كيف سيؤثر مقتل سليماني على الاحتجاجات العراقية؟
كيف سيؤثر مقتل سليماني على الاحتجاجات العراقية؟كيف سيؤثر مقتل سليماني على الاحتجاجات العراقية؟

كيف سيؤثر مقتل سليماني على الاحتجاجات العراقية؟

بين الإفراط في الفرح وكتمه أحيانًا خشية انتقام ميليشيات موالية لإيران، تختلط مشاعر المحتجين العراقيين في ساحة "التحرير" وسط العاصمة بغداد، إثر مقتل قائد فيلق القدس الإيراني قاسم سليماني، وسط مطالبات بإبعاد العراق عن الصراع الأمريكي الإيراني.

وقتل سليماني إلى جانب أبو مهدي المهندس القيادي البارز في فصائل "الحشد الشعبي" العراقي أحد أبرز الموالين لإيران، في غارة جوية أمريكية قرب مطار بغداد بعد منتصف ليل الخميس.

أصابت هوى المحتجين

والضربة الأمريكية أصابت هوى المحتجين العراقيين المتذمرين من النفوذ الإيراني، حيث نددوا على مدى الأسابيع الماضية، بنفوذ طهران المتصاعد في العراق، ورعايتها للأحزاب العراقية المتهمة بالفساد والتي تحكم البلاد منذ إسقاط النظام السابق العام 2003.

وكان سليماني على رأس الأشخاص الذي هتف المتظاهرون العراقيون ضدهم، واعتبر الكثير من المحتجين أنه هو من كان يحكم العراق عبر أحزاب نافذة يتحكم بقرارها.

وبينما يبقى التساؤل قائمًا عن مستقبل الحراك الاحتجاجي في العراق، فإن عشرات المحتشدين في ساحة التحرير وسط بغداد يتمسكون بمواصلة التظاهر لـ"استرداد الدولة"، لكن البعض لا يخفي الترقب الحذر من مآلات الأمور، خاصة مع ترشيح أن تكون العراق ضحية لمواجهة أمريكية إيرانية خلال الأيام المقبلة.

خلدون قصير، وهو ناشط في احتجاجات بغداد، يقول إن"ما حصل اليوم كان نتيجة طبيعية لسياسة الأحزاب الحاكمة التي جعلت من العراق ساحة خلفية لإيران"، لافتًا إلى أن "الاحتجاجات تنادي منذ 3 أشهر بإخراج العراق من تحت أجنحة إيران وجعله بلدًا مستقلًا ذا سيادة، لا يتحكم به الآخرون بل يديره العراقيون بأنفسهم".

مواصلة الاحتجاج

وتابع أن"على إيران وأمريكا التقاتل فيما بينهما خارج العراق، ونحن سنواصل الاحتجاج لحين استعادة قرار بلدنا".

ويشهد العراق احتجاجات شعبية غير مسبوقة منذ مطلع تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، ضد الحكومة والنخبة السياسية الحاكمة، تخللتها أعمال عنف خلفت 499 قتيلًا وأكثر من 17 ألف جريح.

والغالبية العظمى من الضحايا هم من المحتجين، وسقطوا، وفق المتظاهرين وتقارير حقوقية دولية، في مواجهات مع قوات الأمن ومسلحين من فصائل "الحشد الشعبي" لهم صلات مع إيران، المرتبطة بعلاقات وثيقة مع الأحزاب الشيعية الحاكمة في بغداد، لكن "الحشد الشعبي" ينفي أي دور له بقتل المحتجين.

الخوف من انتقام الميليشيات

ورغم المقاطع المصورة التي رصدت انتشاء المحتجين فرحًا عقب خبر مقتل سليماني، فإن البعض يحبس مشاعر الفرحة، خوفًا من انتقام الميليشيات الموالية لإيران، فهذا محي الدين يقول:"مقتل سليماني أثار الارتياح بين صفوف المحتجين، لكنهم يخشون التعبير عن فرحتهم خوفًا من الفصائل الموالية لإيران".

وتابع محي الدين، وهو متظاهر طلب نشر اسمه الأول فقط خشية استهدافه من قبل الفصائل الموالية لإيران:"سليماني هو المسؤول عن مقتل المئات من المحتجين العراقيين من خلال وكلائها من الفصائل العراقية الموالية لها".

وأردف:"الكل يعلم أن سليماني كان يدير الوضع في العراق، خاصة خلال مرحلة الاحتجاجات، حيث كان يجتمع مع قادة الأمن والفصائل ويعطيهم التعليمات، كما نشر القناصة وفرق الاغتيال في أرجاء البلاد لترهيب الناشطين".

ويرى الشاب العراقي أن جعل العراق ساحة للنزاع بين الولايات المتحدة وإيران سيترك نتائج مدمرة على مستوى البلاد.

العراق ليست ساحة للمواجهة

ويواصل الشباب مطالبهم بنقل ساحة المواجهة الإيرانية الأمريكية خارج العراق، حيث يقول زميله طارق المحيميد، إن العراق لن يتحمل مزيدًا من النزاعات، لذلك على الجميع التزام الهدوء وعدم التصعيد، داعيًا واشنطن وطهران لحل مشاكلهما بعيدًا عن ساحة العراق.

وانتشرت مقاطع مصورة على مواقع التواصل الاجتماعي تظهر العشرات من المحتجين يرقصون فرحًا بمقتل سليماني.

ويعتقد المتظاهر المحيميد أن المتظاهرين يخشون ردود فعل انتقامية من قبل الفصائل الموالية لإيران، حيث ينظرون للاحتجاجات على أنها "مؤامرة أمريكية - إسرائيلية".

تصعيد محتمل

ويمثل مقتل سليماني والمهندس تصعيدًا كبيرًا بعد أعمال عنف رافقت تظاهرات أمام السفارة الأمريكية في بغداد يومي الثلاثاء والأربعاء، احتجاجًا على قصف الولايات الأمريكية لكتائب "حزب الله" العراقي المقرب من إيران، الأحد، ما أدى إلى مقتل 28 مقاتلًا وإصابة 48 آخرين بجراح في محافظة الأنبار غربي العراق.

وقالت واشنطن إن قتل سليماني يأتي في "إطار الدفاع عن النفس" وإن الأخير كان يخطط لشن هجمات على مصالح أمريكية في المنطقة.

ويتهم مسؤولون أمريكيون إيران، عبر وكلائها من الفصائل الشيعية العراقية، بشن هجمات صاروخية ضد قواعد عسكرية تستضيف جنودًا ودبلوماسيين أمريكيين في العراق، وهو ما تنفيه طهران.

ويتصاعد التوتر بين واشنطن وطهران، وهما حليفتان لبغداد، وسط مخاوف من تحول العراق إلى ساحة صراع بين الدولتين.

وينتشر نحو 5 آلاف جندي أمريكي في قواعد عسكرية بأرجاء العراق، ضمن التحالف الدولي لمحاربة تنظيم "داعش" .

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com