الأسير الفلسطيني خليل يعانق أقاربه بعد إطلاق سراحه من سجن إسرائيلي
الأسير الفلسطيني خليل يعانق أقاربه بعد إطلاق سراحه من سجن إسرائيلي رويترز

حصيلة 4 أيام من الهدنة الإنسانية بغزة.. ما مكاسب وخسائر إسرائيل وحماس؟

شهدت الهدنة الإنسانية بين حماس وإسرائيل بقطاع غزة، العديد من الأحداث التي يعتبر بعضها مؤشرا إيجابيا حول إمكانية تمديدها، فيما يثير الجزء الآخر قلقا بشأن عدم تمكن الأطراف الدولية والإقليمية من ذلك.

ويرصد "إرم نيوز"، حصيلة الأيام الأربعة من الهدنة، والتي لم يعلن حتى اللحظة عن إمكانية تمديدها أو استئناف القتال، حيث شهدت إدخال مساعدات للقطاع وشماله وتبادل أسرى ومحتجزين وبعض الخروقات من قبل الجانبين.

تبادل الرهائن 

ويقضي الاتفاق بين إسرائيل وحماس بإفراج الحركة عن 50 محتجزا لديها من النساء والأطفال، مقابل إفراج السلطات الإسرائيلية عن 150 من الفئة ذاتها، وهو الأمر الذي تم جزئيا رغم بعض العقبات. 

وفي أول أيام التهدئة، سلمت حماس لإسرائيل 13 محتجزا لديها، في حين أفرجت الأخيرة عن 39 أسيرا جميعهم من الضفة الغربية والقدس، كما أفرج الطرفان عن العدد ذاته باليوم الثاني للهدنة.

وشهد اليوم الثالث، تسليم حماس 17 محتجزا لديها، وهو العدد الأكبر منذ بداية الهدنة، إذ أفرِج عن 3 تايلانديين وروسي واحد خارج إطار الصفقة، فيما أفرجت السلطات الإسرائيلية عن 39 طفلا.

وتستعد حماس، في اليوم الرابع، وهو آخر أيام الهدنة، لتسليم ما تبقى من الـ50 رهينة المتفق عليها، إذ سلمت الحركة للوسطاء قائمة بـ11 محتجزا إسرائيليا سيتم الإفراج عنهم مساء اليوم الاثنين.

وبذلك يكون العدد الإجمالي للرهائن الأجانب والإسرائيليين المفرج عنهم بموجب اتفاق التهدئة بين حماس وإسرائيل 54 رهينة، 4 منهم خارج الاتفاق، فيما ستكمل إسرائيل إجراءات الإفراج عن العدد المتبقي من الأسرى والأطفال.

المساعدات الإنسانية 

وفي اليوم الأول من الهدنة الإنسانية، دخل للقطاع عبر معبر رفح البري 196 شاحنة 4 منها محملة بالوقود و4 أخرى محملة بغاز الطهي، فيما توزعت الشاحنات المتبقية على المعدات الطبية والإغاثية والمواد الغذائية والمياه.

وخلال اليوم الثاني، دخل للقطاع 204 شاحنات مساعدات أربعٌ منها خصصت لغاز الطهي وثلاثٌ للوقود، في حين دخلت في اليوم الثالث 201 شاحنة بحمولات تنوعت بين الوقود وغاز الطهي، وفق بيانات الهيئة العامة للمعابر والحدود. 

ومن المتوقع أن يدخل القطاع في اليوم الرابع والأخير للتهدئة العدد ذاته من الشاحنات، ليتجاوز العدد الإجمالي من شاحنات المساعدات الـ 800 شاحنة، والتي تصل بموجب الاتفاق إلى جميع مدن وبلدات غزة.

وتؤكد المنظمات الدولية والإغاثية العاملة بالقطاع، أن الكميات الواردة لغزة بموجب اتفاق التهدئة غير كافية لإغاثة مئات الآلاف من السكان والنازحين، مطالبة بمضاعفة الكميات واستدامتها لإنقاذ الوضع المتهالك. 

أخبار ذات صلة
الكشف عن مخاوف لدى حماس وإسرائيل بشأن قوائم الأسرى الجديدة

خروقات الهدنة

وسجلت الهدنة الإنسانية خرقا إسرائيليا في ساعاتها الأولى، إذ قتل الجيش الإسرائيلي على الحاجز الذي نصبه جنوب غزة اثنين من الفلسطينيين وأصاب 20 آخرين، كانوا يحاولون العودة إلى منازلهم بغزة.

وفي اليوم ذاته، اتهمت حماس إسرائيل بخرق الهدنة بعد رصد تحليق لطائرات الاستطلاع في جنوب القطاع، إذ إن الاتفاق يقضي بوقف تحليق الطائرات بشكل كامل بالوسط والجنوب.

وفي اليوم الثاني، أعلنت "كتائب القسام"، تأجيل الإفراج عن الدفعة الثانية من الرهائن الإسرائيليين، مرجعة ذلك إلى عرقلة إسرائيل دخول شاحنات المساعدات لشمال غزة، ما اعتبر خرقا للاتفاق من كلا الجانبين. 

