بعد استقالة المبعوث الأممي.. إلى أين تسير الأزمة في ليبيا؟
أعلن المبعوث الأممي إلى ليبيا عبد الله باتيلي بشكل مفاجئ استقالته، بعد حوالي سنتين قضاهما في منصبه كان عنوانهما الأبرز "الفشل" في إقناع الفرقاء الليبيين بحل ينهي العملية الانتقالية المستمرة في البلاد منذ أكثر من 12 عامًا.
وفي إحاطة أمام مجلس الأمن الدولي، رسم خلالها صورة قاتمة للمشهد في ليبيا، قال باتيلي إن "القادة الليبيين يضعون مصالحهم فوق حاجات البلاد، والأمم المتحدة لا يمكن أن تتحرك بنجاح في ليبيا".
وبين الدبلوماسي السنغالي أن "بعثة الأمم المتحدة في ليبيا بذلت الكثير من الجهود خلال الأشهر الـ18 الماضية برئاستي، لكن في الأشهر الأخيرة تدهور الوضع"، منددًا "بغياب الإرادة السياسية وحسن نية الزعماء الليبيين السعداء بالمأزق الحالي".
النموذج الأكثر تهذيبًا
وعلّق المرشح الرئاسي في ليبيا سليمان البيوضي على استقالة المبعوث الأممي، بالقول: "أعتقد أننا دخلنا مرحلة جديدة عنوانها محاسبة المتورطين في كارثة دانيال".
وقال البيوضي لـ"إرم نيوز" إن استقالة باتيلي "هي النموذج الأكثر تهذيبًا، وهي تفسح في المجال أمام نائبته ستيفاني خوري لتلعب الدور المحوري في حل الأزمة وستكون مدعومة بإرادة دولتها وحلفائها".
وأضاف البيوضي أنه "لن يخلو الحل من فورة عنف قصيرة، وعلى النخبة الحاكمة الفاسدة في ليبيا أن تستعد للمغادرة والمحاسبة، أما طبيعة الحل فقد يعاد صياغة لجنة 75 بشكل مغاير، أي أن الحل سيأتي عبر حوار شامل وليس بالمقاربة التي اقترحها باتيلي وفشلت".
وأشار إلى أن "هناك ما يدعو للتفاؤل رغم وجود مساحة للسياسة الساخنة لتحريك المياه الراكدة".
مرتقبة ومتوقعة
ورأى الباحث السياسي والدستوري محمد محفوظ أن "استقالة باتيلي كانت متوقعة بعد فشل تنظيم الطاولة الخماسية، وأيضًا تعيين ستيفاني خوري نائبةً له"، مرجحًا أن "باتيلي لم يعد يمتلك أية أوراق تمكنه من إدارة الأزمة، وهو ما جعل استقالته مرتقبة ومتوقعة".
وبين لـ"إرم نيوز" أن ذلك الأمر "الذي دفع الأطراف الدولية، خاصة الولايات المتحدة، إلى التفكير والعمل على تعيين مبعوث أممي جديد، ما قد يعطي فرصة للمجموعة الدولية من خلال تعيين ستيفاني خوري ممثلة للأمم المتحدة بالإنابة لقيادة مسار تفاوضي جديد يكون أكثر فاعلية".
وأكد محفوظ أن "حدوث انفراجة في ليبيا مرهون بما إذا كانت هناك ضغوط حقيقية من المجتمع الدولي على صناع القرار الموجودين في السلطة"، لافتًا إلى أنه "يجب أن تكون هناك ضغوط على الأطراف الموجودة ولم لا حتى خيارات بديلة تصل إلى إقصائها من المشهد من أجل السماح بانفراجة".
اتهامات بالفساد
من جانبه قال المحلل السياسي المتخصص في الشأن الليبي غازي معلى إن "استقالة باتيلي كانت متوقعة"، منوهًا إلى أن "ما يدور في الكواليس أن هناك اتهامات بالفساد تلاحقه ما جعل إقالته أو استقالته مرتقبة منذ أيام، وأعتقد أن هذا الأمر سيكون إيجابيًا ومفيدًا لحل الأزمة في ليبيا".
وبين لـ"إرم نيوز" أن "الأزمة في ليبيا ستشهد انفراجة حقيقية الآن بعد استقالة باتيلي، الذي تحول إلى جزء من المشكلة في الأشهر الماضية"، مؤكدًا أن "الحل مرهون بتوحيد المؤسسات أولًا ثم المرور نحو انتخابات برلمانية أو رئاسية تقبل بها جميع الأطراف".
وشدد معلى على أن "الاستقالة مع تعيين ستيفاني خوري قبل أشهر تؤكد عودة الولايات المتحدة الأمريكية للإمساك بالملف الليبي، وهو أيضًا أمر إيجابي لأنه ينطلق من مقاربة جديدة للوضع في المنطقة الذي قد يشهد استقرارًا في المرحلة المقبلة برعاية من واشنطن".
