حميد شباط.. سياسي مغربي فقد بريقه بعد خسارته زعامة حزب الاستقلال
حميد شباط.. سياسي مغربي فقد بريقه بعد خسارته زعامة حزب الاستقلالحميد شباط.. سياسي مغربي فقد بريقه بعد خسارته زعامة حزب الاستقلال

حميد شباط.. سياسي مغربي فقد بريقه بعد خسارته زعامة حزب الاستقلال

تمتع الأمين العام السابق لـ"حزب الاستقلال" حميد شباط، بشخصية  فريدة لم يألفها المشهد السياسي المغربي، وذلك من خلال تصريحاته غير المألوفة وطريقته الشعبوية في تدبير شؤون الحزب.

وحسب مراقبين للشأن الحزبي في المغرب، فإن الحزب فقد بريقه وتحول إلى كيان سياسي عادي، بعدما ظل لعقود يترأس الحكومات المغربية ويتحكم بالمناصب العليا في البلاد.

وفشل شباط أمس السبت، في ضمان ولاية ثانية له على رأس "حزب الاستقلال"، بعدما تمكن نزار بركة حفيد مؤسس الحزب وزعيمه التاريخي علال الفاسي، من الظفر بالأمانة العامة بفارق شاسع بينه وبين شباط، ليخرج الأخير من زعامة الحزب من الباب الضيق، في ظل الدعم الكبير الذي يحظى به بركة من قبل أغلبية أعضاء المجلس الوطني.

وبمجرد إعلان بركة أمينا عاما للحزب، تحول شباط إلى شخص غير مرغوب فيه، إذ تحلق الجميع حول حفيد مؤسس الحزب، في حين خرج شباط خاسرًا من معركته التي فقد معها كل شيء.

واستمر شباط في نهج سياسته المثيرة رغم نزوله من كرسي الزعامة، إذ اعتبر في تصريحات صحفية، أن "نتائج المؤتمر السابع عشر لحزبه كانت معروفة"، ملمحا في الوقت ذاته إلى"تدخل أياد من وراء الستار في دعم منافسه بركة".

أخطاء شباط

ويقول المحلل السياسي والأكاديمي المغربي سعد ناصر، إنه "منذ خروجه من حكومة عبد الإله بنكيران في نسختها الأولى، فهمت قيادة حزب الاستقلال أنهم مسيرون من طرف شخص بوصلته السياسية غير ثابتة، ولا يتسم بالرزانة".

واعتبر أن "إقدام شباط على الاصطفاف إلى جانب المعارضة،  تسبب بتفكك حزب الاستقلال، الذي لم يتعود في السابق أن يمارس دور المعارضة، فلطالما اعتاد على ترأس الحكومات وسن القرارات في عهد آل فاسي".

وقال ناصر لـ"إرم نيوز"، إن "وفاة شباط السياسي ناتج عن الخروج من الحكومة، التي ولّدت النزاع داخل الحزب منذ سنة 2013، إلى أن أضحى شبه منقسم إلى تيارين، الأول يقوده الأمين العام، والثاني يقوده حمدي ولد الرشيد الرجل النافذ داخل الحزب".

ومنذ سنة 2013، لعب شباط دور المعارض بشتى الطرق المشروعة وغير المشروعة، إلى أن حلت الانتخابات البلدية سنة 2015، خلالها فاجأ الرجل المثير الرأي العام المغربي مجددا، إذ أعلن خروجه من صفوف المعارضة واتخذ موقف المساندة النقدية لحكومة بنكيران، والتي لم يبق أمام انصرام عهدتها سوى عام واحد.

واعتبر المحلل السياسي، أن "شباط لعب ضد تيار المعارضة التي يقودها حزب الأصالة والمعاصرة، المقرب من دوائر القرار، حيث بدأت الجهات النافذة تترصد أخطاءه إلى أن تحقق لها سعيها عندما صرح شباط في فترة مفاوضات تشكيل حكومة بنكيران التي فشل فيها فيما بعد، بأن موريتانيا أرض مغربية في سياق سرد تاريخي لا غير، ليتم استبعاد الرجل من فرص دخول الحكومة ،لا وبل أصبح شخصية سياسية ممقوتة تجلب المشاكل والأزمات للبلاد".

وأنهى ناصر حديثه بالإشارة إلى أنه "مع توالي المحطات السياسية بالبلاد ازداد "انتقام الحزب والدولة" من حميد شباط وتم قتله سياسيا، في حين امتد هذا الانتقام إلى داخل فروع الحزب حيث انقلب عليه أنصاره وتم خلعه من زعامة نقابة "الاتحاد العام للشغالين بالمغرب"، وهو الذراع النقابي لحزب الاستقلال والأقوى على مستوى الأحزاب، إلى أن أضحى في يومنا هذا بعيدا عن المشهد السياسي المغربي".

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com