حاجّة فلسطينية تروي لـ"إرم نيوز" معاناتها مع النزوح والعمل

الحاجة أم محمد معاناة إنسانية ضمن عشرات الآلاف منها في قطاع غزة الذين تقطعت بهم السُبل، وضاقت عليهم الحياة، وأصبحت المعيشة صعبة، ولا سيما في ظل حالة النزوح المستمرة، والقصف الإسرائيلي المتواصل.

تقول الحاجة أم محمد وهي نازحة من شمال قطاع غزة إلى مدينة رفح: "تعرّض منزلي للقصف في الأيام الأولى للحرب لقربه من المناطق الحدودية، ومنذ ذلك الوقت بدأت معاناتي ومعاناة أولادي مع النزوح من مركز إيواء إلى آخر، وسط حالة معيشية غاية في القسوة".

وأضافت أم محمد في حديث لـ"إرم نيوز"، توفي زوجي قبل 12 عامًا وتركني وحيدة أعيل 5 من الأولاد و4 من البنات في ظروف حياة قاسية، حيث كان زوجي يعمل في مجال البناء وأنا غير حاصلة على تعليم جامعي يمكنني أن أحظى به على وظيفة تستر بيتي.

وزادت، نعيش داخل مركز إيواء في مدينة رفح لا يلبي الحاجات الأساسية الدنيا من متطلبات الحياة، وداخل خيمة لا تكفي لـ4 أشخاص يتواجد بداخلها ما يزيد على 11 شخصًا، من دون الحصول على الحد الأدنى من الطعام؛ إذ يتم توزيع مواد غذائية بالكاد تكفي الأطفال الصغار، وهو ما اضطرني للعمل في مجال بيع الملابس القديمة "البالة".

وأكملت السيدة الفلسطينية قائلة: "تعرّفت عن طريق أحد الأقارب على تاجر ملابس قديمة، وعرضت عليه أن أقوم ببيع الملابس، مقابل أجر زهيد من المال لا يتجاوز 20 شيكل يوميًّا، ما يعادل (6 دولارات)، أستطيع من خلالها شراء بعض الطعام أو الدواء الخاص بي، لعدم توفره داخل عيادات (الأونروا)".

وأشارت، وهي تقوم بعرض الملابس القديمة وفرزها، أقوم فجرًا للصلاة ثم أنطلق مشيًا على الأقدام مسافة 4 كيلومترات إلى مكان تواجد الملابس في أحد مخازن مدينة رفح. ويقوم أحد العمال بإيصالي إلى منطقة دوار النجمة بمدينة رفح وثم أبدأ بالبحث عن مكان مخصص لوضع الملابس على الأرض وبدء عملية البيع.

وعن كمية البيع قالت، "معظم من يتجولون في الأسواق لا يملكون ثمن قطعة واحدة من الملابس الجاهزة الجديدة، والبرد الشديد القاسي يضطرهم إلى القدوم لشراء الملابس القديمة بسعرٍ رخيص للحصول على بعض الدفء".

أخبار ذات صلة

الأجواء الباردة تفاقم معاناة الغزيين (صور)