ما دلالات عودة رئيس وزراء نظام البشير إلى السودان؟
ما دلالات عودة رئيس وزراء نظام البشير إلى السودان؟ما دلالات عودة رئيس وزراء نظام البشير إلى السودان؟

ما دلالات عودة رئيس وزراء نظام البشير إلى السودان؟

اعتبرت قيادات سياسية في شرق السودان، أن عودة "رجل الشرق القوي" في عهد نظام الرئيس السابق عمر البشير، محمد طاهر إيلا، تمثل "بداية لعهد جديد يتشكل" خلال المرحلة المقبلة في الإقليم والسودان عموما.

وعاد، أمس السبت، إلى مدينة "بورتسودان" حاضرة إقليم شرق السودان، محمد طاهر إيلا، آخر رئيس للوزراء في عهد الرئيس السوداني المعزول عمر البشير، حيث أثارت العودة عاصفة من الجدل وسط تباين ردود الفعل بين مرحب ومطالب بالمحاكمة للرجل كرمز من رموز النظام السابق.

وحظي محمد طاهر إيلا، الذي يصفه البعض بـ"رجل الشرق القوي" باستقبال شعبي، حيث حشدت لجنة مختصة الجماهير لاستقباله، وسط رفض من لجان المقاومة التي تقود الاحتجاجات المطالبة بالحكم المدني في السودان.

عدم استقرار

واعتبر الأمين داؤود، رئيس الجبهة الشعبية المتحدة، لـ"إرم نيوز"، عودة محمد طاهر إيلا، "هي واحدة من إفرازات عدم استقرار المرحلة الانتقالية، التي وصلت إلى فض الشراكة بين المدنيين والعسكريين في 25 تشرين الأول/ أكتوبر الماضي".

ورأى الأمين داؤود، وهو أحد قيادات "مسار اتفاق الشرق" المثير للجدل، أن "عودة محمد طاهر إيلا، مؤشر لعودة الإسلاميين وحزب المؤتمر الوطني المنحل، إلى المسرح السياسي خلال المرحلة المقبلة خصوصا في ظل الفراغ الذي تعايشه البلاد منذ 25 أكتوبر الماضي".

وأضاف أنه مع ذلك "نتمنى أن يسهم إيلا في معالجة الأزمة التي يمر بها شرق السودان، خصوصا أن الرجل شخص مؤثر وله بصماته في الإقليم خلال فترة وجوده في السلطة على عهد البشير.. نتمنى أن يلعب الدور الإيجابي رغم اختلافنا معه".

ومنذ سقوط نظام الرئيس عمر البشير، في 11نيسان/ أبريل 2019، غادر أغلب قياداته السودان واستقروا بعدد من الدول بينها تركيا ومصر التي عاد منها محمد طاهر إيلا.

وقال إيلا خلال مخاطبته مستقلبيه: "جئنا دعاة سلام وتعايش، وللعمل سويا من أجل غد أفضل للمواطن في الخدمات"، مشيدا بالقوات المسلحة التي "حافظت على الأمن والاستقرار".

تهدئة الأوضاع

من جهته، يرى مقرر المجلس الأعلى لنظارات البجا، عبدالله أوبشار، أن عودة محمد طاهر إيلا، "ستسهم في تهدئة الأوضاع المحتقنة شرق السودان، لجهة أن الرجل شخصية مقبولة لدى جميع أطراف الإقليم".

وأشار أوبشار في حديثه لـ"إرم نيوز"، إلى أن "إيلا له إسهامات في شرق السودان، وأن نظام البشير استفاد من وجوده وتأثيره في الإقليم، خصوصا حينما كان وزيرا لمالية الإقليم الشرقي في عهد حكومة رئيس الوزراء الأسبق، الصادق المهدي".

وشدد على أن "الفترة المقبلة تحتاج لإتاحة الفرصة للجميع لأجل العمل برؤية واحدة لتجاوز الأخطاء السابقة"، داعيا إلى "التسامي فوق الخلافات".

وذكر مقرر مجلس نظارات البجا، أنه "لا توجد رؤية واضحة حتى الآن حول مهام ايلا المقبلة، لكن بالضرورة أن يبدأ بوحدة الفرقاء والعمل لأجل حقوق إقليم شرق السودان".

واقع جديد

من جهته يرى القيادي بشرق السودان، همرور حسين، أن "عودة رئيس وزراء نظام البشير، هي بداية مشهد جديد لفترة قادمة تتشكل في السودان".

وأوضح همرور، في تصريحات لـ"إرم نيوز"، أن "العودة تأتي ضمن تحالفات داخلية وخارجية قد تنتهي باختيار إيلا ممثلا لشرق السودان في السلطة المركزية المنتظر تشكيلها خلال الفترة المقبلة".

وأشار إلى أن "هنالك مشهدا يتشكل في البلاد، وأن أبرز ملامحه تتمثل في تمثيل أقاليم السودان بالسلطة المركزية، عبر أشخاص متوافق عليهم"، قائلا: "قد نشهد بروز شخصيات جديدة من شمال السودان وكردفان ودارفور والنيل الأزرق".

واستبعد همرور أن "يعود محمد طاهر ايلا، بذات عقلية نظام المؤتمر الوطني السابق التي تحمي الفساد والمفسدين، وإنما سيحاول تقديم تجربة جديدة تجد القبول من الأطراف المختلفة"، بحسب قوله.

‏وتابع: "هنالك فراغ وفوضى خلاقة صنعتها الإدارة الأهلية في شرق السودان، مهدت الطريق لعودة إيلا.. مواطن الإقليم يقبل بأي شخصية تساهم في استقرار المنطقة"، مشيرا إلى أن تاريخ إيلا يقول إنه صاحب قرار قوى وإذا وجد البئية المناسبة سيجد القبول".

وشغل إيلا مناصب بارزة في المؤتمر الوطني المنحل، آخرها رئيس مجلس وزراء، كما تولى مسؤوليات الحكم في ولايتي البحر الأحمر شرق السودان، والجزيرة في وسطه.

وعقب إعلان عودته للبلاد، ذكرت أنباء متطابقة في ولاية البحر الأحمر، أن النيابة العامة حركت أوامر بالقبض على إيلا.

وكانت النيابة العامة في مدينة بورتسودان قد أصدرت، في كانون الأول/ ديسمبر 2019، قرارا بالقبض على محمد طاهر إيلا بتهم تتعلق بفساد مالي وتجاوزات إدارية.

الأكثر قراءة

No stories found.
logo
إرم نيوز
www.eremnews.com