إعادة هندسة علاقات الجزائر الخارجية

وخلال اجتماعات مجلس الوزراء الدورية برئاسة تبون كثيرا ما كانت قراراته لا تنفذ، الأمر الذي أثار غضبه وعبر عنه عبر رسائل نشرتها وكالة الأنباء الجزائرية الرسمية.

وأرجع المصدر السبب إلى افتقاد بن عبد الرحمن إلى "الكاريزما" التي تفرض التنسيق بين الطاقم الحكومي.

وما أزعج الرئيس الجزائري، العام الجاري، وتيرة معالجة الحكومة للعديد من الملفات، إذ إن الآجال الطويلة والأرقام التقريبية غير الدقيقة والقرارات التي تحدث الاختلال والارتباك على يوميات المواطنين وعلى المتعاملين الاقتصاديين كلها أثارت حفيظة الرئيس، وفق المصدر.

لذلك تم تعيين تسعة مستشارين للرئيس الشهر الماضي، كانت من مهامهم مراقبة عمل الحكومة وأن يكونوا مسؤولين بشكل خاص عن "المتابعة والمشاركة في تنفيذ برنامج وتوجهات وقرارات رئيس الجمهورية وتقديم التقارير إليه"، وضمان "مراقبة الشؤون الاقتصادية والأنشطة الحكومية والقضايا السياسية"، وكذلك "إبلاغ رئيس الجمهورية عن الوضع السياسي والاقتصادي والاجتماعي والثقافي للبلاد وتطوره وتزويده بالعناصر اللازمة لاتخاذ القرار" .

كما جرى تعيين بوعلام بوعلام، المستشار لدى رئيس الجمهورية للشؤون القانونية والقضائية والعلاقات مع المؤسسات والتحقيقات والتأهيلات، مديرًا بالإنابة لديوان رئاسة الجمهورية، خلفًا للعرباوي.

أخبار ذات صلة
تبون ينتقد منظمات صنفت الجزائر "دولة لا تحترم الحريات"

وهو تحرك يكرس رغبة السلطات العليا في مزيد من مركزية صنع القرار قبل عام تقريبًا من الانتخابات الرئاسية المقرر إجراؤها في ديسمبر 2024، حسب المصدر.

ويحمل الوزير الأول الجزائري الجديد خلفية اقتصادية فقد شغل لمدة 15 عامًا، منصبًا ساميًا في وزارة الصناعة ومنصب مدير الشؤون الاقتصادية في وزارة الخارجية.

ويعكف العرباوي بعد تسلم مهامه رسميًّا أمس السبت، من بن عبد الرحمن، على إعداد قائمة مقترحة بتشكيلة الحكومة الجزائرية.

واعتبر المحلل السياسي الجزائري حكيم بوغرارة أن تعيين العرباوي في منصب الوزير الأول لم يكن مفاجئًا؛ لأن الرئيس أعلن غضبه على أداء الحكومة وأجرى تغييرات طفيفة لكن لم تأتِ أكلها.

وقال بوغرارة لـ"إرم نيوز"، إن الأوضاع الاجتماعية والحرائق المندلعة في الجزائر، هي من عطلت التغيير الحكومي، ومن جهة يظهر استنجاد الرئيس بالعرباوي القادم من الأمم المتحدة بعد تمكنه من إدارة قمة الجامعة العربية ثم تعيينه رئيسًا لديوان الرئاسة حتى يتمكن من الاطلاع على كيفية إدارة المناصب السيادية مع العمل عن قرب مع الطاقم الحكومي.

وأضاف أن "خلفية التكوين التي يتمتع بها جعلته قادرًا على إدارة العديد من الملفات الداخلية والخارجية، خاصة في ظل حساسية المواقف مع فرنسا وإسبانيا حيث يُراهن على الرجل استغلال شبكات العلاقات التي يحظى بها في الخارج، كما سيكون بإمكانه إعطاء ديناميكية أكثر للعمل الحكومي".

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com