قوات الدعم السريع
قوات الدعم السريعأرشيفية - أ ف ب

الجيش السوداني والدعم السريع يعودان للمفاوضات في جدة

قال مسؤولون كبار في وزارة الخارجية الأمريكية، إن الجيش السوداني وقوات الدعم السريع شبه العسكرية، سيعودان إلى طاولة المفاوضات في جدة، غدًا الخميس، بعد أن أنهكت الحرب المستمرة منذ 6 أشهر البلاد والطرفين المتحاربين.

وقال الجيش السوداني، اليوم الأربعاء، إنه قبِل الدعوة لأن "المفاوضات هي إحدى الوسائل التي قد تنهي الصراع"، لكنه لن يُوقف القتال.

وأعلنت قوات الدعم السريع إرسالها وفدًا إلى السعودية للتفاوض بناءً على دعوة من السعودية وأمريكا.

أخبار ذات صلة
الأمم المتحدة: السودان يواجه أكبر أزمة نزوح في العالم

تباطؤ وتيرة القتال

ويقول شهود، إن وتيرة القتال تباطأت، في الأسبوع المنصرم، إذ لجأ الطرفان إلى المدفعية بعيدة المدى التي أمطرت أحياء سكنية بالمقذوفات.

وتقول مصادر عسكرية إن الجيش يكابد المشاق لإصلاح الطائرات الحربية المتقادمة، بينما تجد قوات الدعم السريع صعوبة في معالجة الجنود المصابين.

وذكرت المصادر أن كلا الطرفين يواجهان صعوبات في دفع رواتب قواتهما المنهكة.

وسينضم الاتحاد الأفريقي والهيئة الحكومية للتنمية لدول شرق أفريقيا (إيجاد) إلى المحادثات في جدة التي ستركز أولاً على القضايا الإنسانية، ووقف إطلاق النار، وتدابير بناء الثقة من أجل إرساء أساس للحل بطريق التفاوض.

ولن يشارك الزعماء المدنيون، الذين يعقدون اجتماعات تنظيمية في أديس أبابا، هذا الأسبوع، في الجولات الابتدائية، لكنهم قد يتم إشراكهم لاحقًا. وقال أحد المسؤولين إن فشل الطرفين في حماية المدنيين جعل من الواضح أنهما لم يعودا مناسبين لحكم البلاد من الآن فصاعدًا.

مقاتلون في الخرطوم
مقاتلون في الخرطومأرشيفية - أ ف ب
أخبار ذات صلة
قوة من الجيش السوداني تنضم لقوات الدعم السريع

وظهر الفريق أول ركن شمس الدين كباشي نائب القائد العام للجيش السوداني من العاصمة، في وقت سابق هذا الأسبوع، لأول مرة منذ بدء القتال. وقال في مقطع فيديو إن الجيش مستعد للمفاوضات، لكن "ما فيش حاجة اسمها عفا الله عما سلف".

وقال دبلوماسيون ومصادر سودانية إنه على الرغم من رغبة الجيش في التفاوض، فإن الموالين للبشير الذين يتمتعون بنفوذ قوي في الجيش يرفضون المفاوضات، وسيفضّلون مواصلة إعادة بناء النفوذ في ظل استمرار القتال.

إنهاء الحرب الحالية

من جهته، قال نائب رئيس مجلس السيادة السوداني، مالك عقار، اليوم الأربعاء، إن الحكومة حريصة على إنهاء الحرب الحالية وفق خريطة الطريق التي طرحتها في وقت سابق، والقائمة على 4 مراحل.

وتشمل خريطة الطريق، التي طرحها مالك عقار، مراحل "فصل القوات، والعملية الإنسانية، ومعالجة قضية الحرب بدمج قوات الدعم السريع وإنشاء جيش واحد، ومرحلة العملية السياسية التي تقوم على الاتفاق على الدستور، وكيف يُحكم السودان".

وذكر عقار، بحسب تعميم صحفي لإعلام مجلس السيادة السوداني، وزعه، اليوم الأربعاء، أن المبادرات الحالية المطروحة لمعالجة أزمة الحرب في السودان تتسم بـ"التناقض وتعدد المنابر"، مشيرًا إلى وجود 4 منابر وصفها بـ"غير المتناسقة، وفي كثير من الأحيان متنافسة فيما بينها؛ لتباين أجنداتها وأهدافها"، وفق التعميم الصحفي.

أخبار ذات صلة
الأمم المتحدة: السودان يواجه أكبر أزمة نزوح في العالم

ترحيب سياسي

من جهته، رحب حزب الأمة القومي بإعلان طرفي النزاع في السودان عودتهما إلى طاولة التفاوض في مدينة جدة، في السادس والعشرين من الشهر الجاري، مؤكدًا دعمه الكامل لمنبر جدة لأجل الوصول لاتفاق يُنهي الحرب الدائرة الآن.

وأكد الحزب، في بيان له، "ضرورة أن تعمل كل الأطراف على إنجاح جولة التفاوض الحالية، والعمل الجاد لرفع المعاناة عن كاهل الشعب السوداني بالوصول لاتفاق مُلزم لوقف إطلاق النار، وفتح الممرات الإنسانية، وتسهيل الجهود الرامية لإيصال المساعدات للمواطنين المتضررين في مناطق النزاع والنزوح".

وقال إن "ما خلّفته الحرب من مأساة تضع الأطراف كافة، مدنية وعسكرية، أمام مسؤولياتهم التاريخية لإعلاء المصلحة الوطنية والتنادي الصادق لإنقاذ الوطن".

بدورها، رحبت حركة العدل والمساواة السودانية برغبة طرفي النزاع بالعودة لمنبر جدة واستئناف التفاوض لإنهاء الحرب الدائرة في السودان، مؤكدة دعمها للخطوة التي من شأنها وقف الحرب ووضع حد لمعاناة المواطنين، طبقًا لبيان.

ودعا المتحدث باسم الحركة، ضوء البيت يوسف، في بيان وصل لـ"إرم نيوز"، طرفي النزاع إلى استخدام الحكمة وتغليب مصلحة الوطن والمواطن بالوصول لاتفاق نهائي، قائلاً إن "تفاقم الوضع الإنساني المتدهور كفيل أن يجعل الطرفين يتحملان المسؤولية الوطنية والأخلاقية، وإظهار الجدية لوقف الحرب".

ويغرق السودان، منذ أكثر من 6 أشهر، في صراع مسلح على السلطة، بين الجيش بقيادة عبدالفتاح البرهان، وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو، خلّف نحو 9 آلاف قتيل، وأكثر من 7 ملايين نازح ولاجئ، بحسب الأمم المتحدة.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com