مخيم للنازحين في مدينة رفح
مخيم للنازحين في مدينة رفحرويترز

بشأن "صفقة التهدئة".. ما تداعيات مواقف حماس الجديدة على اجتياح رفح؟

تشير المواقف الجديدة لحركة حماس بشأن مفاوضات التهدئة مع إسرائيل، التي تُجرى بوساطة إقليمية ودولية، إلى قرب التوصل لصفقة تنهي الحرب الدائرة في قطاع غزة منذ 7 أشهر، خاصة مع المرونة التي أبدتها الحركة مؤخرًا.

وخلال الأيام الماضية، أبدت حماس مرونة غير مسبوقة بشأن مفاوضات التهدئة، مؤكدة استعدادها للتخلي عن سلاح جناحها المسلح "كتائب القسام" في حال أقيمت الدولة الفلسطينية على حدود العام 1967، مثلما أبدت قبولها بهدنة لخمسة أعوام أو أكثر مع إسرائيل.

مقترح قيد الدراسة

وقال نائب رئيس حركة حماس في غزة، خليل الحية، في بيان صحفي، إن "حركته تسلّمت من إسرائيل ردًا رسميًا فيما يتعلق بمحادثات وقف إطلاق النار"، لافتًا إلى أن "الحركة تعمل حاليًا على دراسة المقترح قبل إعلان ردها".

كما نقل موقع "أكسيوس" الأمريكي، عن مسؤولين إسرائيليين قولهم، إن "تل أبيب أبلغت القاهرة أنها مستعدة لمنح مفاوضات الرهائن فرصة أخيرة للتوصل إلى اتفاق مع حماس، لكن إذا لم يُحرَز تقدم قريبًا ستمضي قدمًا في شن هجوم بري على رفح".

وأوضح المسؤولون أن "المحادثات مع المصريين كانت بنّاءة، وأن الرسالة الإسرائيلية أشارت إلى أن هناك موعدًا نهائيًا واضحًا لاجتياح رفح، وأن إسرائيل لن توافق على جولة أخرى من المحادثات"، وفق الموقع.

ولفت الموقع الأمريكي إلى أن "الاقتراح المطروح على الطاولة يتضمن إطلاق سراح 40 رهينة إسرائيلية، مقابل وقف إطلاق النار لمدة 6 أسابيع، والإفراج عن حوالي 900 فلسطيني من السجون الإسرائيلية".

أخبار ذات صلة
حماس تكشف آخر التطورات في مفاوضات وقف إطلاق النار

مؤشرات قوية

ويرى أستاذ العلوم السياسية في جامعة القدس، سعيد زيداني، أن "هناك مؤشرات قوية لقرب التوصل لاتفاق تهدئة بين حماس وإسرائيل بشأن حرب غزة"، لافتًا إلى أن الاتفاق المرتقب سيكون أوّلي ومحدد بمرحلة زمنية قصيرة.

وأوضح زيداني، لـ"إرم نيوز"، أن "حماس معنية أكثر من أي وقت مضى بالتوصل إلى اتفاق مع إسرائيل يحول دون تنفيذ عملية عسكرية بمدينة رفح جنوب القطاع"، مبينًا أن حماس جادة بوقف الحرب في غزة بأي ثمن.

وأضاف: "بتقديري حماس قدمت تنازلات غير مسبوقة سواء فيما يتعلق بشروطها للتهدئة أو بأعداد الأسرى الذين تطالب بالإفراج عنهم وفئاتهم أيضًا"، مشيرًا إلى أن الحركة أدركت أخيرًا خطورة التمسك بشروطها على مستقبلها السياسي.

وتابع: "يبدو أن هذه التنازلات الكبيرة من حماس جاءت إثر نصائح وجهت لقادتها، وضغوط غير مسبوقة عليهم من أجل التوصل إلى اتفاق مع إسرائيل"، مرجحًا ألا يتضمن أي اتفاق مرحلي عودة النازحين إلى غزة وشمالها.

وبين زيداني أن "عودة النازحين ستكسر صورة الانتصار الذي روجت له إسرائيل وجيشها على مدار الأشهر الماضية، وستؤدي لتصاعد الخلافات داخل الائتلاف الحكومي، وهما الأمران اللذان لا يرغب بهما رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو".

وزاد: "أرجح أن يكون الاتفاق على وقف مؤقت لإطلاق النار، وبقاء الجيش الإسرائيلي في مواقع محددة مع تعليق أنشطته العسكرية، إضافة إلى تبادل الأسرى بين الجانبين في إطار الشروط الإسرائيلية، الأمر الذي يمكن أن يتم خلال أيام".

جنود إسرائيليون في غزة
جنود إسرائيليون في غزةأ ف ب

سيناريوهان للحرب

من جانبه، يرى أستاذ العلوم السياسية في جامعة بيرزيت، هاشم أحمد، أن "حماس وإسرائيل ترغبان بالتوصل إلى اتفاق تهدئة بالوقت الراهن ولو بشكل مؤقت"، لافتًا إلى أن ذلك سيؤجل وربما يلغي خطط الجيش الإسرائيلي لاجتياح رفح.

وأوضح أحمد، لـ"إرم نيوز"، أن "حرب غزة أمام سيناريوهين اثنين، أولهما التوصل إلى اتفاق تهدئة يؤسس لاتفاق شامل ينهي حالة الحرب بين حماس وإسرائيل لفترة زمنية طويلة، وهو الأمر الذي ترغب فيه حماس بالوقت الحالي".

وأضاف: "أما السيناريو الثاني فيتمثل في فشل مفاوضات التهدئة وبدء إسرائيل عملية برية في مدينة رفح، الأمر الذي سيكون له تأثير كارثي على حماس، وسيدخل الحرب بأكثر المراحل خطورة على الحركة وسكان القطاع".

وأشار أحمد إلى أن "الحركة فقدت كل نقاط قوتها في غزة، ومخرجها الوحيد لاستمرار حكمها للقطاع يتمثل في منع اجتياح الجيش الإسرائيلي لرفح"، مرجحًا أن تقدم حماس كل التنازلات الممكنة من أجل وقف مخططات الهجوم على رفح.

وبين أن "الاتفاق المتوقع بين إسرائيل وحماس سيؤجّل الهجوم العسكري ضد رفح؛ لكنه يمكن أن يستأنف في حال لم يتم التوصل إلى اتفاق شامل"، مؤكدًا أن أي اتفاق مرحلي سيسهل مهمة الوسطاء بالتوصل إلى اتفاق نهائي، وفق تقديره.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com