احتجاجات ليلية في تونس ضد غلاء الأسعار
شهدت منطقة دوار هيشر، قرب العاصمة التونسية، احتجاجات ليلية ضد غلاء الأسعار، وسط توتر واحتقان ومطالبات بالتنمية والتشغيل والعدالة الاجتماعية.
ونفذ عشرات المحتجين مسيرة ليلية جابت شارع الشهداء بالمنطقة، رفع خلالها المحتجون لافتات تطالب بخفض الأسعار وتحسين المعيشة، كما أحرقوا العجلات المطاطية وأغلقوا الطرقات بالمنطقة.
وأفاد منسق التحرك الاجتماعي، علي بوزوزية في تصريحات صحفية، أن مطالبهم ليست سياسية بل هي اجتماعية بحتة، مشددا على أن المواطنين من العائلات الضعيفة لا طلب لهم سوى تشغيل أبنائهم العاطلين عن العمل، وتحسين أوضاعهم المعيشية.
وفي الإطار ذاته، شهدت مدينة مرناق، مساء الأحد، مناوشات بين محتجين وعناصر من قوات الأمن، تزامنا مع احتجاجات بمنطقة دوار هيشر، وسط احتقان واستنفار أمني لافت.
وأفادت وسائل إعلام محلية، أن مدينة مرناق التابعة لمحافظة بن عروس تشهد غضبا متصاعدا، ما اضطر قوات الأمن إلى استخدام الغاز المسيل للدموع لتفريق بعض المحتجين المتواجدين على امتداد الشارع الرئيس بالمدينة.
ووفق المصادر، فإن المحتجين أغلقوا الطرقات وأحرقوا العجلات المطاطية، كما رفعوا شعارات تطالب بالتنمية والتشغيل وتطالب بكشف حقيقة انتحار شاب يعمل بائعا للخضار مساء السبت.
وتصاعدت التحذيرات في تونس، خلال الآونة الأخيرة، من انفجار اجتماعي، بسبب الارتفاع المتواصل في أسعار المواد الغذائية.
وحذر الوزير التونسي السابق رئيس حزب الائتلاف الوطني، ناجي جلول، أمس من أن الارتفاع المتواصل للأسعار وتفاقم الأزمة الاجتماعية في تونس قد يؤديان إلى انفلات اجتماعي يتطور إلى عنف وفوضى على طريقة نموذج دول أمريكا اللاتينية.
وقال جلول في حديث لـ ”إرم نيوز“ إن الاحتجاجات الاجتماعية حينما تكون مؤطرة تعود بالإيجاب على الوضع الاجتماعي، وذلك يتطلب وجود نقابات قوية تضبطها وأحزاب تؤطرها.. ولكن اليوم في تونس هناك توجه نحو إضعاف الأحزاب والمنظمات.
وأوضح أنه ”عندما تصبح المنظمات غير قادرة على تأطير الحراك الاجتماعي ستعم الفوضى، ونصبح أمام خطر الانزلاق إلى نموذج أمريكا اللاتينية، وخوفي أن هذا التوجه الذي يوجد حاليًا من قبل السلطة السياسية لإضعاف الأحزاب والمنظمات سيؤدي إلى انفلات اجتماعي وحراك اجتماعي لا يتحكم فيه أحد، وهو ما يعني الفوضى والعنف“، وفق تعبيره.
بدوره، حذر الأمين العام للحزب الجمهوري المعارض في تونس، عصام الشابي، من أن البلاد قد تشهد انفجارا اجتماعيا خارجا عن السيطرة، وسط أزمة سياسية واقتصادية حادة تشهدها البلاد.
وقال الشابي في تصريح لـ "إرم نيوز": "بتنا نخشى من انفجار اجتماعي غير منظم لا تقدر كل من الدولة والمعارضة والنقابات على التحكم به وتأطيره، لأنه سيكون خارجا عن سيطرة الجميع وبالتالي سيتحول إلى قوة تدميرية".
