قائد الجيش السوداني عبد الفتاح البرهان وسط مجموعة ضباط وجنود
قائد الجيش السوداني عبد الفتاح البرهان وسط مجموعة ضباط وجنودأ ف ب

سياسي سوداني لـ"إرم نيوز": البرهان عقبة أمام مفاوضات إنهاء الحرب

حوار: محمد حامد

قال الناطق الرسمي باسم "تنسيقية القوى الديمقراطية المدنية" (تقدم)، عضو المكتب التنفيذي ولجنة الإعلام، د. علاء عوض نقد، إن قائد الجيش السوداني الفريق أول عبد الفتاح البرهان، رفض التفاوض حول حل سياسي ينهي الحرب في بلاده، وإنه العقبة أمام التوصل إلى الحل.

وقال نقد في حوار مع "إرم نيوز" إن هيمنة "الكيزان" (تسمية تطلق في السودان على الأصوليين من مؤيدي النظام السابق) على القرار داخل الجيش أفشل مفاوضات إنهاء الحرب بالسودان.

الناطق باسم "تقدم" د. علاء عوض نقد
الناطق باسم "تقدم" د. علاء عوض نقد إرم نيوز

وأوضح نقد أن التنسيقية تقدمت بخطابين لكل من قائد الجيش، وقائد قوات الدعم السريع، الفريق أول محمد حمدان دقلو، يطالب بضرورة التفاوض حول حماية المدنيين ومن ثم المضي في سبل إنهاء الحرب.

وأضاف نقد: "لكن العقبة كانت من جانب قائد الجيش الذي لم يستجب، بينما استجاب قائد قوات الدعم السريع، وبعد محادثات توصلنا إلى التوقيع على إعلان "أديس أبابا"، ولكن نريد تطبيقا عمليا قويا للإعلان في ظل استمرار الانتهاكات والاعتداءات".

ونسأل نقد:

يبدو أنه لا حل في الأفق لأصعب مرحلة تاريخية يعيشها السودان بين بلد منهار وشعب يعيش كل ما هو إبادة، فما السبيل إذن من وجهة نظرك؟

هناك عدة حلول وطرق لإنهاء الأزمة، وتنسيقية القوى الديمقراطية المدنية "تقدم"، سعت بقوة للحل بالتفاوض بين القوات المسلحة وقوات الدعم السريع، ولكن الذي يمنع الوصول إلى إتمام التفاوض وإيجاد حل سلمي هم مؤيدو النظام البائد من حاملي أجندة "الأصوليين" الذين نطلق عليهم اسم "الكيزان" في السودان، ومعهم المؤتمر الوطني الموجود بكثرة داخل الجيش، ويسيطرون على عملية اتخاذ القرار داخل القوات المسلحة ويهيمنون عليها بقوة.

* نريد توضيحا هنا لما تذكرة حول من يعطلون إنهاء هذه الحرب الدامية، ما ذكرته هنا اتهام لطرف بذاته؟

في الطريق للوصول إلى إنهاء الحرب عبر الحل السلمي التفاوضي، يجب أن يتم وضع حماية المدنيين في أسس التفاوض، وذلك أمر مختلف في أماكن السيطرة سواء لقوات الدعم السريع، أم للجيش، نحن في "تقدم" قوة مدنية نسعى إلى ذلك، وما حمله خطابنا بالفعل لكل من قائد الجيش، وقائد قوات الدعم السريع، هو ضرورة الجلوس للتفاوض في البداية حول حماية المدنيين ومن ثم المضي في سبل إنهاء الحرب، وكانت العقبة هنا من قائد الجيش.

 كيف كانت هذه العقبة التي نتج عنها عدم السير في التفاوض بين الجانبين وإنهاء هذه الحرب؟

مع الأسف، لم يستجيب قائد الجيش لهذا الأمر الخاص بحماية المدنيين في حين أن قائد قوات الدعم السريع استجاب، ووقعنا إعلان "أديس أبابا"، ولكن نريد تطبيقاً عملياً قوياً للإعلان في ظل استمرار الانتهاكات والاعتداءات.

إن قوات الدعم السريع، تقبل التفاوض للوصول إلى حلول، لكن "المؤتمر الوطني" منذ أن استولى على قرار الجيش، وهو يقوم بالعبث وتخريب طاولات التفاوض، بل أكثر من ذلك، يقوم بتجميد عمل السودان في كل المنابر التي تؤدي الى التفاوض، ومن هنا يتضح أن من يعمل على إطالة أمد الحرب هو نفوذ "المؤتمر الوطني" داخل القوات المسلحة وسيطرته على مواقع اتخاذ القرار داخل الجيش، وهي التي تؤدي البلاد إلى المهالك.

