وسط ضبابية المشهد السياسي.. واشنطن تراقب زيارة الملك سلمان لروسيا
وسط ضبابية المشهد السياسي.. واشنطن تراقب زيارة الملك سلمان لروسياوسط ضبابية المشهد السياسي.. واشنطن تراقب زيارة الملك سلمان لروسيا

وسط ضبابية المشهد السياسي.. واشنطن تراقب زيارة الملك سلمان لروسيا

تراقب واشنطن باهتمام بالغ نتائج الزيارة التاريخية للعاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز إلى العاصمة الروسية موسكو، وسط ضبابية بالمشهد السياسي في منطقة الشرق الأوسط، وهبوط أسعار النفط.

ووصل العاهل السعودي إلى العاصمة الروسية موسكو مساء الأربعاء،  في أول زيارة رسمية لملك سعودي إلى روسيا في تاريخ البلدين، وسط تحضيرات استقبال خاصة.

وتعليقاً على النتائج المرتقبة للزيارة، قالت صحيفة  "واشنطن بوست" إن الولايات المتحدة التي كانت دائماً من أهم حلفاء المملكة العربية السعودية لأكثر من 70 عاماً، تترقب نتائج الزيارة الخاصة.

العلاقات السعودية الروسية

وبشأن تاريخ العلاقات  بين السعودية وروسيا، أوضحت الصحيفة أن الرياض لم تقم علاقات مع موسكو إلا بعد انهيار الاتحاد السوفيتي، واستغرق الأمر بعد ذلك بعض الوقت لتحسين العلاقات، على الرغم من أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين كان  زار العاصمة السعودية عام 2007، ولكن لم يقم الملك الراحل عبد الله في ذلك الوقت برد الزيارة.

ووفقاً للصحيفة، يبدو أن الرياض وموسكو قررتا  إعادة النظر في علاقتهما قصيرة المدى والتحرك باتجاه علاقات أكثر قرباً، وسط ضبابية المشهد السياسي في الإقليم والتشكيك في القيادة العالمية للولايات المتحدة وهبوط أسعار النفط.

الاستثمار بمجال الطاقة 

وقال ثيودور كاراسيك، أحد كبار المستشارين في "Gulf State Analytics" والتي مقرها واشنطن: "إن علاقات الطاقة السعودية الروسية هي جزء من سلسلة أكبر من المصالح المتبادلة"، مشيراً إلى أن روسيا تعمل على هذه العلاقة "تحت بصر أمريكا" منذ عقد من الزمان، في حين أن ولي العهد الأمير محمد بن سلمان زار روسيا مرتين أخيراً.

وبالنسبة لأكبر منتجين للنفط في العالم، سيكون هناك الكثير من التركيز خلال الزيارة على سياسات الطاقة.

ومن المتوقع أن تتوصل السعودية وروسيا إلى اتفاق للتعاون في إنتاج النفط، وربما وضع اللمسات الأخيرة على إنشاء صندوق بمبلغ مليار دولار للاستثمار في مشاريع الطاقة. وتحرص السعودية، في خضم عملية تنويع اقتصادها، على الاستثمار الخارجي بشكل خاص.

الدور الروسي بالمنطقة

لكن على الأرجح أن عملاقي النفط لن يتمسكا بالأعمال التجارية وحدها، فقد أصبحت موسكو قوة سياسية لا يمكن إنكارها في الشرق الأوسط.

وقال فهد الناظر، المستشار السياسي للسفارة السعودية في واشنطن "لا شك أن المملكة العربية السعودية تقدر علاقاتها مع روسيا إلى حد كبير، وتعتبرها ذات طبيعة متعددة الأبعاد".

وستكون الأهمية الخاصة  للزيارة حول تغيير الواقع في سوريا، حيث تدعم موسكو حكومة الرئيس بشار الأسد بينما تدعم السعودية والولايات المتحدة المعارضة.

وفي العام الماضي، كان تأييد روسيا للأسد ونفوذ إيران ووكلائها في سوريا موضع خلاف كبير مع السعودية. ولكن، مرة أخرى، تغيرت الحقائق.

ونقلت واشنطن بوست عن مارك كاتز المتخصص في الشأن الروسي في معهد ""Schar للسياسة والحكومة في جامعة "George Mason" قوله إن  "السعودية تنازلت أساساً عن رفضها لبقاء  الأسد في السلطة، ولكنها تأمل الآن بالحصول على مساعدة روسيا في إبقاء النفوذ الإيراني في سوريا (وغيرها) محدوداً".

وقال كاتز "إنهم سوف يبقون احتمالية التجارة والاستثمار السعودي كحافز، ورغم ذلك، ليس من الواضح ما إذا كانت موسكو في الواقع يمكنها أن تفعل الكثير للحد من النفوذ الإيراني في سوريا، وإذا أدرك السعوديون أن موسكو لا يمكنها أو لن تفعل ذلك، فإن التجارة والاستثمارات السعودية لن تتحقق".

إلى ذلك، فإنه ليس من الواضح ما يعنيه كل هذا للولايات المتحدة. فقد جاءت زيارة الملك سلمان إلى روسيا في وقت تصاعد فيه التوتر  بين موسكو وواشنطن.

وعلى الرغم من أن الرئيس ترامب جعل السعودية، محطته الخارجية الأولى كرئيس للولايات المتحدة، رجح بعض المحللين أن الرياض قد تبحث تطوير علاقاتها باتجاه روسيا بسبب الشكوك حول نوايا واشنطن في الشرق الأوسط.

وقال بروس ريدل المحلل السابق في وكالة المخابرات المركزية الأمريكية "السعوديون يعترفون بأن روسيا عادت مرة أخرى كلاعب رئيس في المنطقة مع انتصاراتها في سوريا" مضيفا "الحوار مع بوتين هو أيضاً تحوط في رهانهم على ترامب".

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com