"مرحلة الانتقام".. دلالات استهداف إسرائيل للجماعة الإسلامية في لبنان

حملت محاولة الاغتيال الإسرائيلية التي استهدفت الإثنين الماضي، القيادي في "الجماعة الإسلامية" في لبنان محمد عساف، دلالات عدة، وفق خبراء.

وكان عساف نجا من محاولة اغتيال في بلدة الصويري بالبقاع الغربي شرقي لبنان، عبر طائرة مسيّرة إسرائيلية.

وقال خبراء لـ"إرم نيوز"، إن "من أبرز الدلالات التي تقف وراء هذه العملية، أن الجماعة الاسلامية في لبنان، اتخذت قرارها بقتال إسرائيل إلى جانب ميليشيا حزب الله، ما قابله تحرك إسرائيلي بإطلاق المرحلة الثالثة من خطتها الانتقامية المتعلقة بملاحقة قادة ولوجستيات حزب الله والجماعات التي تقاومها في سوريا ولبنان".

وقال الخبير العسكري والإستراتيجي اللبناني ناجي ملاعب، إنها "ليست المرة الاولى التي تستهدف من خلالها القوات الإسرائيلية، قيادات في لبنان من خارج حزب الله".

وأردف ملاعب لـ"إرم نيوز": "عندما تستهدف إسرائيل المسؤول القيادي بالجماعة الإسلامية محمد عساف الذي نجا من غارة بطائرة مسيرة، معنى ذلك أن إسرائيل تمتلك بنك معلومات كبيرًا تستهدف من خلاله القادة الكبار، الأمر ليس استهداف قادة حزب الله فقط، ولكن كل من يلحق به من جماعات أو تيارات في هذه الجبهة".

ولفت إلى أن "دلالات محاولة الاغتيال توضح امتداد الجبهة المفتوحة في الجنوب اللبناني، رغم تقيّد إسرائيل في التعامل مع هذه الجبهة لفترة ما ولكن اليوم فيما تسميه تل أبيب المرحلة الثالثة من خطتها الانتقامية، يأتي تنفذ اغتيالات وملاحقة لوجستيات الحزب في البقاع الغربي".

بدوره، اعتبر أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس أيمن الرقب، أن "إسرائيل لا تستهدف فتح جبهات قتال جديدة من خلال محاولة اغتيال القيادي بالجماعة الإسلامية عساف في قلب لبنان، ولكن عملية مثل هذه هدفها في المقام الأول دفع حزب الله وإرغامه على الانسحاب إلى وراء نهر الليطاني أي ما يقدر بنحو 7 كيلومترات بعد الحدود في العمق اللبناني".

وأوضح الرقب لـ"إرم نيوز"، أن "تهديدات الاحتلال الإسرائيلي لا تتوقف يوميًّا في لبنان، وما حدث من محاولة اغتيال عساف ليس خروجًا عن المألوف، والدليل ما حدث من اغتيال نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس صالح العاروري، في ضربة إسرائيلية بضاحية بيروت الجنوبية".

وأشار إلى أن "الأمور تدور في فلك الاستنزاف بين حزب الله وإسرائيل دون الدخول في حرب، لأن الاحتلال إذا استخدم قوته سيهدم بيروت".