أخبار ذات صلة
السودان.. موجة نزوح واسعة بجنوب كردفان

 ما الذي يمنع التطبيق العملي لإعلان "أديس أبابا"؟

هناك انتهاكات تحدث، وقوات "الدعم السريع" تقول إنها من فعل الاستخبارات العسكرية وعناصر مندسة، ولكن يجب التعامل معها من جانب "الدعم السريع".

بعد محاولاتكم كقوى مدنية لوقف نار الحرب، ما المطلوب للمضي في تفاوض حقيقي بين الجيش و"الدعم السريع"؟

إن فك الارتباط بين "المؤتمر الوطني" والقوات المسلحة هو السبيل لإنهاء هذه الحرب وإنهاء المعاناة بشكل كامل، حتى يكون هناك حماية للمدنيين والوصول إلى الانتقال السلمي الديمقراطي الحقيقي.

كيف ترى المنهجية المتبادلة فيما يخص التسارع للإعلان عن السيطرة على المدن والمناطق بين الطرفين؟

لا يهم وضع هذه المواجهات ولمن يكون النصر العسكري، ومن سيطر على هذه المدينة أو تلك، وتضارب الأحاديث وسط بيانات من هنا وهناك، ولكن ما هو يقين أن العاصمة التي كانت في "الخرطوم" انتقلت الآن إلى "بور سودان"، وهذا أكبر مثال على أن هذه الحرب لا نصر أو حسماً عسكرياً فيها، ومن الأفضل الجلوس إلى طاولة التفاوض، ونتمنى على من يعطل ذلك أن يفك ارتباطه بمن يمنعون التفاوض وأن يكون الارتباط بالسودانيين فقط.

أخبار ذات صلة
دعا لاحتلال المنازل.. تسجيل مسرب لـ "البرهان" يثير غضبا واسعا في السودان

ما يهم الآن إنهاء الحرب وليس تقدم طرف على آخر أو الاستيلاء على مدينة، هذه الحرب ليس لها حسم أو انتصار عسكري، وإطالة أمدها بالذهاب وراء البحث عن نصر عسكري وعدم الجلوس للتفاوض سيؤدي إلى استمرار عذاب المدنيين ومعاناتهم المستمرة وزيادة المخاطر ليس فقط على السودان ولكن الإقليم والعالم أجمع.

كيف ستنعكس مخاطر هذه الحرب على الإقليم والعالم؟

على المستوى الإقليمي والدولي، ظهور الإرهاب في صفوف أفراد "المؤتمر الوطني" الذين يقاتلون إلى جانب القوات المسلحة، منهم من ينتمون لكتائب "داعش"، أو "البراء بن مالك"، أو "المتوكل بالله"، أو "المعتصم بالله"، أو "البرق الخاطف"، أو "أنصار الشريعة"، وما وراء ذلك من أحداث بشعة ما بين قطع الرؤوس، وأكل الأيادي.

 كل ذلك، إلى جانب حرق الكنائس وهدم وحرق الأضرحة، وهو ما حذرنا منه، وصولاً للحرب الأهلية بهذا الشكل المروع، فهي أكبر كارثة إنسانية يشهدها العالم.

ولكن المنطقة أيضا تحتوي على فظائع أكبر وهناك من يرى أن هناك مناطق جغرافية فيها ما هو أفظع بحق المدنيين؟

الآن تتضح جلياً معاناة السودانيين المستمرة والأزمة الإنسانية الطاحنة والكبيرة للغاية، نحن أمام أكبر أزمة نزوح ولجوء، بأكثر من 8 ملايين نازح ، و1.4 مليون لاجئ، ظهور أمراض وأوبئة نتيجة عدم التحصين، ما بين الكوليرا و الحصبة، زيادة نسبة الوفيات بين الأطفال، إضافة إلى المجاعة التي تضرب السودان، وفي كل ساعة يموت طفلين في دارفور، وهناك 230 ألف طفل وأم مهددين بالموت خلال الأشهر القليلة القادمة، نتوجه بالدعاء بالرحمة للشهداء والشفاء للجرحى والمصابين وفك أسر الكثيرين، وأن تتوقف هذه الحرب اللعينة ويعود الاستقرار للسودان.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com