عشرات العوائل الكردية السورية العالقة في السودان تستغيث لإنقاذها

عشرات العوائل الكردية السورية العالقة في السودان تستغيث لإنقاذها

تتوالى الأحداث في العاصمة السودانية الخرطوم بوتيرة متسارعة، لا سيما مع تسابق الدول إلى إجلاء رعاياها، فيما لا يزال هناك الكثير من العالقين الذين يروون قصصاً مؤلمة حول الظروف التي يقاسونها طيلة الأيام الماضية، ومن بينهم عشرات العوائل الكردية السورية التي تقطعت بها السبل هناك.

ويعيش في السودان عشرات آلاف السوريين من مختلف المكونات، بعضهم حاصل على الجنسية، وعدد كبير منهم لديه أملاك وأعمال هناك منذ سنوات، ولكن الجميع ترك كل شيء خلفه الآن، بحسب ما أفاد أحمد عثمان، وهو مواطن كردي سوري يتنقل بين المملكة العربية السعودية والسودان.

وقال أحمد عثمان، الذي يدرس ابنه "كاروان" في إحدى جامعات الخرطوم، في حديثه لـ"إرم نيوز"، إنه "بعد اشتداد المعارك، اصطحبه بعض أصدقائه السودانيين، رفقة سوريين آخرين، إلى منازلهم في قرية تبعد 70 كيلومتراً عن الخرطوم".

وأضاف عثمان: "في البداية حاولوا التوجه إلى مصر، ولكن تأشيرة الدخول كانت عائقاً، فتوجهوا إلى بورتسودان، حيث تقدم الحكومة السعودية تسهيلات كبيرة للسوريين وغيرهم، وتساعدهم للخروج من هناك، وهم حالياً متواجدون في بورتسودان منذ 4 أيام".

الإدارة الذاتية الكردية لشمال وشرق سوريا نشرت أرقام تواصل على منصاتها؛ بهدف الوصول إلى العوائل العالقة في السودان، ومساعدتها في الخروج من هناك باتجاه مدينة القامشلي
أحمد عثمان، والد أحد العالقين في السودان

مشيراً إلى "وجود بطء شديد من جانب السفارة السورية في التعامل مع إجلاء رعاياها في السودان، فإلى جانب السوريين العالقين في الخرطوم، فإن حوالي 80% من المتواجدين في بورتسودان حالياً هم من الجنسية السورية، في حين أجلت أغلب الدول رعاياها".

وأكد عثمان أن "السلطات السعودية عرضت على ممثلي السفارة السورية في الخرطوم المساعدة في إجلاء السوريين من السودان على دفعات يومية، وأبدت استعدادها لإجلاء 200 شخص كدفعة أولى، تليها دفعات أخرى".

لافتاً إلى أن "العوائل الكردية السورية العالقة هناك، والسوريين عموماً، يقاسون ظروفاً معيشية صعبة جداً وسط انقطاع الكهرباء والماء، وحتى مناطق تجمعهم تفتقر للمرافق الصحية، وبعضهم يعيش في خيم نُصبت حديثاً، ولا مساعدات تقدم لهم، وسط احتدام المعارك وغياب الأمن، فضلاً عن التحكم الكبير في الأسعار بمن يحاولون الفرار من الخرطوم باتجاه بورتسودان".

ونوّه عثمان إلى أن "الإدارة الذاتية الكردية لشمال وشرق سوريا نشرت أرقام تواصل على منصاتها؛ بهدف الوصول إلى العوائل العالقة في السودان، ومساعدتها في الخروج من هناك باتجاه مدينة القامشلي (مقرّ الإدارة الذاتية في شمال سوريا)، أو إجلائهم إلى مصر في حال تعذر السفر إلى القامشلي، وأنها تنسق مع جهات حكومية (لم تسمها) لهذا الغرض، ولكنها لم تتمكن حتى الآن من إجلاء أحد".

أخبار ذات صلة
مقتل 15 سورياً في اشتباكات السودان

ويوم الأربعاء الماضي، نقلت محطة "شام إف.إم" عن القائم بالأعمال بالسفارة السورية في السودان قوله إن 15 سورياً قُتلوا نتيجة الاشتباكات الجارية في السودان.

وفي الوقت الذي تقول وزارة الخارجية السورية إنها "تتابع باهتمام كبير أوضاع الجالية السورية والبعثة الدبلوماسية في السودان الشقيق، على خلفية الأحداث الجارية هناك"، إلا أنه لا يوجد أي معلومات دقيقة عن الظروف التي يواجهها السوريون اللاجئون أو المقيمون في السودان.

ونقلت وكالة الأنباء الرسمية "سانا" عن مصدر مسؤول في وزارة الخارجية، "لم تسمه"، قوله إن "وزارة الخارجية والمغتربين وجهت السفارة السورية في الخرطوم إلى تسجيل أسماء الجالية السورية الراغبين بالإجلاء، (وفق الإمكانات المتاحة)، وفي إطار الحفاظ على حياة السوريين بعيداً عن الأخطار المحتملة"، في حين وجّه لاجئون ومقيمون سوريون عالقون في السودان نداءات استغاثة عبر وسائل التواصل الاجتماعي لإنقاذهم.

ودفع الصراع في السودان بين قوات الجيش بقيادة عبدالفتاح البرهان، وقوات الدعم السريع التي يقودها محمد حمدان دقلو "حميدتي"، والذي خلّف مئات القتلى وآلاف الجرحى، الدول العربية والأجنبية إلى المسارعة في إجلاء دبلوماسييها ورعاياها.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com