صافرات الإنذار تدوي في غلاف غزة
تناولت صحف عالمية في تغطيتها للأحداث، صباح الخميس، تقارير تتحدث عن "خطر" يهدد الأراضي التي تسيطر عليها روسيا، وذلك في ضوء التقدم الأوكراني الأخير في شمال شرق البلاد.
وركزت صحف أخرى على ما وصفتها بأنها كارثة اقتصادية جديدة تلوح في أفق الولايات المتحدة الأمريكية وتسبب قلقاً للرئيس الأمريكي جو بايدن.
الأراضي الروسية "في خطر"
ذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية أن الانسحاب الروسي من شمال شرق أوكرانيا يترك الأراضي الأخرى التي يسيطر عليها الكرملين معرضة للخطر بشكل كبير من قبل القوات الأوكرانية.
وقالت الصحيفة إنه بالإضافة لـ"الانتكاسة" التي تعرضت لها موسكو في ساحات القتال، فمن المحتمل أن تندفع القوات الأوكرانية – مدعومة بنجاحها - لاستعادة الأراضي في منطقة دونباس الشرقية، وهي أحد أهداف الكرملين الرئيسية في الحرب.
وأضافت الصحيفة أن القوات الروسية تسيطر الآن على معظم دونباس، وهي منطقة صناعية استراتيجية، ولكن هناك بالفعل دلائل على أن كييف تتحدى ذلك، وذلك بعدما صرح مسؤولون أوكرانيون بأن القوات بدأت، الأربعاء، قتالاً جديداً في ضواحي مدينة ليمان.
ونقلت الصحيفة عن رئيس جمهورية دونيتسك الشعبية الانفصالية، دينيس بوشلين، قوله إن أوكرانيا تريد استعادة ليمان واستخدامها كنقطة انطلاق لهجوم مقرر على لوغانسك، لكنه أكد أن مثل هذه الجهود سيكون مصيرها "الفشل".
ورأت الصحيفة الأمريكية أن السيطرة الأوكرانية على تلك المواقع ستكون ذات أهمية استراتيجية، حيث سيشير ذلك إلى أن القتال امتد إلى ما وراء الخط الدفاعي الجديد الذي أنشأته موسكو بعد انسحابها في الشمال الشرقي.
وأضافت الصحيفة: "وقد يشير ذلك أيضًا إلى أن مدينة سيفيرودونتسك، التي استولت عليها القوات الروسية في نهاية يونيو بعد قتال طويل أسفر عن خسائر فادحة في كلا الجانبين، قد تكون عرضة لهجوم مضاد"، حيث قال محللون عسكريون إن أي تقدم سيجعل سيفيرودونتسك وتوأمتها، ليسيتشانسك، أكثر عرضة للمدفعية الأوكرانية.
مخاوف الأوكرانيين الموالين للكريملين
في سياق متصل، قالت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية إن مدينة بيلغورود الروسية الحدودية باتت في حالة تأهب بعد أن أجلت موسكو قواتها من شمال شرق أوكرانيا، مما أثار مخاوف الأوكرانيين الموالين للكرملين هناك.
وأوضحت الصحيفة أنه عندما اجتاح الروس منطقة خاركيف بشمال شرق أوكرانيا في أواخر فبراير، وعدت القوات الروسية التي احتلت البلدات هناك السكان المحليين بأنهم سيبقون إلى الأبد. وقالت إنه بدلاً من ذلك، طردت القوات الأوكرانية نظيرتها الروسية من معظم المنطقة، واستعادت حوالي 3500 ميل مربع من الأراضي في غضون أيام.
وأضافت: "أدى التقدم الخاطئ إلى تهافت القوات الروسية على التراجع، وفر الأوكرانيون الموالون للكرملين عبر الحدود إلى روسيا. ويمثل الانسحاب تحديات سياسية وعسكرية قاسية للكرملين مع استمرار الصراع الذي دخل شهره السابع".
وفي مقابلات أجرتها "الجورنال" في بيلغورود، وهي مدينة روسية تبعد حوالي 25 ميلاً شمال الحدود الأوكرانية، أعرب مئات الأوكرانيين، فضلاً عن السكان المحليين الذين قدموا لهم مساعدات إنسانية، عن استيائهم من السلطات الروسية بسبب الانسحاب. وأوضحت الصحيفة أن بعض هؤلاء حصلوا على جوازات سفر روسية.
وأوضحت الصحيفة: "نزح المئات من سكان الأراضي التي تحتلها روسيا إلى مدينة بيلغورود، بحسب السلطات المحلية. وتم إيواء ما يقرب من 1300 أوكراني ممن فروا إلى المدينة، وفقًا لحاكمها، فياتشيسلاف غلادكوف".
يأتي ذلك في وقت قصفت فيه القوات الروسية البنية التحتية للمياه في مسقط رأس الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، بصواريخ كروز أمس، بعد أن قام الأخير بأول رحلة له إلى منطقة خاركيف بعد انسحاب الروس منها.
