هل يمتلك داعش قدرات نوعية لتهديد ليبيا من جديد بعد الضربات الأخيرة؟
هل يمتلك داعش قدرات نوعية لتهديد ليبيا من جديد بعد الضربات الأخيرة؟هل يمتلك داعش قدرات نوعية لتهديد ليبيا من جديد بعد الضربات الأخيرة؟

هل يمتلك داعش قدرات نوعية لتهديد ليبيا من جديد بعد الضربات الأخيرة؟

أثارت الضربات الأمريكية الأخيرة، لمواقع متفرقة لتنظيم داعش في ضواحي مدينة سرت الليبية، عددًا من التساؤلات حول مدى قدرة التنظيم على تهديد البلدات والمدن الليبية، أو إمكانية أن يقوم بتجميع قواه وترتيب صفوفه، للهجوم من جديد على سرت أو غيرها من المواقع؛ ما يجعل باب التوقعات مفتوحًا على مصراعيه.

وضرب داعش في العامين الأخيرين، مدنا ليبية أبرزها (درنة وبنغازي وإجدابيا وصبراتة وسرت)، لكن تحركاته في هذه المدن تفاوتت من حيث التأثير والهيمنة، لكنها قدمت ولا تزال تقدم مؤشرات حول الطبيعة التي يتحرك فيها عناصر داعش، ومفاتيح قدراته التي تشكل تهديدات بأشكال مختلفة.

تحركات داعش

وأكد أحمد هدية، رئيس المركز الإعلامي لعملية البنيان المرصوص التابعة لحكومة الوفاق الوطني، أن تهديد داعش بعيد عن سرت، لكنه ربما يكون قريبًا من مناطق جغرافية أخرى، خاصة في الجنوب الليبي.

إذ قال في تصريح لموقع "إرم نيوز" اليوم الأحد، إن تنظيم داعش لا يمكنه العودة للعمل والانتشار مثل السابق، خاصة وأن جل قوته دمرت في سرت، وأضحى مبعثرًا في مناطق مختلفة، وينشط في خلايا نائمة على مستوى أفراد؛ ما ينبغي على السلطات الحكومية، أن تنتبه وتعد القوة لمواجهة أي خطر مستقبلي محتمل.

وأضاف، بخصوص سرت لا يمكن له تهديدها، وهو أمر مستبعد؛ لأن القوات التي تمركزت هناك، تقوم بعمل جيد على مستوى التأمين وتمشيط المناطق المجاورة للمدينة، لكن ربما يتحرك صوب الجنوب، وهي مناطق تضم رقعا وتضاريس صعبة، وينبغي على المجلس الرئاسي الاستعداد جيدًا، لرصد أي تهديد محتمل.

 ومضى هدية في حديثه قائلاً، "الأمر ليس مرتبطا بقوات البنيان المرصوص، الآن يجب على الجميع التحرك والاستعداد؛ لأن التخطيط الجيد سيجنب ليبيا أي مواجهة كبيرة مع الإرهاب".

وعن الوعود الدولية بشأن مدينة سرت، أجاب، لم يصلنا أي مساعدات دولية تتعلق بنزع الألغام ومخلفات الحرب، وعناصر قواتنا يعملون وفق الإمكانيات المتاحة، ويحاولون نزع أكبر قدر من الألغام، لكن المسألة ليست سهلة، وتحتاج عددا كبيرا من الأجهزة الحديثة، للتقليل من مخاطر انفجار مخلفات الحرب.

ووصف الضربة الأمريكية الأخيرة في سرت، بأنها استكمال لعملية الدعم الدولي لليبيا في مكافحة الإرهاب.

وكانت قاذفات أمريكية، نفذت عددا من الضربات الجوية جنوب مدينة سرت الخميس الماضي، استهدفت من خلالها بعض معسكرات وتجمعات تنظيم داعش.

وبحسب وزارة الدفاع الأمريكية، فإن الضربات تمكنت من قتل أكثر من 80 من عناصر التنظيم، وتدمير عدد من العربات المسلحة والذخائر.

تهديد مستمر

ويؤكد محمد الخوجة، الباحث الليبي في شؤون الجماعات الإرهابية، أن مخاطر تهديد تنظيم داعش للمدن الليبية لن تنتهي، كونه يحظى بحاضنة شعبية مهمة، وإن كانت ليست قوية وكبيرة، وبالتالي يجب الحذر من وجهته المقبلة، خاصة وأن تحركه الحالي غير ملحوظ، كونه يتنقل ويضرب على مستوى عمليات نوعية.

وأضاف الخوجة في حديث خاص مع "إرم نيوز"، "مرارًا وتكرارًا لاحظنا قوة التنظيم في العمليات النوعية، حيث يضرب عبر عمليات انتحارية وأحزمة مقاتليه الناسفة، ومع حالة ليبيا المترهلة والضعف الأمني والمؤسساتي الذي يضرب مفاصل الدولة كاملة، لا يمكن توقع تحركه التالي".

وأشار الخوجة، إلى أن تحديد منطقة أو مدينة يعتقد أن داعش يجعلها في مرمى العين، أمر غير دقيق على الإطلاق؛ لأن جغرافيا البلاد في معظمها، جاهزة ليضرب التنظيم فيها، إذا أخذنا بعين الاعتبار حالة اليأس والضعف التي أصابت المواطن الليبي، الذي ربما تدفعه لمناصرة أو دعم مثل هذه التنظيمات الإرهابية، ليس حبًا فيها أو اقتناعًا بفكرها، بل لأنه فقد الأمل في تحسن الوضع في ليبيا، حيث ارتفاع نسبة الجريمة، وتدني مستوى المعيشة، وغياب الخدمات، وخلو المصارف من الأموال، وبالتالي أضحى معظم الليبيين ينقمون على ما أمست عليه أحوالهم، عقب قرابة 6 أعوام من الإطاحة بالرئيس الليبي معمر القذافي.

ومن جهته، يعتقد الطالب الجامعي أحمد النويري (23) عامًا، أن ليبيا دخلت في نفق مظلم، وإن داعش سيظل يمثل هاجسًا لنا، كونه يتحرك بخفية دون أن يكشف عن أوكاره، وهنا يتحتم علينا العمل جيدًا، والتفطن لتحركاته، التي تزعجنا نفسيًا قبل كل شيء.

وأوضح النويري، بأن عددا كبيرا من الناس، ليس لديهم القدرة على مواجهة أي تنظيم أو إرهابيين، ولديهم أمنية كبيرة في أن ينجح الجيش الليبي في بسط سيطرته على كامل تراب البلاد؛ لأن الجميع دخل في إعياء شديد جراء هذه الحالة، ولا يوجد أحد لديه الاستعداد لمواجهة أي أزمات من أي نوع كانت.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com