بين مدافع تركيا ومسيرات إيران.. هل أصبح كردستان العراق ساحة حرب إقليمية؟
بين مدافع تركيا ومسيرات إيران.. هل أصبح كردستان العراق ساحة حرب إقليمية؟بين مدافع تركيا ومسيرات إيران.. هل أصبح كردستان العراق ساحة حرب إقليمية؟

بين مدافع تركيا ومسيرات إيران.. هل أصبح كردستان العراق ساحة حرب إقليمية؟

عاش سكان إقليم كردستان يوماً مرعباً، الأربعاء، على وقع قصف إيراني بطائرات مسيرة انتحارية، استهدف محافظتي أربيل والسليمانية، وسط مخاوف من تكرار القصف.

ومنذ أيام يشن الحرس الثوري الإيراني عملية عسكرية في الإقليم، بداعي ملاحقة الحزب الديمقراطي الكردستاني الإيراني المعارض.

لكن ضراوة العملية يبدو أنها اشتدت، حيث استخدمت إيران طائرات مسيرة مفخخة، واستهدفت مقار للأحزاب الكردية في محافظتي أربيل والسليمانية، وكذلك كركوك.

وتسبب القصف أيضا بأضرار ودمار مبانٍ في منطقة زركويز على بعد نحو 15 كيلومترا من مدينة السليمانية حيث توجد مقار عدة أحزاب كردية إيرانية معارضة يسارية مسلحة، لا سيما حزب كومله – كادحو كردستان.

وشوهد أطفال إحدى المدارس وهم يعيشون لحظات مرعبة بسبب قرب القصف منهم، وسط حالة من الذهول والصراخ، فيما اختبأ آخرون خلف أحجار كبيرة.

وبحسب وكالة الأنباء العراقية، خلفت الهجمات الإيرانية الأربعاء 13 قتيلا و58 جريحا.

ويعد الحزب الديمقراطي الكردستاني الإيراني، الذي يعرف اختصارا باسم (كيه دي بي آي)، قوة معارضة مسلحة يسارية محظورة في إيران.

وكانت إيران تقصف بعض المواقع الحدودية لتلك الأحزاب، بشكل متكرر، لكنها أطلقت تلك العملية بشكل رسمي بعد الاضطرابات الأخيرة التي شهدتها، إثر الاحتجاجات على مقتل الشابة مهسا أميني.

وتتهم إيران معارضين إيرانيين مسلحين من الأكراد بالضلوع في الاضطرابات المستمرة في البلاد، لا سيما في شمال غرب البلاد حيث يعيش معظم أكراد إيران.

وألقت تلك الأحداث بظلالها على الداخل في إقليم كردستان، الذي يعاني أصلاً من تدخل تركي كبير، بداعي تعقب حزب العمال الكردستاني، حيث قصفت تركيا، خلال الأشهر الماضية، عدداً من الأهداف في مختلف محافظات الإقليم، كما اغتالت عدداً من قياديي حزب العمال ونشطائه في مدينة السليمانية.

وفي يوليو/ تموز الماضي، لقي 8 مصطافين عراقيين مصرعهم، وأصيب 23 آخرون، إثر قصف تركي على مصيف برخ في ناحية دركار بمحافظة دهوك، ما أثار موجة غضب عارمة في الداخل العراقي، وإدانات من دول عربية وأجنبية.

رسائل ضغط

وقالت رئاسة الإقليم في بيان: "نرفض تلك الهجمات، وندين قصف قوات الجمهورية الإسلامية الإيرانية عدداً من الأهداف في إقليم كردستان وسقوط ضحايا بين المدنيين".

وأضافت أن "موقف إقليم كردستان واضح ويتمثل في عدم السماح بأي تهديد أمني لدول الجوار عبر حدوده، وفي نفس الوقت يؤكد على عدم جواز تحويل إقليم كردستان إلى ساحة لحسم الصراعات بين الأطراف المختلفة".

وضجت مواقع التواصل الاجتماعي بالقصف الإيراني وتداعياته، وسط تساؤلات عن الحلول الممكنة لإبعاد الإقليم عن التدخلات الإيرانية والتركية.

الخبير في الشأن الكردي سامان نوح قال إن "إيران تستخدم وجود الأحزاب الكردية الإيرانية المعارضة في الإقليم، واحتمال مساهمتها في الاحتجاجات الشعبية بالداخل الإيراني عقب مقتل مهسا اميني، حجة في عملياتها الهجومية الدامية، رغم أن غالبية تلك الأحزاب نشاطها العسكري شبه متوقف، ولم تستخدم أراضي الإقليم في استهداف إيران، وأفرادها لاجئون هاربون من القمع الإيراني".

وأضاف نوح، في حديث لـ"إرم نيوز"، أن "إيران كما تركيا لا تعترف بمشاكلها الداخلية المتفاقمة، وتبحث عن استعراضات ومسارات أمنية للتغطية على أزماتها"، مشيراً إلى أن "إيران ترى أن أسهل الأهداف المتاحة أمامها هو إقليم كردستان؛ بسبب عجز الحكومة عن اتخاذ أي موقف".

ورأى أن "تلك الهجمات لا تخلو من رسائل ضغط، ومن مساعٍ لمد نفوذ إيران الأمني والسياسي والجغرافي على حساب سلطة الإقليم وسيادته".

وينشر حزب كومله الكردي الإيراني، الذي خاض تاريخياً تمرداً ضد النظام في إيران، بشكل يومي مقاطع فيديو على مواقع التواصل الاجتماعي ومعلومات بشأن التظاهرات التي تشهدها إيران منذ عشرة أيام، بعد وفاة أميني.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com