سياسة أمريكية ناعمة لترويض حلفاء إيران بشأن "القوات الأجنبية" في العراق‎
سياسة أمريكية ناعمة لترويض حلفاء إيران بشأن "القوات الأجنبية" في العراق‎سياسة أمريكية ناعمة لترويض حلفاء إيران بشأن "القوات الأجنبية" في العراق‎

سياسة أمريكية ناعمة لترويض حلفاء إيران بشأن "القوات الأجنبية" في العراق‎

لا خلاف مع قيس الخزعلي وهادي العامري .. كرّر القائم بأعمال السفير الأمريكي لدى بغداد تلك العبارة مرتين خلال لقائه صحفيين عراقيين أمس الثلاثاء، في سفارة بلاده بالمنطقة الخضراء شديدة التحصين، إذ قال، إن هذين الرجلين يؤكدان ضرورة وجود مستشارين عسكريين أمريكيين لمساندة القوات المسلحة العراقية.

وقال القائم بالأعمال الأمريكي جوّي هود إن "الحراك الذي يجري داخل البرلمان العراقي لتمرير تشريع يُخرج القوات الأمريكية، هو حراك طبيعي، لكن بعض النواب يستعجلون وعليهم التأني، إذ أخبرنا الجنرال في الجيش العراقي عثمان الغانمي والجنرال عبد الأمير يار الله أن القوات العراقية ما زالت بحاجة إلى مساندة قوات التحالف".

وأشار إلى أنه "في حال خرجت القوات الأمريكية فليس من السهولة عودتها إذا احتاجها العراقيون".

وأكد أن "القوات الأمريكية ستخرج في حال طلبت الحكومة العراقية منّا ذلك، وكل الاستثمارات الأمريكية والشركات العاملة هنا، يمكنها الخروج إذا طلب العراقيون".

وهذه المرّة الأولى التي يتحدث فيها مسؤول أمريكي بوضوح عن طبيعة التعامل مع الجدل الدائر في العراق بشأن الوجود الأجنبي، إذ أكد أن "واشنطن ليست في معرض استخدام العراق لشن هجمات على إيران، بل هي لا تريد الحرب مع إيران أصلًا".

وعلّق هود على تصريح ترامب بشأن استخدام العراق لمراقبة إيران، بأن هذا التصريح جاء في سياق محدد، وهو موجّه للأمريكيين بالتحديد، إذ اعتاد ترامب على مخاطبة الأمريكيين بهذه الطريقة، وهي جزء من خطابه في الحملات الانتخابية".

وحسب مصدر مطلع، فإن سفارة بغداد في العراق تلقت أوامر بالتواصل بشكل فعّال مع وسائل الإعلام، وإطلاعهم على آخر التطورات والرؤية الأمريكية بشأن ما يحصل، خاصة بعد تصاعد الجدل حول الوجود الأمريكي في العراق".

وقال مصدر مقرب من الدوائر الأمريكية في بغداد لـ"إرم نيوز"، إن القائم بالأعمال جوّي هود تلقى تعليمات بالفعل من الخارجية الأمريكية بالتحدث بوضوح مع العراقيين حول تعامل الولايات المتحدة مع العراق، فضلًا عن التحذير من مخاطر الانسحاب"، وهو ما حصل فعلًا، إذ أكد جّوي هود أن "رئيس أركان الجيش عثمان الغانمي أكد حاجة القوات العراقية للتدريب، ونحن هنا بطلب من الحكومة العراقية، وفي حال طلبت الحكومة الانسحاب سنخرج، لكننا لن نعود إذا طلبتم منا ذلك".

وحسب وسائل إعلام عراقية، فإن لقاءً مرتقبًا سيعقد بين زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر وهادي العامري، للاتفاق على جملة ملفات أبرزها ما يتعلق بالوجود الأجنبي في العراق، وأزمة استكمال تشكل الحكومة العراقية.

ورأى المحلل السياسي العراق عماد محمد  في تصريح لـ "إرم نيوز"، أن واشنطن بالفعل بدأت إدراك تشابك الوضع العراقي، وصعوبة التعاطي معه فيما يتعلق بملفات كبيرة، تتعلق باتفاقيات أمنية، وقعتها حكومات سابقة، فضلًا عن عدم وحدة القرار الحالي داخل مجلس النواب، حيث ينشطر المجلس إلى رأيين، الأول يرى حاجة وجود تلك القوات لدعم أجهزة الأمن العراقية، وهذا الرأي لدى أغلب نواب المحافظات (السنية) التي سيطر عليها داعش، وهو مبنى على تقارير واقعية من ضباط في الجيش العراقي، والرأي الآخر، يضرب كل تلك المعطيات ويطالب بإخراج القوات الأميركية، رغم أن داعش ينشط بالفعل في بعض المناطق العراقية".

وأضاف محمد، أن الخطاب الأمريكي في الداخل يختلف عنه في الخارج، حيث يؤكد ممثلو الإدارة الأمريكية في بغداد بأنهم هنا ليس لمراقبة إيران، وهذا نابع أيضًا من عدم وجود تجانس بالكامل بين ترامب وسفارات بلاده، أو هو جزء من خطة "الشد والجذب".

واعتبرت أوساط سياسية في العراق أن تصريحات ترامب تحفّز الميليشيات والجماعات المسلحة، وحتى الكتل السياسية الموالية لإيران للتحرك والضغط على الحكومة بشأن الوجود الأمريكي في العراق.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com