النازحون السوريون في مخيم الركبان أمام أمل الخلاص بعد سنوات نفي قاسية
النازحون السوريون في مخيم الركبان أمام أمل الخلاص بعد سنوات نفي قاسيةالنازحون السوريون في مخيم الركبان أمام أمل الخلاص بعد سنوات نفي قاسية

النازحون السوريون في مخيم الركبان أمام أمل الخلاص بعد سنوات نفي قاسية

يأمل آلاف النازحين السوريين المقيمين منذ نحو سبع سنوات في مخيم الركبان الصحراوي النائي في مثلث الحدود السورية والعراقية والأردنية، أن تسفر حملة تضامن واسعة معهم، في الخلاص من العذاب الذي يواجهونه لتأمين احتياجات الحياة الأساسية، وبينها مياه الشرب الشحيحة.

وزاد الأمل بعد أن وصلت الحملة التي تقودها نخب سورية بينها فنانون وناشطون وكتاب وإعلاميون، إلى الاتحاد الأوروبي، بالتزامن مع شكاوى سكان المخيم الذين يقولون إنهم يريدون تأمين مياه شرب لهم على أقل تقدير للبقاء على قيد الحياة.

وشارك معتصم الرفاعي، وهو لاجئ سوري بارز في ألمانيا، حملة التضامن مع سكان مخيم الركبان، قبل أن تلقى مشاركته، استجابة من النائبة في البرلمان الأوروبي وعضو لجنة الشؤون الخارجية والمسؤولة عن ملف سوريا بكتلة حزب الخضر، كاترين لانغنزيبن.

وأصدرت النائبة لانغنزيبن، بياناً وصلت إلى "إرم نيوز" نسخة منه، حثت فيه المفوضية الأوروبية في الاتحاد الأوروبي، على تخصيص ميزانية مالية للجهات الفاعلة، والمنظمات غير الحكومية ذات الصلة، التي تساعد السوريين ودول الجوار لسوريا.

ووصفت لانغنزيبن وضع سكان مخيمات النزوح بالكارثي، خاصة في مخيم الركبان، وقالت إن نحو ثمانية آلاف لاجئ هناك بالكاد يستطيعون الحصول على المياه، وهم بحاجة للوصول إلى المياه والغذاء، والقدرة على إعالة أنفسهم والوقاية من الحر.

وأقيم المخيم في أرض صحراوية قاحلة ونائية عام 2015، ووصل عدد النازحين فيه إلى 50 ألف شخص فرَّ معظمهم من مناطق الرقة ودير الزور وريف حمص الشرقي هرباً من قصف القوات الروسية وقوات التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة لمناطقهم بعد سيطرة تنظيم داعش عليها.

لكن عدد سكان المخيم تراجع بشكل كبير بعد دحر التنظيم وتراجع عمليات القصف وصعوبة الحياة في المخيم، حيث يقيم فيه حالياً أقل من عشرة آلاف نازح بظروف قاسية زادت في فصل الصيف الحار مع ندرة المياه.

وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان، وهو جماعة حقوقية تراقب الوضع في سوريا عبر شبكة نشطاء، إن مزيدا من العوائل تغادر المخيم كل يوم على خلفية الأوضاع الإنسانية الكارثية فيه، وتتجه نحو مناطقها.

ولم يورد المرصد في بيانه الذي صدر اليوم السبت، ما إذا كانت العوائل التي عادت إلى مناطق إقامتها قد تعرضت للاعتقال من قبل السلطات الأمنية السورية، حيث يخشى كثير من سكان المخيم ذلك المصير، ما دفعهم للبقاء فيه رغم ظروف الحياة الصعبة فيه، أو إرسال النساء والأطفال فقط وبقاء الرجال خشية الاعتقال.

وقال المرصد في البيان إنه يؤكد "على أهمية ضمان حقوق المدنيين السوريين في الركبان في الأكل والصحة والشرب، وتعزيز الجهود للمحافظة على وحدة العائلات"، فيما يبدو أنه إشارة لتفرق العوائل نتيجة بقاء الرجال الذين يخشون الاعتقال من قبل سلطات الرئيس بشار الأسد في المخيم.

ورغم ظروف الحياة الصعبة في مخيمات النازحين الكثيرة والمنتشرة في سوريا، إلا أنها أفضل حالاً بكثير من حال مخيم الركبان الذي كان ضحية المنافسة بين القوات الروسية والأمريكية على الأرض السورية، ما صعب من وصول المساعدات له.

وتقول موسكو، حليفة دمشق التي تقيد وصول المساعدات للمخيم، إن واشنطن تتخذ من المخيم ملاذًا آمنًا لفصيل من مقاتلي المعارضة المرابطين في قاعدة عسكرية أمريكية في معبر التنف، بين سوريا والعراق.

في حين أغلقت الحكومة الأردنية حدودها مع المخيم منذ صيف عام 2016، إثر هجوم لتنظيم داعش طال، آنذاك، حرس الحدود الأردني.

ونقلت وكالة الأناضول للأنباء اليوم السبت، عن عدد من سكان المخيم، قولهم إنهم يريدون مياهاً للشرب فقط وليس للاغتسال، حيث يقفون في طوابير للحصول على الماء، ويقطع الأطفال مسافة كيلومترا على الأقل لحمل 10 ليترات من الماء إلى بيوتهم.

وأضافت أن ضغط الماء في المنافذ غير كافٍ، لذلك يضطر الشخص إلى الذهاب والعودة أكثر من مرة ليجلب بعض الماء ويضعه في خزانه، في حين أن الحرارة في المخيم مرتفعة جدا.

وفي شهر أيار/مايو الماضي، كانت كمية المياه التي تصل إلى المخيم تقدّر بـ700 متر مكعّب يوميًا، لكن هذه الكمية انخفضت إلى 300 وأحياناً إلى 150 مترا مكعبا بعد شهر أيار، وبات العطش يمثّل خطرًا حقيقيًا يحدق بسكان المخيم الواقع في إحدى أكثر المناطق ارتفاعاً بدرجات الحرارة.

ويتصدر الحديث عن توفير المياه لسكان المخيم، كل مطالبات نشطاء حملة التضامن معهم، وبينهم الفنان السوري المعارض لنظام الأسد والمقيم خارج البلاد، عبدالحكيم قطيفان، الذي وجه نداء للأردن والعراق للتدخل وتوفير احتياجات النازحين.

ومما يزيد معاناة اللاجئين في مخيم الركبان، أنها لا توجد فيه سوى نقطة طبية واحدة، يعمل فيها 3 ممرضين فقط، وسط نقص حاد أو انعدام للأدوية النوعية والمستلزمات الطبية وحليب الأطفال.

ومن شأن نقل سكان الركبان إلى مخيم الزعتري للاجئين السوريين في الأردن، أو مخيمات النازحين في مناطق سيطرة المعارضة في الشمال السوري، أن تكون بديلاً يتمناه أهل الركبان في ظل عدة رغبات لأي دولة باستضافتهم لديها.

ويقول النازح أبو بلال ابن الـ 71 عاماً، والمصاب بالسكري والضغط، أن "الوضع في المخيم كان سيئًا بشكلٍ عام، لكنه زاد سوءا هذا العام، في بعض الأحيان نضطر إلى التيمم بدل الوضوء لعدم توفّر الماء".

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com