ونقلت الصحيفة عن مسؤولين أوكرانيين قولهم إن الضربة الصاروخية على شبكة المياه في مدينة "كريفي ريه" بوسط أوكرانيا كانت على ما يبدو محاولة لإغراق المدينة أو تركها دون ماء. ولم يذكر المسؤولون الموقع الدقيق للضربة بسبعة صواريخ أو أكثر.
وقالت الصحيفة إن مستشاراً لزيلينسكي صرح بأن كمية كبيرة من المياه تسببت في ارتفاع تدفق نهر إنيوليتس، محذراً من خطر حدوث فيضانات في بعض المناطق، مشيراً إلى أنه تتم مراقبة مستويات المياه، وأن جهوداً كبيرة قد بُذلت لإصلاح الأضرار.
بايدن.. وكارثة اقتصادية جديدة
على صعيد آخر، ذكرت صحيفة "بوليتيكو" الأمريكية أن كارثة اقتصادية جديدة تلوح في الأفق تثير مخاوف الرئيس الأمريكي، جو بايدن، وذلك بعدما أعلن عمال سكة الحديد عن إضراب مقرر يوم الجمعة.
وقالت الصحيفة إنه إلى جانب التضخم عقب جائحة كورونا وارتفاع أسعار الطاقة جراء الحرب الأوكرانية، تسابق إدارة بايدن الآن الزمن لتجنب إضراب عمال سكة حديد الشحن الذي يمكن أن يؤدي إلى ارتفاع أسعار السلع الاستهلاكية، والمستلزمات الأساسية، بما في ذلك الغذاء والماء والطاقة.
وتحت عنوان "بايدن يتعرض للكمات اقتصادية مؤرقة"، أضافت الصحيفة في تحليل لها أن الخطوة ربما تدفع الاقتصاد الأمريكي بأكمله والمتضرر إلى الركود، وذلك قبل نحو شهرين من التجديد النصفي للكونغرس.
ورأت الصحيفة أن إضراب سكك الحديد هو التهديد الوحيد من بين التهديدات الاقتصادية الأخرى التي يمتلك بايدن بالفعل القدرة على إيقافها، حيث تقدر شركات السكك الحديدية أن الإضراب قد يكلف ملياري دولار في اليوم، مما يدفع الرئيس الأمريكي إلى إبرام صفقة بين شركات الشحن.
وقالت الصحيفة: "إذا نجح بايدن، فسيكون قادرًا على المطالبة بدعم حزبه الجمهوري في انتخابات نوفمبر. وإذا فشل، فسيواجه غضباً من قبل الأمريكيين غير القادرين على إيجاد الطعام في محلات البقالة، أو الكلور لمياه الشرب، أو الفحم لمحطات الطاقة، قبل موسم الحصاد الكبير ومواسم الأعياد".
وأضافت الصحيفة: "تقدر شركات السكك الحديدية أن توقف العمل قد يكلف الاقتصاد الأمريكي أكثر من ملياري دولار في اليوم، حيث يأتي ذلك قبل أسابيع فقط من الموعد المقرر لتوجه الناخبين إلى صناديق الاقتراع لإصدار حكم بشأن أداء بايدن والديموقراطيين في الكونغرس".
وفي هذا الصدد، نقلت الصحيفة عن جيسون فورمان، أستاذ الاقتصاد بجامعة هارفارد وكبير المستشارين السابقين في عهد الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما، قوله: "ستكون الخطوة أسرع وأكثر إلحاحًا من أي مشكلة أخرى خاصة بسلاسل التوريد التي رأيناها في العام ونصف العام الماضيين. ستلاحظ الغالبية العظمى من الأمريكيين ذلك، وستكون العواقب وخيمة وسلبية على إدارة بايدن".
وتابعت الصحيفة أن النقابات وشركات الشحن قد اجتمعت أمس في مقر وزارة العمل بواشنطن بناء على طلب الوزير مارتي والش، مشيرة إلى أن المهندسين والموصلين رفضوا صفقة تسوية صاغها مجلس الطوارئ الرئاسي للمحكمين المعينين من قبل بايدن دون تغييرات في قواعد العمل، بما في ذلك "سياسات الحضور التي تعاقب العمال على الذهاب إلى الطبيب".
وقالت الصحيفة الأمريكية إن أعضاء نقابة يمثلون الميكانيكيين قد صوتوا لصالح الإضراب ورفض اتفاق مبدئي، في علامة تدل على مدى خطورة الوضع.
وأوضحت الصحيفة: "إذا قررت نقابة واحدة الإضراب، فقد يتوقف نظام السكك الحديدية بأكمله. حتى النقابات التي توصلت إلى اتفاقيات مبدئية مع شركات الشحن من غير المرجح أن تعبر خط اعتصام إذا كان هناك نقابة أخرى في إضراب".
واختتمت الصحيفة تحليلها بالقول: "يتصارع البيت الأبيض بالفعل مع قوى لا يمكن السيطرة عليها تهدد بتقويض جهود الديموقراطيين للحفاظ على أغلبيتهم في الكونغرس. إن التضخم عالق بالقرب من أعلى مستوياته في أربعة عقود، ويقوم الاحتياطي الفيدرالي برفع أسعار الفائدة لمحاولة تهدئة الاقتصاد ورفع الأسعار".