العراق.. انشقاقات لحزب سني عن تحالف البناء المقرب من طهران

اعتبر مراقبون للشأن العراقي أن انسحاب رئيس حزب الحل، جمال الكربولي، من تحالف البناء بزعامة هادي العامري ونوري المالكي، يمثل انتكاسة معنوية ويمهد الطريق أمام مزيد من الانشقاقات في هذا التحالف المقرب من إيران.

وأعلن زعيم حزب الحل جمال الكربولي، في ساعة متأخرة من مساء الأربعاء، انسحابه من تحالف البناء بعد عام على انضمامه، مشيرًا إلى أن ذلك "خطوة للبحث عن مشروع وطني يعمل بجد لعراق مزدهر".

وحزب الحل تشكل حديثًا بزعامة جمال الكربولي وأخيه محمد الكربولي، وينتمي له رئيس البرلمان محمد الحلبوسي الذي حقق فوزًا عن محافظة الأنبار خلال الانتخابات التي جرت في مايو/ أيار العام الماضي.

وحصل الحزب في الانتخابات على 10 مقاعد بمختلف محافظات البلاد، وتمكن من الحصول على رئاسة البرلمان بعد دخوله ضمن تحالف سني أوسع، وهو تحالف "المحور الوطني" الذي ضم قوى سنية اعتبُرت قريبة من إيران.

ويرى المحلل السياسي بلال السويدي أن "انسحاب الكربولي هو باكورة الانسحابات من تحالف البناء الذي يمثل المحور المقرب من طهران، ودخول القوى السنية في هذا التحالف جاء للحصول على المناصب الوزارية، وليس إيمانًا بالمشروع، وبعد الانتهاء من تشكيل الحكومة التي تبقى منها أربعة وزراء فهناك المزيد من الانشقاقات والانسحابات".

وأضاف في حديث لـ"إرم نيوز" أن "السبب الحقيقي لهذا الانسحاب هو أن تحالف البناء جمع قوى مختلفة في الرؤى والتوجهات والانتماءات، لتحقيق مصلحة سياسية، وتشكل على وجه السرعة لمواجهة تحالف الاصلاح والإعمار، للظفر بتشكيل الحكومة، وانسحاب الكربولي صدمة معنوية للتحالف الذي طالما قال إنه يضم في صفوفه قوى سنية".

وتشكل تحالف البناء من ائتلاف دولة القانون بزعامة المالكي (25) مقعدًا، وتحالف "الفتح" المتكون من فصائل الحشد الشعبي (47) مقعدًا، وتحالف المحور الوطني السني، نحو (50)، وعدد من الأحزاب والكتل الشيعية الصغيرة.

والكربولي هو طبيب سني ورجل أعمال مثير للجدل، يقيم في العاصمة الأردنية عمّان، ويملك قناة دجلة الفضائية وعددًا كبيرًا من الوكالات الإخبارية والموسوعات وصفحات الفيسبوك للمساهمة في توجيه الرأي العام العراقي.