صافرات الإنذار تدوي في غلاف غزة
بالنسبة لكثير من الليبيين، لا تعدو حكومة الوفاق التي يترأسها فايز السراج أكثر من حكومة "الفرقاطة"، كونه جاء إلى طرابلس في شهر آذار/مارس 2016 بمعية بقية أفراد المجلس الرئاسي على متن سفينة حربية، وكناية عن الدعم الدولي للحكومة التي لا سيطرة لها على الأرض.
وطيلة هذه الفترة الزمنية لم يتغير شيء في العاصمة إلا إلى الأسوأ، فما زالت ميليشيات مسلحة تتحكم في مصائر مواطنيها، وترتكب الموبقات باسمها، كونها تتبع اسمياً إلى الحكومة التي رفض البرلمان الليبي منحها الثقة مرتين.
وتدهور الاقتصاد الليبي في عهد السراج أيما تدهور، ويعاني الليبيون أزمات معيشية عدة من أبرزها شح السيولة وارتفاع الأسعار والافتقاد للخدمات حتى الأساسية منها مثل الصحة، وارتفاع سعر صرف الدولار أمام الدينار.
انسداد الأفق السياسي
وفضلا عن انسداد الأفق السياسي، يتمسك المجلس الرئاسي بموقفه من الاتفاق السياسي وقائد الجيش الوطني المشير خليفة حفتر، في الوقت الذي جاءت فيه استقالة نائب رئيس مجلسها الرئاسي موسى الكوني، لتشكل ضربة في الصميم للاتفاق السياسي الذي لم ينفذ، كون استقالة أحد الأعضاء تمثل فشلا للاتفاق السياسي، وفق قانونيين.
وزاد الكوني في استقالته بأن اعتذر للشعب الليبي عن فشله، محملاً أعضاء المجلس "المسؤولية عن كل ما حدث العام الماضي من مآسٍ وقتل واغتصاب".
وفضلا عن هذا التطور، هناك عضوان في المجلس مقاطعان له، وهما عمر الأسود وعلي القطراني.
احتجاجات وأزمات
يضاف إلى ذلك الاحتجاجات على سلسلة من التعيينات قام بها نائب ثان للسراج هو فتحي المجيبري، وتضمنت مناصب سيادية مهمة منها مدير المخابرات.
أزمات المجلس الرئاسي بقيادة السراج تهدد بتفجيره من الداخل؛ ما ينذر بحدوث تصدعات أخرى ستظهر وصولا إلى انهياره بشكل كامل، والمثير أن السراج نفسه التزم الصمت تجاه كل ما يجري، وكأنه يحدث على القمر.
في المقابل يحقق قائد الجيش الليبي خليفة حفتر انتصارات على الأرض، ويتقدم في الجنوب حيث يتوقع أن تشتعل معركة حامية مع ميليشيات القاعدة وسرايا الدفاع عن بنغازي، والميليشيات التي تتبع وزارة دفاع حكومة السراج، في حين يعلن حفتر أن هدفه المقبل هو طرابلس نفسها.
ليس للمجلس الرئاسي الذي لا يزال يقيم في المنطقة الخضراء الليبية وبالتحديد داخل"قاعدة بوستة البحرية"، في حقيقة الأمر أي غطاء سوى الدعم الدولي، ما يطرح السؤال التالي، هل يستمر هذا الدعم بعد إنهاء مهمة تحرير سرت من تنظيم داعش، التي وردت في أولويات اتفاق الصخيرات، ومع وصول إدارة الرئيس دونالد ترامب إلى الحكم في العشرين من الشهر الجاري، خصوصا وأن قوى الإسلام السياسي التي يعاديها ترامب، هي عماد رئاسة السراج؟.
أو يرحل السراج والمجلس الرئاسي على متن فرقاطة أخرى.. مودعا ليبيا التي لم ينجح في إحداث أي تغيير إيجابي فيها.