عربات مسلحة في ساحة الشهداء بطرابلس
عربات مسلحة في ساحة الشهداء بطرابلسرويترز

ما دلالات التحركات العسكرية الأمريكية في غرب ليبيا؟

تشهد مدن غرب ليبيا حراكًا مكثفًا لطيران الجوّ الأمريكي، حيث رصدت العديد من المواقع المتخصّصة هبوط نحو 5 طائرات في قاعدة الوِطْية، ما يثير تساؤلات حول دلالات هذه التطورات.

وجاءت هذه التطورات بعد أيام من كشف تقارير فرنسية عن بدء مدربين عسكريين من شركة "أمنتوم" الأمنية الأمريكية الخاصة منذ الشهر الماضي بتدريب الجماعات المسلحة في منطقة طرابلس، وتشمل ثلاثة ألوية من هذه الجماعات، وهي: اللواء 444 بقيادة محمود حمزة، واللواء 111 بقيادة عبد السلام الزوبي، واللواء 166 بقيادة محمد الحصان.

وقد تم في وقت سابق دمج هذه الألوية في الأجهزة الأمنية الليبية التابعة لحكومة الوحدة الوطنية برئاسة عبد الحميد الدبيبة.

أخبار ذات صلة
البرلمان التركي يوافق على تمديد مهام قوات بلاده في ليبيا 24 شهرًا

تنافس أمريكي تركي

وعلّق المحلل السياسي الليبي حسام الدين العبدلي على هذه التحركات بالقول، إنها "تعكس تنافسًا بين تركيا والولايات المتحدة الأمريكية، تطوّر إلى خلاف بدأ إثر دخول شركة "أمنتوم" لتدريب الجماعات المسلحة في العاصمة طرابلس". وكشف أنه "رغم نفي السفارة الأمريكية وجود عناصر من هذه الشركة، فإن هناك دلائل تؤكد أن الأمريكيين يحاولون توحيد الجماعات المسلحة في العاصمة تحسبًا للهجوم على الفيلق الأفريقي الذي تقوده روسيا في ليبيا".

وأضاف العبدلي لـ"إرم نيوز"، أن "تركيا ترفض هذا النهج بسبب اتفاق وقف إطلاق النار الذي رعاه الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ونظيره الروسي فلاديمير بوتين، والذي وُقّع سنة 2020". لافتًا إلى أن "المشكلة تكمن في أن هناك ميليشيات لها ولاء مباشر للولايات المتحدة، أما المدن المسلحة الكبرى فترفض التحالف مع الأمريكيين للدخول في صدام مع روسيا في ليبيا".

صدام قادم

وأوضح العبدلي أن: "خمسة عشر في المئة من الميليشيات ستُحاول جرّ المنطقة الغربية لحرب مع روسيا، وهو أمر ترفضه تركيا". وبيّن أن "السيناريو القادم سيكون هو صدامًا بين الميليشيات الموالية للولايات المتحدة والميليشيات الموالية لتركيا في المنطقة الغربية، وهذا الصدام سيُطيح بأطراف سياسية كثيرة في العاصمة طرابلس".

وأشار العبدلي إلى أن ''الوضع في غرب ليبيا هشّ للغاية، والولايات المتحدة قد تُشعل الحرب في أيّ لحظة لمواجهة الفيلق الأفريقي الروسي، لكن هذه الحرب سيدفع ثمنها الليبيون".

وكانت تقارير غربية تحدثت في السابق عن وجود عناصر من مجموعة فاغنر شبه العسكرية في شرق ليبيا وجنوبها، لكنها لم تكشف ما إذا كانت هناك خطط للولايات المتحدة الأمريكية أو غيرها من القوى الغربية لمهاجمتها.

أخبار ذات صلة
طرابلس تشهد أسوأ اشتباكات منذ بداية العام مع تجدد أعمال العنف بليبيا

ضرب الجيش

ومن جانبه قال المحلل السياسي الليبي حمد الخزار: "هناك مخطط أمريكي اليوم في المنطقة الغربية لمواجهة التمدّد الروسي، وهو هدف مُعلن لواشنطن، لكنه ادعاء باطل يستهدف ضرب الجيش الوطني الليبي".

وتابع الخزار لـ"إرم نيوز" أنه "انطلاقًا من هذه المزاعم تحرّكت الولايات المتحدة بالفعل من خلال تسيير نحو ست رحلات عسكرية بين قواعد أمريكية وقاعدة الوِطْية في ليبيا، وأن ست طائرات مدججة بالأسلحة وصلت إلى القاعدة الليبية سوف تُعطى للمجموعات المسلحة التي تدرّبها شركة "أمنتوم" برئاسة جون هيلر".

ولفت إلى أن: "هناك محاولة أمريكية لدمج مجموعات مسلحة في غرب ليبيا ودفعها إلى القيام بعمليات نوعية في مناطق سيطرة القوات المسلحة الليبية لخلق توازن، والولايات المتحدة ليست مقبلة على حرب كبرى، لكن رأينا اشتباكات في الأيام الماضية في طرابلس يبدو أنها تهدف إلى التخلّص من أطراف لم تنصَعْ للخطة الأمريكية".

وأكد الخزار "أن هناك أسلحة أمريكية وصلت إلى ليبيا، وأن واشنطن تحاول تعزيز وجودها في ليبيا لخلق توازن مع القوات الروسية التي تدّعي واشنطن وجودها، وأيضا مواجهة التمدد الروسي في الساحل الأفريقي".

واستنتج أن "الولايات المتحدة تسعى إلى تشكيل قوة تشبه القوات النظامية تدين بالولاء لها في ليبيا لمواجهة مزاعم التمدد الروسي".

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com