في ملتقى "إرم نيوز" حول "الإعلام المحترف".. قيادات إعلامية تحذر من "الانفلات" عبر مواقع التواصل الاجتماعي

حذرت قيادات إعلامية عربية من تأثير الانفلات في محتوى مواقع التواصل الاجتماعي، على المشهد الإعلامي بأكمله، كما شككت في قدرة الإعلام الورقي على الصمود ما لم يطور نفسه باتجاه إعلام متعدد الوسائط.

جاء ذلك خلال الملتقى الحواري الذي نظمه موقع "إرم نيوز" في العاصمة الأردنية عمّان، بمناسبة الذكرى الرابعة لانطلاقها، بالتعاون مع "مركز حماية وحرية الصحفيين"، والذي حمل عنوان "الإعلام المحترف في زمن وسائل التواصل الاجتماعي"، وشارك فيه وزير الدولة لشؤون الإعلام والاتصال الأردني محمد المومني.

وقال رئيس تحرير "إرم نيوز" تاج الدين عبدالحق، في كلمته بمستهل الندوة، التي أدارها رئيس مركز حرية الصحفيين نضال منصور، إن الملتقى اتخذ طابعاً مهنياً لإتاحة الفرصة لتبادل الآراء مع نخبة مميزة من القيادات الإعلامية حول مستقبل الإعلام المحترف، والتحديات التي تواجهها الساحة الإعلامية العربية، مشيراً إلى أن الملتقى سيكون تقليداً سنوياً لمناقشة هموم المهنة وآفاق التطور فيها.

وأضاف أن  اختيار الأردن يعكس البيئة المحفزة التي يتمتع بها الإعلام، مذكراً بأن موقع "إرم نيوز"  انطلق من العاصمة الأردنية قبل 4 أعوام.

وأشار إلى تجربة الموقع في "إثراء المحتوى الإعلامي وأثره على المتابعين، حيث وصل عددهم إلى 180 مليونا، ويعد الموقع 19 عالميا، و16 في الشرق الأوسط، و14 في دولة الإمارات العربية".

نبيل الخطيب: نزوح عن مشاهدة التلفزيون

وأكد رئيس تحرير قناة "العربية" الدكتور نبيل الخطيب، في مداخلة رئيسية بالندوة أن هناك نزوحاً للمشاهد من التلفزيون إلى عالم جديد ومريح مثل وسائل التواصل الاجتماعي، التي جاءت كنعمة للجمهور، وشكلت تحديًا  للفضائيات.

وأشار إلى أن الشكل الجديد للإعلام يتمثل بمن ينتجون المحتوى من الجمهور بغض النظر عن وسيلة النشر، فغرف الأخبار في التلفزيونات والمحطات الفضائية لم تعد كالسابق وتحولت إلى غرف لإعادة إنتاج المحتوى بأشكال متعددة، مبينًا أن بعض وسائل التواصل الاجتماعي أصبحت رافداً للإعلام المحترف.

وقال الخطيب إن التكنولوجيا أتاحت فرصة لإحداث تغيير جوهري في قواعد اللعبة، حيث أصبحت اقتصاديات الإعلام متغيرة، فوسائل وقنوات الإعلام الاجتماعي باتت تلتهم الحصة الإعلانية الأكبر؛ ما أثّر على اقتصاديات مؤسسات الإعلام المحترف، مشيراً إلى انحسار مشاهدة وسائل الإعلام المحترفة.

وأضاف أن "الإعلام المحترف لا يموت إنما يتحول إلى شكل جديد، ومن يرفض أن يتعامل مع الواقع الجديد للإعلام يموت".

وفي توصيفه للمواكبة التي حققتها قناة العربية، قال  الخطيب إن هناك "انحسارًا في المشاهدة، لكن هناك 85 مليون متابع لها على 66 منصة عبر شبكات التواصل الاجتماعي".

ولفت إلى أن الذكاء الاصطناعي سينعكس مستقبلاً على وسائل الإعلام، وأن جمهوراً كبيراً من جيل الشباب هجر مشاهدة التلفزيون وتوجه إلى "السوشال ميديا"، مشيراً إلى أن الإعلام الحكومي لديه فرصة أكثر من أي إعلام آخر لأن لديه مصدر المعلومات والأخبار.

رمضان الرواشدة: الصحافة المكتوبة تراجعت

وعبر رئيس مجلس إدارة صحيفة الرأي اليومية رمضان الرواشدة عن اعتقاده بأن الصحافة المحترفة ستضمحل شيئاً فشيئاً أمام الكم الهائل لوسائل الإعلام الاجتماعي، مشيراً إلى أن وسائل الإعلام المختلفة يجب أن تكون متنوعة ورقياً وإلكترونياً ومرئياً.

وأكد بأن إيرادات الصحف المطبوعة من الإعلانات التجارية تراجعت نتيجة توجه المعلنين إلى شبكات "السوشال ميديا"، مطالباً بخلق جيل جديد من الإعلاميين لمواكبة التطور في الواقع الإعلامي من خلال إعادة بناء مناهج تدريس الإعلام في كليات الإعلام لتركز على تدريس تكنولوجيا الاتصالات الحديثة والوسائط المتعددة.

باسل العكور: على وسائل الإعلام التقليدية أن تتقدم

من جانبه، أكد ناشر موقع "جو 24" الإلكتروني باسل العكور، أنه "لا يجوز لوسائل الإعلام التقليدية أن تستمر في حالة الإنكار"، مبينًا أن هناك "هجرة طوعية باتجاه التطور وسط القفزة الرقمية الكبيرة، وعلى تلك الوسائل أن تتقدم أو ينتهي وجودها".

وأكد أن "المواقع الإلكترونية هي من الإعلام الجديد، وليست امتداداً للإعلام القديم"، مضيفًا أن "المواقع الإلكترونية تعتمد كثيرًا على معلومات تنشر على مواقع التواصل الاجتماعي بحيث يتم بناء قصص إخبارية صحفية عليها".

وأشار إلى أن  "التحدي الحقيقي هو تحد تكنولوجي، وحتى تخرج الصحافة التقليدية من عنق الزجاجة يجب أن تتقدم بما يتناسب مع التحول الكبير للإعلام".

عروب صبح: المزاج العام للإنسان أصبح راغبًا بالتواصل

وقالت الناشطة عبر مواقع التواصل الاجتماعي الإعلامية  عروب صبح، في المداخلة الرئيسية إنه "ليس كل إعلام تقليدي هو إعلام محترف، بل يوجد محتوى أصلي عبر وسائل التواصل الاجتماعي، وليس كل ما هو منشور فيها مسروق، حيث أصبحت منصة لصنع الخبر".

وبينت أن "المزاج العام للإنسان أصبح راغبًا بالتواصل وليس التلقي، حيث أصبح يريد أن يعبر عن رأيه، ويشارك في صناعة الخبر ويحدد ما يريد متابعته"، مشيرة إلى أن المؤسسات الإعلامية لم تعد تحتكر الأخبار، بل أصبح هناك مؤثرون وصانعون للخبر في وسائل التواصل الاجتماعي.

ولفتت صبح إلى أن مواقع التواصل الاجتماعي خلقت أشخاصاً أصبحوا مؤثرين واستقطبتهم بعض مؤسسات الإعلام التقليدي، مؤكدة أن المتلقي ذكي ويستطيع المقارنة بين الخطأ والصواب وسط الكم الهائل من المعلومات التي ترده.