استفتاء انفصال كردستان يبرز إلى الواجهة بعد ترشح شخصيات دعمته لرئاسة العراق
استفتاء انفصال كردستان يبرز إلى الواجهة بعد ترشح شخصيات دعمته لرئاسة العراقاستفتاء انفصال كردستان يبرز إلى الواجهة بعد ترشح شخصيات دعمته لرئاسة العراق

استفتاء انفصال كردستان يبرز إلى الواجهة بعد ترشح شخصيات دعمته لرئاسة العراق

أثار ترشح شخصيات كردية لرئاسة العراق رغم دعمها لانفصال إقليم كردستان الجدل في الأوساط السياسية والشعبية، خاصة وأن منصب رئيس الجمهورية يوجب على الرئيس الحفاظ على وحدة البلاد وسلامة تطبيق القوانين الدستورية.

وقدّم الحزب الديمقراطي الكردستاني بزعامة مسعود بارزاني، فؤاد حسين مرشحًا لرئاسة العراق، وهو ما رفضته كثير من الكتل السياسية بداعي أنه كان عرّاب استفتاء انفصال كردستان الذي أجري العام الماضي، فكيف سيترأس العراق وهو سعى سابقًا إلى انفصال الإقليم؟.

كما قدمت مختلف الأحزاب الكردية مرشحيها إلى منصب الرئاسة، وأبرزهم برهم صالح مرشح حزب جلال طالباني، فضلًا عن ترشح شخصيات كردية مستقلة.

وفي موقف مفاجئ، أعلن زعيم تحالف "البناء" نوري المالكي يوم أمس دعمه لترشح فؤاد حسين لمنصب الرئاسة، وقال إن وصوله إلى الرئاسة سيشكل عاملًا ايجابيًا بالنسبة للبلاد.

وأضاف المالكي بعد لقائه حسين "نتمنى للاخ فؤاد الفوز، ونتمنى لإقليم كردستان أن يكون حاضرًا بقوة في بغداد".

وهذا أول موقف للمالكي، بعد أيام قليلة من إعلان الحزب الديمقراطي الكردستاني ترشيح حسين للمنصب الممنوح للكرد، وفقًا للعرف السياسي.

وعمل فؤاد حسين بقوة في ملف استفتاء كردستان العراق الذي أجري في أيلول/ سبتمبر، عبر وسائل الإعلام العربية والكردية، وكان عضو اللجنة العليا للاستفتاء التي ترأسها بارزاني.

واستذكرعراقيون على مواقع التواصل الاجتماعي، تصريح حسين عندما قال حينها "إن الحدود التي رسمتها اتفاقية أُقرت قبل نحو 100 عام رغم أن الكرد غير مقدسة لاسيما في العراق"، مشيرًا إلى أن "الكرد لم يكونوا يومًا جزءًا من هذه الدولة حتى يقرروا الانفصال عنها".

وأضاف حسين "يتهموننا بأننا ننفصل، ولكننا في الحقيقة لا ننفصل لأننا لسنا جزءًا من العراق حتى ننفصل".

وجدد حسين موقفه أمس الأول، عندما سأله أحد الصحافيين عن استفتاء كردستان بأن "الاستفتاء ليس ممنوعًا لأن الدستور العراقي جرى ثمرة لاستفتاء عليه".

وأوضح "رأينا كان، قبل الاستفتاء وأثناءه وبعده أن كل حل يجب أن يكون مشتركًا بين أربيل وبغداد".

وواجه استفتاء كردستان رفضَا عراقيًا واسعًا على المستوى السياسي والشعبي لما اعتبر تهديدًا لوحدة البلاد، التي تضم مختلف الأقليات والمكونات، وهو ما يفتح الباب على مصراعيه أمام مطالبة مكونات أخرى بالانفصال كالتركمان، فضلًا عن إلهام المدن الأخرى بالمطالبة بتأسيس أقاليم، وهو ما يضعف الحكومة الاتحادية.

من جهته، قال النائب عن تحالف "البناء" منصور البعيجي، إن "تحالفه لن يصوت على أي مرشح لرئاسة الجمهورية دعم الاستفتاء الانفصالي"، داعيًا "الكرد إلى الاتفاق على شخصية وطنية تستحق أن تسلم منصب رئيس الجمهورية".

وقال البعيجي في بيان أصدره اليوم الخميس، إنه "لن يصوت على أي مرشح لرئاسة الجمهورية دعم استفتاء إقليم كردستان، ودعا إليه لأنه لايصلح أن يكون رئيسا لجمهورية العراق وهو مؤمن بتقسيم البلد"، مضيفًا "أنه من غير الممكن لمن ترسخ في عقله فكرة الانفصال وتقسيم البلد أن يترأس جمهورية العراق".

ويرى مراقبون للشأن السياسي، أن تصريح البعيجي يكشف عن خلافات داخل تحالف المالكي الذي أعلن سابقًا دعمه لفؤاد حسين، وهو ما يرجح مزيدًا من الانقسامات داخل تكتّل "البناء" تحت الضغط الشعبي والحديث المتواصل لناشطين ومدونين عن رفضهم لترشح شخصيات دعمت الانفصال الكردي سابقًا.

وبالتزامن مع ترشيح الحزب الديمقراطي فؤاد حسين، حدد الكرد موعد إجراء استفتاء كردستان من العام الماضي مناسبة وطنية للاحتفال بها كل عام، إذ نظم حزب بارزاني احتفالية ضخمة الثلاثاء الماضي، حضرها رئيس الحزب بارزاني وقال فيها: "إنكم سطرتم التاريخ في الاستفتاء، وأهنئكم بهذه المناسبة، وأقبل تلك الأيادي التي بصمت على أوراق الاقتراع في مثل هذا اليوم".

وأضاف، أن "الاستفتاء حق قانوني وطبيعي لأي شعب يريد تقرير مصيره، وفي العام الماضي قد قررتم مصيركم، ولكن للأسف تم تفسير هذا الأمر بشكل سيئ".

ومن المقرر أن يعقد البرلمان العراقي جلسة، يوم الثاني من تشرين الأول، لاختيار رئيس الجمهورية، وسط تنافس كردي محموم على المنصب، خاصة بين حزبي طالباني وبارزاني.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com