هل ينفذ ترامب وعده بنقل السفارة الأمريكية إلى القدس أم يؤجله؟
هل ينفذ ترامب وعده بنقل السفارة الأمريكية إلى القدس أم يؤجله؟هل ينفذ ترامب وعده بنقل السفارة الأمريكية إلى القدس أم يؤجله؟

هل ينفذ ترامب وعده بنقل السفارة الأمريكية إلى القدس أم يؤجله؟

يجد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب غدا الخميس نفسه أمام قرار صعب، يتعلق بتنفيذ وعد تعهد به أثناء حملته الانتخابية، ويقضي بنقل السفارة الأمريكية في إسرائيل من تل أبيب إلى القدس.

وينتظر الإسرائيليون بفارغ الصبر ما إذا كان ترامب سيؤجل القرار مرة أخرى مثل أسلافه الذين وقعوا مرارا على تأجيل الخطوة لستة أشهر.

ومن المتوقع أن يقوم ترامب بتوقيع التأجيل على الأقل في هذه الفترة التي يسعى فيها إلى إعادة إطلاق جهود السلام الفلسطينية-الإسرائيلية.

جدل نقل السفارة

يعتبر الفلسطينيون الذين يمثلون ثلث سكان المدينة المقدسة ويعيشون في الجزء الشرقي الذي تحتله إسرائيل منذ العام 1967، القدس، عاصمة لدولتهم الفلسطينية.

وضمت إسرائيل القدس وأعلنتها عاصمتها الأبدية والموحدة، في خطوة لم يعترف بها المجتمع الدولي وضمنه الولايات المتحدة، إذ يعتبر المجتمع الدولي القدس الشرقية مدينة محتلة.

وتتواجد إجمالا معظم سفارات العالم في تل أبيب، العاصمة الاقتصادية للدولة العبرية. وسيكون نقل السفارة بمثابة دعم أمريكي لموقف إسرائيل من المدينة، ورفضا للمطلب الفلسطيني.

وقد أقرّ الكونغرس الأمريكي في العام 1995 قانونا ينص على "وجوب الاعتراف بالقدس كعاصمة لدولة إسرائيل"، مطالبا بنقل السفارة.

 وجاء في نص القرار  "منذ العام 1950، كانت مدينة القدس عاصمة دولة إسرائيل".

ومع أن القرار ملزم، إلا أنه يحتوي على بند يسمح للرؤساء بتأجيل نقل السفارة لستة أشهر لحماية "مصالح الأمن القومي".

ومنذ ذلك الحين، قام كل من بيل كلينتون وجورج دبليو بوش وباراك أوباما بصورة منتظمة، بتوقيع أمر تأجيل نقل السفارة مرتين سنويا.

وقام أوباما بتوقيع أمر تأجيل النقل في نهاية ولايته في كانون الأول/ديسمبر 2016. وتنتهي صلاحية هذا القرار اليوم الساعة 11,59 ليلا بتوقيت واشنطن.

هل سيقوم ترامب بما عجز عنه أسلافه؟

تعهد ترامب خلال حملته الانتخابية، بنقل السفارة إلى القدس والاعتراف بالمدينة "كعاصمة موحدة لدولة إسرائيل".  واختار ديفيد فريدمان، وهو محام وابن حاخام مثير للجدل، سفيرا في إسرائيل.

لكن يبدو أن ترامب تراجع عن موقفه من نقل السفارة منذ توليه منصبه تحت ضغوط من الفلسطينيين والدول العربية الأخرى، وبعد تحذيرات من التسبب بأعمال عنف واسعة.

وخلال زيارة قام بها الأسبوع الماضي إلى اسرائيل والأراضي الفلسطينية، لم يتطرق ترامب أبدا إلى موضوع السفارة.

وبينما يسعى ترامب إلى إعادة إطلاق محادثات السلام الفلسطينية الإسرائيلية المتعثرة، سيكون حذرا في مسألة اتخاذ خطوة ستثير غضب العالم العربي.

ويقول السفير الإسرائيلي السابق الان بايكر الذي يعمل حاليا في مجال الأبحاث: "سيقوم ترامب على الأغلب بتوقيع أمر التأجيل لستة أشهر أخرى، لكنه سيصدر بيانا أنه لن يقوم بالضرورة بذلك مرة أخرى، وأن الأمر يتوقف على الطريقة التي يتصرف بها الطرفان".

ماذا لو رفض ترامب تجديد أمر تأجيل النقل؟

وفي حال اختار ترامب عدم توقيع أمر تأجيل نقل السفارة، لن تنتقل السفارة على الفور من تل أبيب إلى القدس، ولكن ستكون لذلك عواقب سريعة وتكاليف باهظة.

وفي العام 2016، تم إنفاق 968 مليون دولار أمريكي على أمن السفارات والبناء والصيانة، بحسب أرقام صادرة عن وزارة الخارجية.

يقول  يوجين كونوفيتش، أستاذ القانون في جامعة نورث ويسترن الاميركية الذي يدعم خطوة نقل السفارة، إن القيام بذلك يعني أن ترامب سيكسب مصداقية بين مؤيديه.

ويضيف: "كان وعدا صريحا خلال الحملة، والقيام بذلك سيساعد في تقوية قاعدته وتعزيز الدعم من الجمهوريين في الكونغرس".

وتعتبر لوري كاردوزا- مور عضو مسؤولي الكنيسة الانجيلية في الولايات المتحدة أن العديد من الناخبين المتدينين الذين اختاروا التصويت لترامب يراقبونه بحذر لضمان عدم تراجعه عن تعهده.

وتقول إن "تعهده بنقل السفارة كان بمثابة نقطة حاسمة لكثير من الانجيليين".

وحذر الفلسطينيون من إمكانية اندلاع موجة جديدة من العنف وحتى انتفاضة ثالثة في حال نقل السفارة، مؤكدين أن هذه الخطوة من شأنها تأجيج العنف و"فتح باب الجحيم".

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com