عبدالمجيد تبون
عبدالمجيد تبونأ ف ب

جولات تبون.. إعادة هندسة علاقات الجزائر الخارجية

شهدت الفترة الأخيرة زيارات متتالية، قام بها الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، شملت عدة دول، في ما بدا أنه تحول في البوصلة السياسية للدولة، التي شهدت تغييرات جوهرية على مستوى القيادة خلال السنوات الماضية.

وشملت جولات تبون خلال الفترة الماضية عدة محطات، أبرزها روسيا، والصين التي استمرت زيارته لها خمسة أيام وانتهت أمس الجمعة، ليتوجه مباشرة إلى تركيا في زيارة تستمر يومين.

وسبق أن وضعت الجزائر كأولوية لها الانضمام إلى تجمعات إقليمية، مثل منظمة شنغهاي ومجموعة بريكس، وهو ما يرجح أن تبون عمل على حشد الدعم له في موسكو وبعدها بكين.

استدارة محسوبة

ورأى تبون في حديث مع الجالية الجزائرية بمدينة شينزن الصينية أن موسكو وبكين وأنقرة، هي العواصم الأكثر استعداداً للمساعدة في تنفيذ خطط التنمية التي تتبناها بلاده منذ أن اعتلى السلطة نهاية 2019.

ويقرأ متابعون تحركات عبد المجيد تبون على أنها تستبطن رغبة في بناء شراكات جديدة أكثر عمقا، بما يشمل إعادة هندسة علاقات الجزائر، في وقت يشهد فيه النظام الدولي منعطفا، بدا أكثر وضوحا منذ اندلاع الصراع في أوكرانيا.

ولا تفتأ مراكز الفكر الدولية منذ فترة تتحدث عن "إعادة تشكل النظام الدولي الذي أُرسيت قواعده بعد الحرب الباردة ارتباطا بالتغيرات التي طرأت على موازين القوى، وصعود قوى دولية وإقليمية جديدة".

ويذهب المتباعون إلى أن ما يقوم به تبون "استدارة محسوبة عن المحور الغربي التقليدي لعلاقات بلاده الاقتصادية؛ بهدف تعزيز الروابط مع المحور الموازي الذي تقوده الصين وروسيا".

ويؤيد هذا الطرح إعلان الرئيس الجزائري الجمعة أن بلاده "قدمت طلبا رسميا للانضمام لمجموعة بريكس وأن تصبح عضوا مساهما في بنك بريكس بمبلغ 1.5 مليار دولار".

وتضم مجموعة دول البريكس البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب أفريقيا، وتمثل أكثر من 40 بالمئة من سكان العالم وحوالي 26 بالمئة من الاقتصاد العالمي.

شراكة لا غنى عنها

ورغم توجه تبون نحو الصين وروسيا وحرصه على العلاقات مع تركيا، وسعيه الدؤوب إلى الانخراط في مجموعة البريكس، فإنه لا يريد بالتأكيد استبدال العلاقات مع الدول الأوروبية.

وتعتبر دول الاتحاد الأوروبي الشريك الاقتصادي الأول للجزائر، حيث تستورد كميات كبيرة من الغاز الذي تنتجه البلاد، ويلعب دورا حيويا في اقتصادها.

وقد ساعدت الجزائر إلى حد ما في تعويض الفجوة التي أحدثها وقف إمدادات الغاز الروسي إلى أوروبا خلال الشتاء الماضي، وفي ذلك رسالة واضحة بأن تبون لا يريد الاستغناء عن الشراكة مع دول الاتحاد.

ويذهب محللون إلى أن الرئيس الجزائري "يريد موازنة علاقات بلاده الخارجية، بما يضمن الاستفادة من مزايا الشراكات مع المحور الروسي الصيني، دون أن يخسر الروابط التقليدية مع المحور الغربي".

وتضع الدول الغربية شروطا صعبة لتصدير الأنظمة الأمنية والدفاعية إلى الخارج، وهو جانب قد تستفيد الجزائر من مرونة روسيا والصين وتركيا بشأنه، فيما يصعب على تبون تأمين سوق للغاز بديل للسوق الأوروبي.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com