بعد إعلان "صفقة القرن".. هل تتحول المواجهات في الضفة والقدس إلى انتفاضة؟
بعد إعلان "صفقة القرن".. هل تتحول المواجهات في الضفة والقدس إلى انتفاضة؟بعد إعلان "صفقة القرن".. هل تتحول المواجهات في الضفة والقدس إلى انتفاضة؟

بعد إعلان "صفقة القرن".. هل تتحول المواجهات في الضفة والقدس إلى انتفاضة؟

تصاعدت وتيرة المواجهات بين قوات الاحتلال الإسرائيلي والفلسطينيين في الضفة الغربية ومدينة القدس المحتلتين هذه الأيام، في ردة فعل على إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لما يسمى بـ"صفقة القرن"، التي يعتبرها الفلسطينيون خطة لتصفية قضيتهم.

فخلال الـ 24 ساعة الماضية، استشهد أربعة فلسطينيين من محافظات الخليل وجنين وقلقيلية والقدس.

الكرة في ملعب الاحتلال

وفي ظل موجة التصعيد في مدن الضفة الغربية، يرى محللون سياسون وخبراء بالشأن الإسرائيلي والعسكري، أن موجة التصعيد في مدن الضفة الغربية ومدينة القدس المحتلة، جاءت بسبب إعلان ترامب "صفقة القرن"، مشددين في الوقت ذاته على أن الكرة الآن في ملعب الاحتلال الإسرائيلي.

وأكدوا خلال أحاديث منفصلة مع "إرم نيوز"، أنه من الممكن أن تتحول موجة التصعيد إلى انتفاضة، خصوصاً وأنه ليس لدى السلطة الفلسطينية خيار إلا المواجهة بعد فشل مسيرة التسوية السياسية السلمية.

واعتبر الخبير بالشأن الإسرائيلي، حمدالله عفانة، بأن الإعلان عن "صفقة القرن" هي التي أدت إلى تصعيد الأمور في الأراضي الفلسطينية المحتلة، مرجعاً ذلك بأن الفلسطينيين يعيشون حالة من فقدان الأمل بعد الإعلان عن هذه الصفقة.

وقال عفانة: إن "الكرة الآن في ملعب الاحتلال الإسرائيلي، في كيفية تعامله مع ردة الفعل الطبيعية من الشعب الفلسطيني بعد الإعلان عن هذه الصفقة"، مشيراً إلى أن تصاعد العمليات مرتبط بردة الفعل من قبل الاحتلال.

وأضاف "أن هناك غضبا عارما لدى الشعب الفلسطيني، نتيجة الإعلان عن هذه الصفقة الظالمة، والتي لا تستجيب للحد الأدنى لمطالب وطموحات الشعب الفلسطيني الذي يقاوم الاحتلال منذ عام 1948، ويطمح في تطبيق قرارات الشرعية الدولية، مؤكداً أن الولايات المتحدة في هذه الصفقة تدوس على قرارات الشرعية الدولية".

وعن تحول المواجهات وموجة التصعيد في قطاع غزة، أشار عفانة إلى أن "غزة تعيش حالة تصعيد بين الحين والآخر، ولكن رفع وتيرة هذا التصعيد تفرضه مجريات الأمور"، منوهاً في الوقت ذاته إلى "عدم رغبة قيادة حماس لتصعيد الأوضاع في غزة".

يذكر أن مسيرات سلمية خرجت في مختلف المحافظات الفلسطينية، عقب الإعلان عن بنود "صفقة القرن"، تنديداً ورفضاً لهذه الصفقة التي تهدف لتصفية القضية الفلسطينية.

التصعيد سيد الموقف

ويؤكد المحلل السياسي حسن عبدو، أن التصعيد في مدن الضفة الغربية والقدس سيكون سيد الموقف خلال الأيام المقبلة، رداً على "صفقة القرن" التي تنكر حقوق الشعب الفلسطيني.

ويرى عبدو أن "ما جرى في القدس والضفة الغربية، يؤكد بأن المواجهة هي البديل عن الحل السياسي، لأن صفقة القرن في نظر الجمهور الفلسطيني، أوصلت العملية السياسية لنهايتها، لتبدا مرحلة جديدة وهي مواجهة الاحتلال".

وعن تطور المواجهات في الضفة والقدس لانتفاضة، قال عبدو: إن "الانتفاضة تستدعي أن يكون هناك قرار مواجهة رسمي وشعبي كما كان في الانتفاضتين السابقتين، حيث كان هناك إجماع وطني رسمي وشعبي، لذلك أطلق عليها انتفاضة".

وأضاف عبدو أنه جرت انتفاضات سابقة في الضفة الغربية والقدس خلال السنوات القليلة الماضية، لكنها لم تحظى بالإجماع والتأييد الرسمي.

وأكد أن أساس المواجهة سيكون في الضفة الغربية والقدس، لأنهما مركز الصراع، مستدركاً أن إسرائيل هي من تحاول نقل المعركة لقطاع غزة للتشويش على المعركة المركزية، وتابع أن "الاحتلال يبحث عن استهداف الفصائل الفلسطينية منذ أكثر من أسبوع في غزة، والطائرات المسيرة تبحث عن هدف ثمين لها في إسرائيل، لكي تبدأ جولة تصعيدية مع قطاع غزة، للتغطية على ما يجري في الضفة الغربية من مواجهات".

وكانت الرئاسة الفلسطينية أدانت التصعيد الإسرائيلي الخطير ضد أبناء الشعب الفلسطيني، والذي أدى إلى استشهاد أربعة شبان، وإصابة واعتقال العشرات.

وحذّر الناطق الرسمي باسم الرئاسة الفلسطينية، نبيل أبو ردينة، من "هذا التصعيد الإسرائيلي الممنهج"، مؤكدا أن "الشعب الفلسطيني وقيادته سيقفون سدا منيعا في وجه كل هذه المؤامرات، وسيسقطونها كما أسقطوا كل المؤامرات السابقة مهما بلغت التضحيات، وأن الرسالة التي يجب ان يفهمها العالم وفق الرؤية المجمع عليها، هو ما سيؤكده الرئيس محمود عباس في خطابه المهم أمام مجلس الأمن الدولي".

رفض فلسطيني

بدوره، قال الخبير بالشأن العسكري، واصف عريقات، أنه من حق الشعب الفلسطيني أن يرد على ترامب ونتنياهو المحرضان والمحفزان لانتفاضة الفلسطينيين بطريقته الخاصة.

وأضاف عريقات: أن "الشعب الفلسطيني لن يقبل بالأمر الواقع الذي يريده ترامب ونتنياهو، وهو احتلال ما تبقى من الأراضي الفلسطينية"، مؤكداً أنه "سيكون هناك ردا من الشعب الفلسطيني بطريقته، وربما يكون هناك عمليات نوعية تتصاعد أحيانا وتهدأ احيانا حسب الظروف".

وتابع "ليس سهلا على القيادة الإسرائيلية أن تصعد في قطاع غزة أكثر مما هو عليه الآن، لأنها تدرك تماما أنها تستطيع أن تبدأ بالعدوان، ولكن لا تستطيع إنهائه أو التحكم في مجرياته"، لافتاً إلى أن "سقف التصعيد عند الإسرائيليين ربما يكون متدني في هذه الظروف، خصوصا وأن نتنياهو يواجه الآن معضلات كثيرة في الداخل الإسرائيلي قبل إجراء انتخابات الكنيست المقبلة المزمع إجراؤها في الثاني من آذار/ مارس المقبل".

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com