إطلاق قذيفة هاون خلال اشتباكات في ضواحي طرابلس
إطلاق قذيفة هاون خلال اشتباكات في ضواحي طرابلسرويترز

وسط الانسداد السياسي.. شبح الحرب الأهلية يهدّد ليبيا

تتصاعد التحذيرات في ليبيا من عودة البلاد مجددًا إلى الحرب الأهلية، بعد أيام من إعلان المبعوث الأممي عبدالله باتيلي استقالته، وسط انسداد سياسي ودستوري متواصل.

وصدرت أحدث هذه التحذيرات عن المرشح الرئاسي ورئيس تكتل "إحياء ليبيا" الدكتور عارف النايض، الذي نبّه إلى أن "الجمود السياسي الذي تعيشه ليبيا راهناً جعلها عرضة للانقسام والنهب الممنهج، وإلى التفتت والقابلية للاحتلال الأجنبي"، وفق تعبيره.

أخبار ذات صلة
عارف النايض يعلن نيته الترشح للانتخابات الرئاسية الليبية
المرشح الرئاسي الليبي الدكتور عارف النايض
المرشح الرئاسي الليبي الدكتور عارف النايضمتداولة

النايض يحذّر

وأوضح النايض، بحسب ما نقلت عنه وسائل إعلام محلية، أن "الوضع الفاسد راهناً لم يعد يطاق، والشعب يتم إفقاره بشكل يومي، وقد تندلع حرب أهلية جديدة في أي وقت"، مشيرا إلى أن "هناك فرصة مهمة لجامعة الدول العربية لاستعادة زمام المبادرة، فهي التي تستطيع إخراج ليبيا من قرار البند السابع المفروض عليها، ثم يختار مجلس النواب رئيس الحكومة المصغرة، بالتشاور مع مجلس الدولة الاستشاري، ويمنحه الثقة، ليُشكّل رئيس الحكومة فريقه من دون تدخل، وتعترف الجامعة العربية بالحكومة الجديدة، وترفعها إلى مجلس الأمن للاعتراف الدولي بها".

وأوضح النايض أن مهمة هذه الحكومة المصغرة (وفقا لمقترح خارطة الطريق للتكتل الذي يقوده) "هي التركيز على إنجاز الانتخابات بحسب الجدول الزمني المحدد قانوناً، وتقديم الخدمات الضرورية للمواطنين، ولا يحقّ لها توريط البلاد في أي التزامات نحو أية دولة أخرى، أو المماطلة في تسليم السّلطة فور إنجاز الانتخابات"، وفق تعبيره.

أخبار ذات صلة
بعد استقالة المبعوث الأممي.. إلى أين تسير الأزمة في ليبيا؟

"الحروب صناعة أجنبية"

وعلّق المحلل السياسي كامل المرعاش على هذه التطورات بالقول إن "توصيف الحرب الأهلية في ليبيا ليس في محلّه، ويعبّر عن قراءة خاطئة للأوضاع؛ لأن غالبية الشعب الليبي مهمشة، وليست معنيّة بالحروب، وليست بينها مشاكل تدعو إلى رفع السلاح".

وأضاف المرعاش، في تصريح لـ "إرم نيوز"، أن "الحروب والتقاتل في ليبيا صناعة أجنبية بامتياز منذ أن شنّ الحلف الأطلسي حربه على ليبيا، مستخدمًا أدوات ليبية عميلة، جنّدها للعمل لحسابه منذ سنوات طويلة، بما في ذلك التنظيمات الإسلامية المتطرّفة والإرهابية، ثم تركها تعيث فسادًا في ليبيا، بعد إسقاط نظام معمر القذافي".

وتابع المرعاش أن "ما يحدُث من تقاتل بين الميليشيات في غرب ليبيا لا يمكن تسميته بالحرب الأهلية، وإنما تقاتل على النفوذ والنهب الممنهج لخزائن الدولة، وزادت وتيرته مع وجود حكومة عبدالحميد الدبيبة الفاسدة"، وفق وصفه.

وبشأن السيناريوهات المتوقّعة في المرحلة المقبلة، أكد المحلل السياسي أنها "تتمثل في بقاء الوضع الراهن الذي يضمن للغرب مصالحه باستمرار هيمنته على القرار السياسي والاقتصادي والمالي لليبيا".

أخبار ذات صلة
طرابلس تشهد أسوأ اشتباكات منذ بداية العام مع تجدد أعمال العنف بليبيا
عربات مسلحة في ساحة الشهداء بطرابلس
عربات مسلحة في ساحة الشهداء بطرابلسرويترز

غايات الغرب

وأوضح أن "الولايات المتحدة وبريطانيا، ومن ورائهما الدول الغربية الأخرى، ليست معنية بحال الليبيين أو انقسام بلادهم ومعاناتهم، بقدر اهتمامها بتدفق النفط والغاز الليبي، وعدم المساس بالثروات المجمّدة في البنوك الغربية، وإبعاد النفوذ الروسي عن ليبيا، وهذا يتحقّق ويستمرّ طالما أن ليبيا فيها صراعات وانقسامات، ومُصنفة دولة فاشلة، ينبغي إدارة شؤونها دوليًّا، وهذا ما تريده هذه البلدان الغربية تحديدا".

وخلص إلى القول إنه "من الممكن أن تحدث مصادمات عنيفة بين الميليشيات في غرب ليبيا، وبالتأكيد سيسقط ضحايا مدنيون مثل كل مرة، لكنّها ليست حربًا أهلية؛ لأنها تحصل بين ميليشيات تضمّ في صفوفها خليطًا من الشباب ومن كل القبائل، يعملون لصالح زعماء الميليشيات كمرتزقة مقابل المال".

وأكد أن "هذا لا ينطبق على مناطق الشرق والجنوب الليبي، المسيطر عليها من قبل الجيش الوطني الليبي، حيث لا مجال للارتزاق هناك"، وفق قوله.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com