"القومة للسودان" تشعل معركة سياسية بين داعمي الثورة وأنصار نظام البشير
"القومة للسودان" تشعل معركة سياسية بين داعمي الثورة وأنصار نظام البشير"القومة للسودان" تشعل معركة سياسية بين داعمي الثورة وأنصار نظام البشير

"القومة للسودان" تشعل معركة سياسية بين داعمي الثورة وأنصار نظام البشير

بدت الحملة التي أطلقها رئيس الوزراء السوداني، عبدالله حمدوك، ليل الخميس، بالتبرع لبناء البلاد، كأنها معركة سياسية بين أنصار ثورة ديسمبر، ومعارضيها من أنصار الرئيس المعزول عمر البشير وإسلاميي السودان.

وأطلق حمدوك حملته لبناء وتعمير السودان مما أصاب اقتصاده من نظام البشير بحسب قوله، ووجدت الحملة تجاوبا غير محدود من السودانيين بالداخل وخارج البلاد خاصة بعد معارضة إسلاميي السودان والحكومة الانتقالية.

معارضة شرسة

وقوبلت الحملة الشعبية "القومة للسودان"، بمعارضة شرسة من جماعة الإخوان، وسط جدل عنيف على وسائل التواصل الاجتماعي بين جدواها وفعل الحكومة السابقة وسرقة أموال الدولة طوال العقود الثلاث الماضية.

وبينما دعا أنصار نظام البشير لعدم تبرع المواطنين والشركات لما أسموها حكومة اليسار، رد مناصرو  الحكومة بأنهم في حل عن "أموال الحرام"، وأن الحملة أطلقت للشرفاء فقط من الشعب السوداني.

وأثارت فتوى أطلقها الداعية عبدالحي يوسف، بتحريم دعم حكومة المرحلة الانتقالية، غضب ناشطين سودانيين، قالوا إن الشيخ صمت على القتل والنهب وسحل الشعب السوداني طوال عهد البشير.

وبدت الحملة أشبه بالمعركة بين معسكري الحكومة الانتقالية في السودان ومعارضيها، وقال مغرد على "فيسبوك" : "لم أكن أنوي التبرع إلا بعد حديث عبدالحي يوسف عن الحكومة"، وأضاف آخر "طالما الحملة يعارضها الاسلاميون سأتبرع بما عندي".

حصيلة الحملة

وبلغت الأموال المحولة لصالح حكومة السودان خلال ساعات نحو 20 مليار جنيه (3.3 مليون دولار)، ونادى الآلاف من السودانيين بالخارج إلى تخصيص حساب دولي لتحويل مساهمات السودانيين المغتربين.

ولفت تبرع أثيوبي لـ"القومة للسودان"، رواد مواقع التواصل الاجتماعي في البلاد، حيث أعلن تبرعه بمبلغ 50 جنيهاً، وقال "أُثيوبي وأفتخر.. لكن لطالما أن القومة للسودان فكلنا السودان.. صباح الأمل وبكرة أجمل".

مشاركات وزارية

وتنازل وزراء الحكومة الانتقالية عن ثلث رواتب شهر أبريل/ نيسان الحالي دعماً لحملة "القومة للسودان".

وعلقت وزيرة الشباب والرياضة ولاء البوشي في حسابها على "تويتر": ‏سيكون جُعلي في سبيل دعم المبادرة المشهوده هو مرتب هذا الشهر الذي يعد نقطة في بحر التضحيات الجسام، وامتداداً لمسيرة الشهداء الذين بذلوا أرواحهم ودماءهم حتى نبلغ هذا المقام".

وأعلنت وزيرة العمل والتنمية الاجتماعية، لينا الشيخ، عن تبرعها بمرتب 3 أشهر للحملة.

وكتب وزير الأوقاف والشؤون الدينية، نصر الدين مفرح، على صفحته بموقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" “لن يفي هذه التضحية كل ما نصرفه من مخصصات الشهر الشخصية، عليه اتفقت مع إخوتي في مجلس الوزراء أن يتم التنازل عن ثلث رواتبنا لهذا الشهر دعماً لصندوق القومة للسودان إسهاما منا في سبيل رفعته”.

نجوم المجتمع

وتدافع عدد من الإعلاميين إلى إعلان تبرعهم عبر صفحاتهم الشخصية بـ "فيسبوك" منهم نجمة السوشيال ميديا آلاء المبارك "لوشي" حيث أعلنت تبرعها للمبادرة.

وكتب الفنان عاصم البنا على صفحته الشخصية بموقع "فيسبوك"، “قدمت الناس فلذات أكبادها، والمال والبنين زينة الحياة الدنيا، انتهى الشعب السوداني من البنين وقدم أطهر الدماء شرفا وكرامة، أقدم دخلي من تسجيل (أغاني وأغاني)، برنامج تلفزيوني غنائي شهير، هذا العام لمشروع القومة ليك ياوطن”.

وأشاد تجمع المهنيين السودانيين، أبرز مكونات قوى الحرية والتغيير، بالخطوة، معتبراً أنها جاءت في إطار تدابير متنوعة ناقشتها قوى الحرية والتغيير مع الحكومة من أجل استقطاب الدعم الشعبي لتمويل الموازنة العامة، مشيرًا إلى أن الخطوة إلى جانب إسهامها الكبير في دعم الموازنة، تجعل من أمر التعامل مع تحديات البلاد الاقتصادية وقضايا الأمن القومي شأناً وطنياً.

ويواجه السودان انهياراً اقتصادياً حاداً بفعل الفساد وسوء الإدارة، والعقوبات الاقتصادية، وفقدانه نحو 70% من عائداته النفطية بسبب انفصال جنوب السودان 2011.

ويأمل السودانيون من حكومة المرحلة الانتقالية التي بدأت في 21 أغسطس/ آب الماضي وتستمر لـ 39 شهرا يتقاسم خلالها السلطة عسكريون ومدنيون بعد الإطاحة بنظام الرئيس المخلوع عمر البشير في أبريل/ نيسان الماضي، تحسين الاقتصاد، وفك عزلة السودان الخارجية بسبب سياسات النظام السابق، ورفع العقوبات الاقتصادية.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com