من سلة غذاء إلى أرض محروقة.. خطر المجاعة يهدد السودانيين
نازحون في السودان

من سلة غذاء إلى أرض محروقة.. خطر المجاعة يهدد السودانيين

يهدد خطر المجاعة جميع أنحاء السودان جراء الحرب الضروس التي يعيش على وقعها البلاد منذ شهور، بحسب تحذير أطلقته منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة "فاو"، نقلته وكالة "فرانس برس".

وتحذر الأمم المتحدة من أن "التحرك الآن أمر ملح" في السودان حيث يقترب موسم البذر، فيما باتت العديد من المزارع مهجورة إثر "أكبر أزمة نزوح في العالم" نجمت عن الحرب المستمرة منذ عام.

ويؤكد مدير مكتب الطوارئ والصمود التابع لمنظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (فاو) رين بولسن أن "الوضع حرج بصفة خاصة في دارفور (غربا) وفي كردفان (جنوبا)".

ويوضح مدير برنامج الأغذية العالمي في السودان إدي رو أن كمية الغذاء المتوافرة في دارفور، حيث يعيش ربع الـ 48 مليون سوداني، "أقل بنسبة 78% على الأقل عما كانت عليه العام الماضي".

الحرب في السودان "يمكن أن تتسبب بأكبر أزمة جوع في العالم
برنامج الأغذية العالمي

وبات قصف المدنيين وتدمير البنى التحتية والاغتصاب والنهب والتهجير القسري والقرى المحروقة، جزءا من الواقع اليومي للسودانيين.

وفي مطلع مارس/ آذار، حذر برنامج الأغذية العالمي كذلك من أن الحرب في السودان "يمكن أن تتسبب بأكبر أزمة جوع في العالم".

ولم يعد القطاع الزراعي، الذي كان يوفر أكبر عدد من فرص العمل في البلاد، ويعد مخزن حبوب أفريقيا، سوى أراض محروقة.

ويؤكد إدي رو أن "60% من السودانيين يعتمدون على الزراعة لكسب الرزق، ولكن مع نشوب الحرب هجرت عائلات عديدة مزارعها".

في ولاية الجزيرة المعروفة بخصوبة تربتها، خرج 250 ألف هكتار من الأراضي الزراعية من الخدمة، ما أدى إلى انخفاض بنسبة 70% في إنتاج السودان من القمح الذي كان يبلغ 800 ألف طن سنويا.

ويقول صالح عبد الماجد، المزارع بمشروع الجزيرة، أكبر مشروع مروي في البلاد: "نزحنا من قريتنا وليس هناك أفق لعودتنا الآن، فكيف نبدأ الموسم الزراعي؟".

المشكلة نفسها يواجهها حامد علي، المزارع في قرية قريبة من مدني، عاصمة ولاية الجزيرة، والذي صرح بالقول: "لا نستطيع الخروج من القرية، فكيف نصل إلى مزارعنا لنحضرها للموسم الزراعي؟".

ويؤكد محمد عبد الباقي، المزارع بمشروع الجزيرة، أنه لا يستطيع كذلك "الوصول إلى الأسواق لشراء البذور أو الأسمدة أو الوقود للآلات الزراعية، بل لا نستطيع الوصول إلى أرضنا، وإن لم تتوقف هذه الحرب فلن نزرع".

وفي مختلف أنحاء البلاد، لا يزال 37% فقط من الأراضي مزروعة، وفق مركز الأبحاث "فكرة"، بسبب هذه الأوضاع.

ففي ولاية القضارف (شرقا) على سبيل المثال يقول محمد سليمان الذي يزرع الذرة، وهي الغذاء الرئيسي للسكان هناك: "غالبية الشركات التي لديها المدخلات الزراعية والأسمدة والمبيدات توقفت عن العمل".

أخبار ذات صلة
السودان.. دعوة لإطلاق مشروع شريان حياة عالمي لمواجهة شبح المجاعة

ويخشى رو من أن السودان في "سباق مع الزمن" لأن موسم الحصاد يبدأ في أبريل/ نيسان، وهذا العام "لدينا 41% أقل من الغذاء عن العام الماضي".

ويشرح أن موظفي منظمات الإغاثة الإنسانية يتمكنون بالكاد من مساعدة "خمسة ملايين سوداني ينامون مساء كل يوم وهم جوعى" بسبب صعوبة التنقل ونقص التمويل.

ويوضح أن الاستحقاق المقبل هو شهر مايو/ أيار الذي "يتعين أن نوفر خلاله للمزارعين الإمدادات الزراعية" التي يحتاجون إليها من أجل بدء موسم البذر في يونيو/ حزيران، في إشارة إلى البذور وعلف الحيوانات الذي توزعه منظمته.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com