الصراع السعودي الإيراني "أحرج الحريري" ودفعه للاستقالة.. ولبنان إلى المجهول
الصراع السعودي الإيراني "أحرج الحريري" ودفعه للاستقالة.. ولبنان إلى المجهولالصراع السعودي الإيراني "أحرج الحريري" ودفعه للاستقالة.. ولبنان إلى المجهول

الصراع السعودي الإيراني "أحرج الحريري" ودفعه للاستقالة.. ولبنان إلى المجهول

لم يكن إعلان رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري عن استقالته ، اليوم السبت، مستغربًا، إلا في الأوساط الشعبية البعيدة عن دوائر صنع القرار.

الحريري وبحسب مصادر مطلعة، تحدث في الآونة الأخيرة، وأعلن عن نيته بإعلان استقالته منذ الأربعاء الماضي، بعد حديث أدلى به الرئيس الإيراني حسن روحاني ، قال فيه: إن قرارات بلدان بالمنطقة ومنها لبنان، تتخذ بمباركة إيرانية.

وبينت المصادر، أن القرار لم يأت فقط بسبب تصريحات الرئيس الإيراني، بل ساهمت تصريحات وزير شؤون الخليج، السعودي ثامر السبهان على تويتر، بالتعجيل بقرار الحريري الاستقالة.

وكان السبهان قد انتقد حكومة الحريري في سلسلة تغريدات، استغرب فيها صمت الحكومة اللبنانية عن مهاجمة حزب الله وإيران لبلاده قائلاً: " ليس غريبًا أن يعلن ويشارك حزب الميليشيا الإرهابي حربه على المملكة، بتوجيهات من أرباب الإرهاب العالمي، ولكنّ الغريب، صمت الحكومة والشعب في ذلك!".

 وبعد هذا "الموقف" المباشر، استقلّ الحريري طائرته متجهًا صوب المملكة، واجتمع بولي العهد الأمير محمد بن سلمان، وعلى عادته، اختار استيعاب الأمور بـ"سيلفي" مع الوزير السبهان، طافت وجالت على مواقع التواصل الاجتماعي.

وظنّ البعض أن الأمور مرّت على خير، لكنّ السبهان وفي مقابلة مع محطة "سكاي نيوز عربية" قال: إن تغريداته ليست شخصية، وأن المستقبل القريب سيبرهن ذلك.

وهكذا استقال الحريري، محرجاً بمطالبته بموقف صارم إزاء حزب الله، و بعد أن تجرّع عددًا من الكؤوس المرّة التي بدأت فترة طويلة، وآخر فصولها كان في أيلول/سبتمر الماضي على هامش أعمال الجمعية العمومية في الأمم المتحدة، عندما اجتمع وزير الخارجية اللبناني جبران باسيل في نيويورك مع نظيره السوري وليد المعلّم، ثمّ أعقب ذلك حملة لحزب الله وللتيار الوطني الحر، بضرورة فتح قنوات اتصال مع النظام السوري، ثم جاء من "ينغّم" على الحريري بتعيين سفير لبناني في سوريا، علماً بأن الأمر روتيني؛ لأن لبنان لم يقطع يوماً علاقاته السياسية مع الدولة السورية، لكنّ إعلام قوى 8 آذار "طرّز" على هذا الخبر تقارير وريبورتاجات أحرجت  الحريري كثيراً، وما زاد الطين بلّة، هو تصريح الرئيس الإيراني حسن روحاني، من أن أي قرار في لبنان يتخذ بموافقة إيران.

ويمكن القول- كقراءة أولية- بأن السياسة الخارجية التي انتهجها الحريري، بالتوافق مع رئيس الجمهورية، والتي ارتكزت على النأي بلبنان عن الصراعات الخارجية، وتجنب النقاط الخلافية الاستراتيجية ومنها سلاح حزب الله، قد اهتزّت أخيراً، ما فجّر الأمور، وأغضب السعودية ودول الخليج، التي ضغطت على الحريري؛ لاتخاذ موقف واضح وحازم عملياً لا كلامياً ضدّ "حزب الله" ، انطلاقاً من سياسة السعودية والخليج بضرورة قطع أذرع إيران في المنطقة بدءاً من لبنان.

ويمكن القول إن الحريري "ذهب فرق عملة" للصراع السعودي الإيراني، وهو أصبح مجهول المصير سياسياً والأمر سيان بالنسبة الى لبنان، الذي بدأ الدبلوماسيون الغربيون منذ اللحظات الأولى للاستقالة يتساءلون فيه عن إمكانية اهتزاز الوضع الأمني.

فالحريري الذي أتى الحكم منذ قرابة العام (تم إصدار البيان الوزاري لحكومته التي سميت حكومة استعادة الثقة في 28 كانون الأول ديسمبر 2016) امتطى جواد التسوية السياسية التي كان عرابها "حزب الله"، والتي أتت به رئيساً للحكومة، بعد أن وافق على انتخاب العماد ميشال عون رئيساً للجمهورية، والذي أحيا ذكرى انتخابه منذ أيام.

وكان الحريري المنفي لأعوام في الخارج، قد تجرّد من كلّ شيء في السياسة والمال بفعل تخلي راعيه الإقليمي عنه، وعاد منتصراً بفعل التسوية السياسية الداخلية.

الآن، عاد الحريري إلى حاضنته الإقليمية، وأعلن استقالته من المملكة العربية السعودية، في سابقة دستورية؛ لأن الاستقالة لا تجوز إلا لرئيس الجمهورية اللبنانية، لكنها سابقة تحمل معان ومغاز، أولها بأن للسعودية كلمتها في لبنان، علماً بأن الاستقالة جاءت في أثناء زيارة مستشار المرشد الأعلى في إيران، علي أكبر ولايتي، الذي اجتمع به الحريري، قبل مغادرته أمس، الى السعودية.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com