المجلس الوطني لحزب الاستقلال المغربي
المجلس الوطني لحزب الاستقلال المغربيإرم نيوز

المغرب.. صراعات داخلية تهدد مستقبل أقدم حزب سياسي

يعيش حزب "الاستقلال" المغربي (أقدم حزب في المملكة)، المشارك في الائتلاف الحكومي، منذ عدة أيام، على وقع فضيحة أخلاقية غير مسبوقة تهدد مكانته في المشهد السياسي بالبلاد.

ويتعلق الأمر بتسريب تسجيل صوتي منسوب للقيادي البارز في الحزب نور الدين مضيان، يتضمن عبارات "السب والقذف" بحق زميلته رفيعة المنصوري، نائبة رئيس مجلس جهة طنجة تطوان الحسيمة، التي قدمت دعوى قضائية ضده أمام محكمة في طنجة.

"فضيحة أخلاقية"

وقالت مصادر حزبية مطلعة، لـ"إرم نيوز"، إن قيادات حزب الاستقلال فشلت في طي صفحة هذه الفضيحة الأخلاقية خلال لقاء ودي نُظم، الخميس الماضي، في بيت حمدي ولد الرشيد، القيادي النافذ في الحزب، وذلك في ظل تشبث المنصوري بمتابعة زميلها أمام القضاء بتهمة "القذف والتشهير والابتزاز".

وتزامنًا مع ذلك، أنهت الشرطة القضائية في مدينة طنجة الاستماع إلى رفيعة المنصوري، وأجرت التحريات اللازمة بخصوص التسجيل الصوتي وأخضعته للمعالجة التقنية.

وقبل هذه الواقعة، رفع النائب البرلماني عن حزب الاستقلال منصف الطوب دعوى قضائية ضد يوسف أبطوي، عضو اللجنة التنفيذية للحزب، بعد أن اعتدى عليه بالصفع خلال لقاء حزبي نُظم قبل أسابيع قليلة، وهي الحادثة التي أثارت ضجة واسعة داخل الحزب.

وتأتي هذه الصراعات الداخلية التي خدشت صورة الحزب "المحافظ" قبل أسابيع قليلة من انعقاد المؤتمر الـ18 لحزب الاستقلال، المقرر أواخر أبريل المقبل.

أخبار ذات صلة
مع اقتراب الانتخابات.. هل يعبد تراجع شعبية "الإخوان" طريق حزب "الاستقلال" المغربي لاستعادة بريقه؟

ورأى الباحث والمحلل السياسي الدكتور محمد شقير أن هذه الصراعات الشخصية الداخلية "لن تؤثر على الحزب كمكوّن للحكومة إلا إذا أثرت على تعطيل تنظيمه لمؤتمره الوطني المقبل، أو أدّت إلى عدم انعقاده في الموعد المحدد، أو كان لها تأثير خلال انعقاد المؤتمر من خلال خلق شرخ تنظيمي بين أعضائه قد يبلغ حد عدم التوافق على تجديد انتخاب أمينه العام وانتخاب لجنته التنفيذية".

وأضاف شقير، في تصريح لـ"إرم نيوز"، "أما ما عدا ذلك فإن هذا التأثير سيكون محدودًا، إذ لا ننسى أن حزب الاستقلال قد عرف قبل ذلك مناوشات بين الأعضاء أثناء انعقاد مؤتمر الحزب سنة 2017، ونجح في تجاوز ذلك".

وأكد المحلل السياسي أنّه "إذا نجح حمدي ولد الرشيد (القيادي النافذ بالحزب) في حلّ الخلاف بين مضيان ورفيعة المنصوري، فقد يخفف ذلك من حدة التوتر، وسيخلق أجواء مناسبة لعقد المؤتمر القادم؛ خاصة إذا تنازلت رفيعة وعائلتها عن الدعوى القضائية".

تأثيرات متعددة

وشدد شقير على أن هذه القضية "ستؤثر بلا شك على صورة القيادي نور الدين مضيان داخل حزب الاستقلال وأيضا داخل البرلمان، بل وأمام الحركات النسائية، وستُظهره بمثابة أحد خصوم المرأة وتطور مكانتها داخل المشهد السياسي في المملكة".

وفي وقت سابق، أصدرت منظمة المرأة الاستقلالية – التابعة للحزب- بياناً أعلنت فيه أنها "تابعت باستياء بالغ ما تم ترويجه من تسريب لتسجيل صوتي يتضمن عبارات جارحة، يعتبر مسّاً بسمعة وأخلاق رفيعة المنصوري، ما يحمل في طياته الكثير من الإيحاءات الخادشة لصورة المرأة المغربية عامة والمرأة الاستقلالية خاصة"، وفق البيان.

من جهته، قال المحلل السياسي عبدالفتاح الحيداوي إن قضية نور الدين مضيان ستصيب الحزب بأضرار بليغة، خصوصاً أن الأمر يتعلق بقيادي بارز ورئيس كتلة الحزب داخل قبة البرلمان.

أخبار ذات صلة
أقدم حزب في المغرب يقاوم الإفلاس بعرض مقراته للبيع

وأضاف الحيداوي، في تصريح لـ"إرم نيوز"، أن حزب الاستقلال "مُلزم قبل الذهاب إلى مؤتمره الوطني لانتخاب قيادة جديدة بإخماد نار الفتنة التي اشتعلت بين أعضائه"، مبيناً أن هذه الصراعات المشحونة ستكون بمثابة عقبة أمام أحلام الحزب بالتوسع.

ورأى أن هناك خلافات عميقة داخل الحزب عكس ما يدعيه بعض المنتمين لهذا المكوّن السياسي، الذي يلعب دوراً مهما في الائتلاف الحكومي الحالي، وفق قوله.

وشدد الحيداوي على أن هذه "الفضيحة الأخلاقية"، وقبلها واقعة "الصفعة" المثيرة للجدل، هي تطورات سلبية تحوّلت إلى دعاوى قضائية، قد تنعكس على صورة الحزب ومكانته داخل الائتلاف الحكومي.

وأكد المتحدث أن الأمور تسير نحو التعقيد في ظل تشبث المنصوري بمتابعة زميلها على خلفية هذه الفضيحة "الأخلاقية"، لافتاً إلى أن هذه الواقعة، وقبلها حادثة "الصفعة"، ستؤثر على جاذبية الحزب، إذ سيجد صعوبة في استقطاب وجوه جديدة، خصوصاً النسائية منها، وفق تقديره.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com