السعودية.. هل أعد الحويطي سيناريو مواجهة رجال الأمن بمفرده؟
السعودية.. هل أعد الحويطي سيناريو مواجهة رجال الأمن بمفرده؟السعودية.. هل أعد الحويطي سيناريو مواجهة رجال الأمن بمفرده؟

السعودية.. هل أعد الحويطي سيناريو مواجهة رجال الأمن بمفرده؟

تكاد قصة السعودي عبدالرحيم الحويطي، الذي قضى على يد رجال الأمن في السعودية، صباح يوم الاثنين الماضي بعد أن أصاب اثنين منهم، تكتمل عقب إعلان الرياض الرسمي عن تفاصيل الحادثة التي خرجت عن كونها موضوعا يرتبط بقانون "نزع الملكية لأجل الصالح العام" المطبق في كل دول العالم.

الرواية الرسمية السعودية تقول، إن الحويطي تحصّن بمنزله عند محاولة رجال الأمن توقيفه لكونه مطلوبا أمنيا فيما يبدو على خلفية مقاطع الفيديو المثيرة للجدل التي نشرها قبل مقتله، وتضمنت مخالفات عديدة للقوانين المحلية وإساءات لقادة البلاد.

ورفض الحويطي مناشدات شارك فيها بجانب رجال الأمن، أحد إخوته لكي يسلم نفسه، وبادر بإطلاق النار قبل أن يسقط قتيلا بعد مواجهة بدا من خلال الصور ومقاطع الفيديو التي توثق جانبا منها أنه قد استعد لها جيدا.

عدد كبير من الرصاص ترك آثارا بارزة على جدران منزل الحويطي الذي أصاب اثنين من رجال الأمن قبل أن يُقتل، في مؤشر على امتلاكه خبرة عسكرية جعلته يصمد لفترة أمام قوة أمنية كبيرة استعدت بدورها لاحتمال أن يكون الحويطي أكثر من مجرد رافض لتسليم منزله ضمن خطة حكومية تشمل قريته الخريبة كلها، إذ تقع القرية ضمن مشروع "نيوم" العملاق على البحر الأحمر في أقصى شمال غرب البلاد، ويبدو أن الحويطي هو الوحيد الذي رفض التنازل عن منزله مقابل تعويضات مجزية رضي أغلب سكان القرية بها بعد أشهر على بدء تنفيذ تلك الخطوة تمهيدا لمرحلة ثانية من المشروع.

ونسفت تلك المواجهة المسلحة التي استخدم الحويطي فيها أكياس الرمل كحاجز يحمي به نفسه كما يحدث في حروب الجبهات، والزجاجات الحارقة (المولوتوف) التي ألقاها على رجال الأمن أو التي تم العثور عليها بمنزله بجانب عدد من الأسلحة الفردية والذخيرة، روايته الأولى في سلسلة الفيديوهات التي نشرها وقال إنه لا يمتلك سلاحا وإنه قد يقتل على يد رجال الأمن، ويتم وضع سلاح في منزله لإدانته.

يُظهر الفيديو الذي نشرته وسائل الإعلام الرسمية عقب بيان رئاسة أمن الدولة، أحد رجال الأمن مصابا ويتلقى العلاج داخل سيارة إسعاف، فيما تُظهر لقطات أخرى عددا كبيرا من رجال الأمن في مواجهة الحويطي، في مؤشر على أن لدى الجهاز الأمني السعودي معلومات مؤكدة عن شراسة وخبرة الرجل واحتمال المفاجأة التي يخبئها لرجال الأمن.

ومن غير المعروف من أين اكتسب الحويطي هذه الخبرة العسكرية في القتال، بجانب إصراره على المواجهة في معركة من المعروف أنه الخاسر فيها بنهاية الأمر، وسيلقى حتفه، إذ لم ترد أي معلومات رسمية، ولا تقارير إعلامية محلية عن كونه سبق وقاتل خارج البلاد أو انضوى تحت لواء تنظيمات وخلايا مسلحة شهدت المملكة في الماضي مواجهات عديدة بين أعضائها وبعضهم ينتمي لتنظيم "القاعدة" ورجال الأمن في حوادث فردية رفض فيها المطلوبون تسليم أنفسهم -أيضا- رغم معرفتهم المسبقة باستحالة المواجهة.

ولا تتوافر معلومات موثوقة عن كون الحويطي منتميا لتنظيم أو جماعة سياسية، أو يتبنى أيدلوجيا أو فكرا سياسيا، على الرغم من أنه بدا صريحا في مناهضة حكومة وقيادة بلاده وسياستها، سيما شخصية ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، الذي يُنظر له على أنه القائد الفعلي للمملكة، بجانب مناهضة النظام المصري، وهي آراء تؤشر بشكل واضح على فكر جماعات الإسلام السياسي.

وتدعم التغطية الإعلامية الكبيرة التي شاركت فيها كبريات محطات التلفزة والصحف والمواقع الإخبارية التي تمثل دولا تناصب الرياض العداء، وبينها قطر وإيران وتركيا، للحادثة منذ أن بدأ الحويطي بنشر مقاطع فيديو لمح فيها لقرب ساعة الصفر، وجود سيناريو بدا لكثيرين أنه أكبر من محاولة استغلال الحادثة من قبل تلك الدول، إلى المشاركة في أدق تفاصيلها.

ففي بلد مثل السعودية، يعد نزع الملكية الشخصية لصالح المشاريع العامة أمرا شائعا، إذ دفعت الحكومة السعودية مبالغ طائلة لتعويض مواطنيها عن منازل وأراض تقع ضمن مخططات لتوسعة الحرمين الشريفين لكي تكون بشكلها الحالي الذي يستوعب ملايين الأشخاص من الحجاج أو المعتمرين في وقت واحد، ودون أن تظهر أي عقبات.

لا بل يبدي سعوديون بشكل صريح على الدوام في تدوينات بمواقع التواصل الاجتماعي، أمنياتهم بوقوع منازلهم أو أراضيهم ضمن مخططات حكومية بهدف الاستفادة من تعويض مالي سخي اعتاد البلد الخليجي الغني بالنفط على تقديمه مقابل نزع الملكية لصالح مشاريع عامة.

وإذ إن المعلومات الأمنية حول عبدالرحيم الحويطي ودوافعه ومصادر أسلحته التي قاتل رجال الأمن بها، والجهة التي زودته بأدوات صنع القنابل الحارقة، لم تعرف بعد، وقد تتحفظ عليها السلطات السعودية، فإن أصابع الاتهام ستظل موجهة نحو أعداء الرياض في قطر أو إيران على سبيل المثال، لكونهم الداعمين معنويا على الأقل للحويطي الذي يُطلق عليه هناك اسم "شهيد"، من خلال نشر قصته وإظهاره بطلا وتشجيعه على المواصلة التي انتهت بمقتله.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com