أما اليوم الثالث، فشهد قتل الجيش الإسرائيلي لمزارع فلسطيني وإصابة آخر على الحدود الشرقية لمخيم المغازي وسط القطاع، إضافة لتحليق بعض الطائرات الحربية في أجواء غزة، فيما لم يشهد اليوم الرابع أي خرق للهدنة حتى اللحظة.

اتهامات متبادلة 

واتهمت حماس إسرائيل بالتلاعب بأسماء الأسيرات والأطفال المفرج عنهم وعدم الالتزام بما تم الاتفاق عليه بهذا الشأن، فيما قال الجيش الإسرائيلي، إن "الحركة خرقت بنود التهدئة الإنسانية لإطلاقها سراح فتاة إسرائيلية مراهقة وإبقاء والدتها محتجزة".

 وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، جوناثان كونريكوس، إن "حماس ادعت عدم معرفتها بمكان الأم، بينما أبلغت الابنة الجيش بأنها ووالدتها كانتا معا قبل يومين من إطلاق سراحها"، متهما حماس بـ"السعي لاستخدام كل إسرائيلي بحوزتها لممارسة الضغط السياسي".

وأضاف كونريكوس، وفق وسائل إعلام أمريكية: "الجيش الإسرائيلي لديه مؤشرات على أن حماس كانت تنقل المحتجزين خلال الهدنة"، في إشارة إلى أن ذلك يمثل خرقا للاتفاق بين الجانبين والذي يقضي بوقف كل الأعمال.

تمديد الهدنة 

وأكدت حماس، في بيان صحفي، سعيها لتمديد الهدنة الإنسانية مع إسرائيل بعد انتهاء مدة الأيام الأربعة، مشيرة إلى أن ذلك يتم "من خلال البحث الجاد لزيادة عدد المفرج عنهم من المحتجزين كما ورد في الاتفاق".

وأبدت إسرائيل ورئيس وزرائها بنيامين نتنياهو استعدادات من أجل تمديد الهدنة مع حماس، مقابل الإفراج عن المزيد من الرهائن، إذ أكد نتنياهو أن "كل يوم هدنة سيكون مقابله عشرة من الرهائن".

وفي ظل المؤشرات الإيجابية لذلك، تواصل الأطراف الإقليمية والدولية مساعيها من أجل تمديد الهدنة الإنسانية، التي تنتهي الساعة السابعة من صباح غد الثلاثاء، إذ يتوقع استئناف القتال بين الجانبين حال عدم تمديدها. 

أخبار ذات صلة
إسرائيل تتسلم قائمة أسماء الدفعة الرابعة من الرهائن لدى حماس

المكاسب والخسائر 

ويرى أستاذ العلوم السياسية، علي السرطاوي، أن "إسرائيل وحماس سجلتا مكاسب وخسائر خلال التهدئة الإنسانية بغزة"، مشيرا إلى أنه لا يمكن القول بأن طرفًا منهما تمكن من الانتصار على الآخر بالوقت الحالي. 

وأكد السرطاوي، في حديث لـ"إرم نيوز"، أن "حماس استطاعت تغيير المعادلة التي وضعتها إسرائيل في بداية الحرب، وأجبرت حكومة نتنياهو على القبول ببعض شروطها والإفراج عن الأسيرات والأطفال".

وأكّد أن "الحركة أجبرت إسرائيل على القبول بأحد شروطها بصفقة التبادل والذي يقضي بأن النساء والأطفال مقابل النساء والأطفال، والرجال والجنود يقابلهم الرجال كذلك، وهو الذي يمكن أن يكون بمثابة الخسارة لإسرائيل".

وأضاف: "في المقابل خسرت حماس شرطها المتعلق بعدم القبول إلا بصفقة شاملة يُفرج بموجبها عن جميع الأسرى بالسجون الإسرائيلية، كما إنها اضطرت للقبول بالعدد الضئيل من المساعدات، وعدد أقل من المتوقع من شاحنات الوقود".

وأشار السرطاوي، إلى أن "إسرائيل بدورها نجحت في تخفيف الضغط عليها من قبل عائلات المحتجزين والرهائن، وتمكن نتنياهو من استعادة بعض من قوته بالشارع الإسرائيلي بعد زيارته لغزة واستعراضه لإنجازات الجيش العسكرية".

وتابع: "يُسجل لإسرائيل نجاحها في البقاء بغزة خلال الهدنة الإنسانية، وتنفيذها خطة لإعادة الانتشار داخل القطاع، علاوة على أنها تمكنت من ترحيل المزيد من السكان لمناطق الوسط والجنوب، وهو هدف أساس لديها بالوقت الراهن".

وشدد السرطاوي، على أن "لكلا الطرفين أهدافًا يسعيان لتحقيقها، وأنهما يرغبان أيضاً في تمديد الهدنة بهدف الترويج بشكل أكبر لصورة المنتصر"، مرجحًا أن تنجح الجهود الإقليمية والدولية في التوصل لاتفاق جديد.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com