تونس.. توقيف الصحفي غسان بن خليفة وسط تنديد واسع
أوقفت السلطات التونسية، الصحفي غسان بن خليفة بعد مداهمة منزله، وسط تنديد واسع من قبل الأوساط الإعلامية في البلاد.
وأكدت زوجة بن خليفة اليوم الأربعاء، إبقاءه "رهن الحبس الاحتياطي" من قبل النيابة العامة.
من جانبها، ذكرت إذاعة "موزاييك أف أم" المحلية أن "النيابة العامة بالقطب القضائي لمكافحة الإرهاب أذنت بالاحتفاظ بالصحفي غسّان بن خليفة مؤسّس موقع انحياز، لمدة خمسة أيام قابلة للتمديد وذلك لاستكمال التتبعات القضائية التي تقرر فتحها ضده".
وكشفت المحامية سكينة الجمني عضوة هيئة الدفاع عن "بن خليفة" أن "عملية إيقاف الصحفي المذكور تشوبها مجموعة من الاختلالات الخطيرة".
وقالت الجمني إن أولى هذه الاختلالات "مداهمة منزله وحجز حاسوبين، إضافة إلى عدم وضوح التهمة وكل الاتهامات وجهت له بشكل شفاهي مع تضارب أماكن الحجز والتحقيق."
وأضافت أن "التهمة التي وجهت له شفاهيا ذات شبهة إرهابية" لافتة إلى أن "فرقة القرجاني الأمنية احتفظت بالصحفي بن خليفة منذ أمس لتأخذه ليلا إلى قطب مكافحة الإرهاب حيث انطلق سماعه في تمام التاسعة ليلا ولا تزال وضعيته غامضة الى حد الآن".
وفي أولى ردود الفعل، نددت النقابة الوطنية للصحفيين التونسيين بما أسمته الاعتقال التعسفي لبن خليفة.
وطالبت في بيان أصدرته اليوم الأربعاء، "بالإفراج الفوري عنه، ومحاسبة كل من ساهم بالتنكيل به وبعائلته".
من جهته، علق الصحفي فاهم بوكدوس: "اعتقال تعسفي لبن خليفة يكشف زيف شعارات المنظومة الحالية" في إشارة إلى السلطات بقيادة الرئيس قيس سعيّد.
وقال بوكدوس في تدوينة عبر صفحته بموقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك": "كشف الاعتقال التعسفي للصحفي والمناضل غسان بن خليفة عن تورط السلطتين التنفيذية والقضائية في خرق الإجراءات، والتعدي على القوانين والأعراف".
وأضاف أن ذلك يكشف أيضا "الكيل بمكيالين في التعاطي مع قضايا النشر على شبكات التواصل الاجتماعي".
وتابع: "يتم السكوت على ميليشيات السحل الإلكتروني المدعومة من الأجهزة والتي تنكل بالقضاة والمحامين والصحفيين والسياسيين والنقابيين والنشطاء رغم رفع عشرات الشكاوى وتسارع بمصادرة حرية صحفي عبر عن أراء مدنية".
وأبرز أن "هذه الجريمة في حق الصحافة قد سرعت في كشف حقيقة دعاية وديماغوجيا المنظومة الحالية وعرتها تماما في أكثر من مفصل".
من جانبها، قالت الناشطة النسوية ورئيسة الجمعية الوطنية للنساء الديمقراطيات يسرى فراوس: "كل التضامن مع المناضل غسان بن خليفة".
وأوضحت في تدوينة عبر موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" تعليقا على طريقة إيقاف بن خليفة إن "الممارسات البوليسية عادت بقوة وهو ما يستلزم ردة فعل قوية من الحركة الحقوقية والنقابية".
وتعيش تونس مسارا انتقاليا بقيادة الرئيس سعيّد، الذي يتهمه خصومه "بمحاولة التأسيس لنظام ديكتاتوري" وهو ما ينفيه.
