كيف اخترق المقرصنون نظام مطار بيروت؟

تواصل الأجهزة الأمنية في لبنان، تحقيقاتها لتحديد الجهة المسؤولة عن اختراق شاشات المعلومات في مطار رفيق الحريري الدولي بالعاصمة بيروت. 

وقالت مصادر لـ"إرم نيوز"، إن الاختراق استغل نقاط الضعف في الشبكة المعلوماتية في المديرية العامة للطيران المدني، فيما توقع وزير الأشغال العامة في حكومة تصريف الأعمال، علي حمية، أن تظهر نتائج التحقيقات خلال أيام.

وفوجئ المسافرون، أمس الأحد، برسالة على شاشات المطار تحمل شعار مجموعة تسمّى "جنود الرب" موجهة إلى ميليشيا "حزب الله"، تطالبه بـ"عدم إقحام لبنان في الحرب، وكفّ يده عن مطار بيروت". ونفت المجموعة في وقت لاحق مسؤوليتها عن ذلك.

وأفاد مراسل "إرم نيوز" أن الاختراق هو الأول من نوعه في لبنان، في حين تغيب إستراتيجية للأمن السيبراني، التي تحتاج قوانين من مجلس الوزراء.

ثغرة في الخادم

وقالت مصادر مطلعة، إن "الاختراق استغل نقاط الضعف في الشبكة المعلوماتية في المديرية العامة للطيران المدني التابعة لوزارة الأشغال العامة".

وأوضح مصدر لـ"إرم نيوز" أنها خرقت "exchange server" الذي يفتقر إلى الحماية الأمنية والتحديث المطلوبين، بفعل "ضعف الإمكانات والميزانيات المحدودة المرصودة".

وأضاف المصدر، أنه "بمجرد حصول الخرق على هذا الخادم، فإن الشبكة المعلوماتية المتصلة به تكون اختُرقت أيضا"، وقد تأثر بهذا الخرق نظام المعلومات الواردة على الشاشات ونظام سير الحقائب وأجهزة التفتيش".  

الداخل أم الخارج؟

وأوضحت المصادر أن "لا صحة لما يتم تداوله عن أن الخرق حصل من داخل مطار بيروت"، مشيرة إلى أن تحديد إن كانت الجهة المخترقة من داخل لبنان أم خارجه، يحتاج إلى وقت استنادا إلى قدرات المخترقين على التمويه".

وعن سلامة الطيران في أوضاع مماثلة، أوضحت المصادر أن عمل المراقبين الجويين في مطار بيروت "يتمتع بالاستقلالية"، وأن شركة طيران الشرق الأوسط "محصنة؛ لأن لديها ملاءة مالية وأيضا كفاءات بشرية وخبرات"، ولفتت إلى أنه "ليست هناك جهة محمية بنسبة 100% من التعرض لانتهاك أمنها السيبراني".

ويتولى خبراء وتقنيون في الأمن العام وشعبة المعلومات ومخابرات الجيش التحقيقات، بطلب من وزير الأشغال، على أن ترفع توصيات بتحديد الخلل والثغرات والميزانيات المطلوبة إلى مجلس الوزراء.

لا تأثير على الرحلات 

وأفاد علي حمية في مؤتمر صحفي، عقده اليوم الإثنين، في المديرية العامة للطيران المدني في مطار بيروت، أن "المطار يعمل بشكل طبيعي اليوم، ولم تتأثر الرحلات الجوية".

وقال إن حوالي 70% من شاشات المطار أصبحت تعمل كالسابق، ويجري العمل على الباقي، أما عن طبيعة الخرق ومصدره، فقد أوضح أن "العمل جارٍ مع الأجهزة الأمنية المختصة"، مشددا على أنه "يجري تحديد إذا كان الخرق داخليًّا أم خارجيًّا".

واعتبر الوزير أن التحدي هو الالتزام بإجراءات جذرية وتمويلها حتى لا يتكرر ما حدث، مضيفا أن موضوع الأمن الإلكتروني أصبح واقعا في كل دول العالم، وأن الأمر "لا علاقة له بالإهمال الإداري"، إنما ينبغي "تفعيل إستراتيجية للأمن السيبراني".