الذكاء الاصطناعي.. رئيس "شات جي بي تي" يدق ناقوس الخطر

بعد الشد والجذب والجدل الواسع المصحوب بالقلق من تداعيات استغلال تطور أنظمة الذكاء الاصطناعي، حسم الأمر أحد أكبر رواد هذا التحول "سام ألتمان"، الرئيس التنفيذي لـ "أوبن إيه.آي"، الشركة التي أنشأت روبوت الدردشة الشهير "تشات جي بي تي" ليطالب بنفسه تدخل الحكومة للتخفيف مما وصفه بـ "المخاطر المتزايدة لهذه الأنظمة".

وقال ألتمان في جلسة استماع بمجلس الشيوخ، إنه ينتظر تدخلًا حكوميًّا للتخفيف من مخاطر أنظمة الذكاء الاصطناعي المتزايدة. مضيفًا: "مع تقدم هذه التكنولوجيا نستشعر مخاوف الناس على مستقبلهم وعلى الكيفية التي سيعيشون بها".

واقترح ألتمان تشكيل وكالة أمريكية أو دولية ترخص لأنظمة الذكاء الاصطناعي وتتمتع بسلطة سحب التراخيص لضمان الامتثال لمعايير السلامة، بحسب ما نقلت عنه، أمس الثلاثاء، "اسوشيتد برس".

وحازت شركته الناشئة التي تتخذ من سان فرانسيسكو مقرًّا لها على اهتمام الجمهور بعد أن أطلقت ChatGPT أواخر العام الماضي، حيث تجيب أداة chatbot المجانية عن الأسئلة بإجابات مقنعة شبيهة بإجابات الإنسان.

وما بدأ كذعر بين المعلمين حول استخدام ChatGPT للغش في مهام الواجبات المنزلية من قبل الطلبة، امتد ليشمل مخاوف أوسع بشأن قدرة أدوات "الذكاء الاصطناعي التوليدي" على تضليل الناس ونشر الأكاذيب وانتهاك حقوق الطبع والنشر وإلغاء بعض الوظائف.

وهنا يرى الباحث الأمريكي "بن غورتزل" أن الذكاء الاصطناعي قد يكون بديلاً عن "80 في المئة من الوظائف" في السنوات المقبلة، لكنه اعتبر أنه "أمر جيد".

وعلى الرغم من عدم وجود إشارة فورية على أن الكونغرس سوف يضع قواعد جديدة شاملة للذكاء الاصطناعي، كما يفعل المشرعون الأوروبيون، إلا أن المخاوف المجتمعية دفعت ألتمان وغيره من الرؤساء التنفيذيين التقنيين إلى البيت الأبيض في وقت سابق من هذا الشهر ودفعت الوكالات الأمريكية إلى التعهد بقمع منتجات الذكاء الاصطناعي الضارة التي تنتهك قوانين الحقوق المدنية وحماية المستهلك.

وفتح جلسة الاستماع التي حضرها ألتمان السناتور "ريتشارد بلومنتال"، الديمقراطي من ولاية كونيتيكت الذي يرأس لجنة العدل الأمريكية في مجلس الشيوخ بشأن الخصوصية والتكنولوجيا والقانون، بخطاب مسجل بدا كأنه له، ولكنه في الواقع كان استنساخًا صوتيًّا ابتكره ChatGPT.

قال بلومنتال إن نتيجة هذا التزييف كانت رائعة، لكنه أضاف: "ماذا لو قدم ChatGPT تأييدًا لاستسلام أوكرانيا أو تأييدًا للرئيس الروسي؟".

وقالت الوكالة الأمريكية AP، إن النبرة العامة لاستجواب أعضاء مجلس الشيوخ لـ "ألتمان" كانت مهذبة، على عكس جلسات الاستماع السابقة في الكونغرس التي واجه فيها مديرو التكنولوجيا ووسائل التواصل الاجتماعي استجوابات قاسية بشأن إخفاقات الصناعة في إدارة خصوصية البيانات أو مواجهة المعلومات المضللة الضارة.

وشدد ألتمان على أهمية مطالبة شركات الذكاء الاصطناعي باختبار أنظمتها والكشف عن المخاطر المحتملة عنها قبل إطلاقها، معربًا عن قلقه الخاص بشأن الكيفية التي يمكن أن تؤدي بها أنظمة الذكاء الاصطناعي المستقبلية إلى زعزعة استقرار سوق العمل.

في الإطار، يخطط ألتمان للسفر في جولة حول العالم هذا الشهر إلى عواصم عدة عبر القارات الست للتحدث عن التكنولوجيا مع صانعي السياسات والجماهير. وعشية شهادته في مجلس الشيوخ، تناول العشاء مع العشرات من المشرعين الأمريكيين، وقال العديد منهم لشبكة CNBC إنهم أعجبوا بتعليقاته.

وقال السيناتور الجمهوري جوش هاولي من ولاية ميزوري، العضو البارز في اللجنة، إن التكنولوجيا لها آثار كبيرة على الانتخابات والوظائف والأمن القومي. مضيفًا: " جلسة الثلاثاء تمثل خطوة أولى حاسمة نحو فهم ما يجب أن يفعله الكونغرس".

وأكد عدد من قادة صناعة التكنولوجيا إنهم يرحبون ببعض أشكال الرقابة على الذكاء الاصطناعي، محذرين في الوقت ذاته من "القواعد المفرطة في التعقيد".