بعد إعلان دي ميستورا استقالته.. من سيكون المبعوث الأممي الرابع إلى سوريا؟
بعد إعلان دي ميستورا استقالته.. من سيكون المبعوث الأممي الرابع إلى سوريا؟بعد إعلان دي ميستورا استقالته.. من سيكون المبعوث الأممي الرابع إلى سوريا؟

بعد إعلان دي ميستورا استقالته.. من سيكون المبعوث الأممي الرابع إلى سوريا؟

ما إن أعلن المبعوث الأممي إلى سوريا ستيفان دي ميستورا عزمه الاستقالة نهاية تشرين الثاني (نوفمبر) المقبل، حتى بدأت الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن مفاوضات لاختيار مبعوث أممي جديد سيكون الرابع بعد دي ميستورا، والراحل كوفي أنان، والدبلوماسي الجزائري المخضرم الأخضر الإبراهيمي.

ومن بين قائمة تضم 4  أسماء مرشحة لشغل المنصب، رجحت مجلة "فورين بوليسي" الأمريكية، أن يكون الدبلوماسي النرويجي المخضرم "جير بيدرسون" هو المرشح الأوفر حظًا، في التصدي لإحداث اختراق في مهمة شاقة عجز سابقوه عن إنجاز أي "تقدم سياسي" بشأنها.

ويتمتع بيدرسون، الذي يشغل منصب سفير النرويج في الصين منذ حزيران (يونيو) 2017، بمزايا وخبرات واسعة، فقد عمل من قبل كجزء من الفريق الذي تفاوض سرًا على اتفاقيات أوسلو للسلام في الشرق الأوسط، كما كان مندوبًا لبلاده لدى الأمم المتحدة بين 2012 و2017 وممثل الأمم المتحدة في لبنان بين 2005 و2008.

ويعتقد دبلوماسيون غربيون، أن طرح اسم بيدرسون جاء كـ "حل وسط" قد يرضي روسيا من جهة والدول الغربية من جهة أخرى، علمًا أن لدى موسكو تحفظًا وحيدًا بشأن بيدرسون، وهو أنه يمثل دولة عضوًا في حلف شمال الأطلسي (ناتو)، وهي النرويج.

ويضيف الدبلوماسيون الغربيون، أن الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش يؤيد بيدرسون الذي شغل، من قبل، مناصب عليا في الأمم المتحدة، وهو يحظى بدعم بريطانيا وفرنسا والولايات المتحدة.

ومن المرجح أن تدعم الصين، كذلك، بيدرسون الذي يمارس، حاليًا، مهامه هناك، كسفير لبلاده.

ويتصدر اسم بيدرسون قائمة مختصرة من ثلاثة مرشحين آخرين، تضم نيكولاي ملادينوف مبعوث السلام بالشرق الأوسط في الأمم المتحدة، ويان كوبيش مسؤول الأمم المتحدة الأعلى في العراق، ورمضان لعمامرة وزير خارجية الجزائر السابق، ولكل من هؤلاء المرشحين حظوظ متفاوتة في الفوز بالمنصب.

ترك لعمامرة منصبه كوزير للخارجية في أيار (مايو)  2017 لتعينه الأمم المتحدة ضمن مجلس استشاري رفيع المستوى مختص في مجال "الوساطة الدولية".

ويتمتع لعمامرة بخبرة واسعة في القضايا الأمنية والوساطات الدولية، وهو خريج المدرسة العليا للإدارة ومتخصص في الشؤون الدبلوماسية، إذ سبق وعينته الأمم المتحدة مبعوثًا أمميًا إلى ليبيريا بين عامي 2003 و2007، كما انخرط في العديد من الوساطات لحل نزاعات عدة في القارة الإفريقية، وعلى رأسها قضية الصحراء الغربية.

وبرز اسمه بشكل لافت في الملف الليبي، حين تم تعيينه، عام 2011، مبعوثًا إفريقيًا إلى ليبيا مدة أقل من عام، انتهت بمقتل الرئيس الليبي معمر القذافي.

ورغم سجل لعمامرة الدبلوماسي الحافل غير أن تصريحات سابقة له بشأن حلب السورية قد تكون عائقًا أمام تسلمه المنصب، فقد أحدث الدبلوماسي الجزائري جدلًا واسعًا حين وجه التهنئة للنظام السوري بعد سيطرته على أحياء حلب الشرقية التي كانت خاضعة للمعارضة، وسط تقارير بتعرض تلك الأحياء لقصف عنيف.

وجاءت تصريحات لعمامرة، آنذاك، على هامش مؤتمر السلم والأمن في إفريقيا، في كانون الأول ديسمبر 2016، وكان يعبر ضمنيًا بتلك المواقف عن سياسة بلاده الرسمية إزاء الأحداث السورية، بوصفه وزيرًا للخارجية، غير أن دولًا مؤيدة للمعارضة السورية تعتبر تلك التصريحات "نقطة سوداء" في سجل لعمامرة.

الاسم الثالث في قائمة المرشحين، هو الدبلوماسي البلغاري نيكولاي ملادينوف ممثل الأمم المتحدة لعملية السلام الفلسطينية - الإسرائيلية منذ بداية 2015.

وبحسب المعلومات المتوفرة، فإن ثمة اعتراضات روسية على ملادينوف، إذ تعتبره موسكو "مقربًا من واشنطن"، كما أن دمشق أبلغت موسكو بتحفظات حياله بسبب "مواقف سياسية كان أدلى بها ضد دمشق، عندما كان وزيرًا لخارجية بلغاريا".

المرشح الرابع هو مبعوث الأمم المتحدة في العراق يان كوبيش، الذي يحظى بدعم روسي، لكن واشنطن تتحفظ على اسمه.

ورغم أن المبعوث الأممي يلعب دورًا محدودًا في الصراع السوري المعقد، المستمر منذ نحو ثماني سنوات، والخاضع لحسابات إقليمية ودولية متشابكة، غير أن له ثقلًا سياسيًا رمزيًا مؤثرًا.

وكان دي ميستورا أبلغ مجلس الأمن الدولي قبل يومين أنه سيستقيل من منصبه لأسباب "شخصية بحتة".

ومن المنتظر أن يقوم دي ميستورا، الأربعاء المقبل، بجولة أخيرة إلى دمشق بهدف إجراء محادثات لتشكيل اللجنة الدستورية، وفي حال نجاحه في هذا المسعى فسيكون ذلك الإنجاز السياسي الأبرز الذي حققه خلال وجوده في هذا المنصب منذ أكثر من أربع سنوات.

Related Stories

No stories found.
logo
إرم نيوز
www.eremnews.com