هجمات "الشباب" على القواعد العسكرية في الصومال تضع واشنطن في مأزق
هجمات "الشباب" على القواعد العسكرية في الصومال تضع واشنطن في مأزقهجمات "الشباب" على القواعد العسكرية في الصومال تضع واشنطن في مأزق

هجمات "الشباب" على القواعد العسكرية في الصومال تضع واشنطن في مأزق

قالت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية إن هجمات حركة "الشباب" الصومالية على قاعدة عسكرية في البلد الأفريقي تظهر القوة القاتلة للجماعة، وتكشف حجم التحديات التي تواجهها القوات الأمريكية والأفريقية في احتوائها.

وأضافت، في تقرير نشرته اليوم الأحد: "في ساعات ما قبل الفجر، هاجم مسلحو حركة الشباب قاعدة عسكرية تابعة لقوات حفظ السلام من كل الاتجاهات، وباستخدام أسلحة قاتلة دقيقة التوجيه".

ومضت تقول: "قام انتحاريون بتفخيخ 3 سيارات بالمتفجرات، ثم قام مقاتلو الحركة بإطلاق نار كثيف على القاعدة، إضافة إلى القذائف الصاروخية، ما أدى إلى مقتل العشرات من الجنود البورونديين التابعين لقوات حفظ السلام، حيث أظهرت الصور المنتشرة على مواقع التواصل الاجتماعي جثثاً متناثرة حول القاعدة العسكرية".

ونقلت عن صادق مختار عبدول، عضو البرلمان الصومالي، قوله: "لقد أُخذ جنود بوروندي على حين غرة، وقتلوا بدم بارد، في حين فرّ آخرون".

وتابعت الصحيفة: "الهجوم الذي أسفر عن مقتل 50 فرداً، وفقاً لمسؤولين محليين ومسؤولي أمن غربيين في الصومال، هو الأكثر دموية على بعثة حفظ السلام المدعومة من الولايات المتحدة في الصومال منذ أكثر من 6 سنوات، ويبرز نجاح انتفاضة حركة الشباب، والتحديات التي تواجهها القوات الأمريكية والأفريقية في احتواء الحركة المسلحة".

عودة الوجود العسكري الأمريكي

وأشارت "واشنطن بوست" إلى أن الرئيس الأمريكي جو بايدن أمر بعد الهجوم بأسبوعين بإعادة انتشار 450 جندياً من القوات الأمريكية في الصومال، وإلغاء الأمر الذي أصدرته إدارة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب بإنهاء عمليات مكافحة "الإرهاب" في الدولة بعد أكثر من عقد.

وأردفت: "يسيطر المتمردون الآن على ما يقرب من 70% من وسط وجنوب الصومال، وهي الدولة التي تبلغ مساحتها تقريباً مساحة ولاية تكساس. وفي الوقت الذي تحكم فيه الحكومة الهشة العاصمة مقديشو والعواصم الإقليمية، فإن مقاتلي حركة الشباب، البالغ عددهم ما بين 5 آلاف إلى 7 آلاف عنصر، يسيطرون على قطاع عريض من الريف".

وأشارت الصحيفة إلى أن حركة الشباب تستخدم الخوف وأساليب أخرى مثل عصابات المافيا في فرض وتحصيل الضرائب، في الوقت الذي تقدّم فيه خدمات صحية وتعليمية وقضائية في محاولة لتقويض الحكومة والحصول على الولاء.

ونقلت عن سميرة جيد، المديرة التنفيذية لمركز "هيرال" الفكري الذي يركز على الصومال ومنطقة القرن الأفريقي، قولها: "نحن نرى توسعاً في الأراضي الواقعة تحت سيطرتهم، ونرى أنهم أصبحوا أكثر جرأة".

تصاعد كبير في وتيرة الهجمات

وأشارت الصحيفة الأمريكية إلى أن هجمات جماعة الشباب تضاعفت في الفترة من 2015 إلى 2021، وفقاً للأرقام التي رصدها المركز الأفريقي للدراسات الاستراتيجية في واشنطن، وفي العام الماضي، تركز معظم العنف في اشتباكات مع قوات الأمن، وإذا استمرت وتيرة العمليات التي تشنها حركة الشباب بنفس المعدل حتى ديسمبر المقبل، فإن معدلها الإجمالي سيشهد ارتفاعاً بنسبة 71% في عام واحد.

ورأت "واشنطن بوست" أن هذه الطفرة في الهجمات التي تشنها حركة الشباب تتواكب مع العنف واسع النطاق الذي يجتاح مساحات واسعة من أفريقيا، في ظل هجمات الجماعات المتحالفة مع تنظيم القاعدة "الإرهابي"، وتنظيم داعش الإرهابي، حيث يسعى التنظيمان إلى تعزيز وضعيهما في القارة الأفريقية، بعد انهيار مشروع الخلافة في العراق وسوريا، والضعف الذي أصاب تنظيم القاعدة في اليمن وأفغانستان.

وقالت إن حركة الشباب وحدها تمثل أكثر من ثلث الهجمات التي شنّها متطرفون في أفريقيا خلال عام 2021.

انتصار عسكري بعيد المنال

وأضافت: "هناك مجموعة من العوامل التي ساهمت في تعزيز وضع حركة الشباب في الصومال، ومن بينها الأزمة السياسية العميقة في الدولة، وتلاشي الدعم الأمريكي، وعدم فعالية قوة الاتحاد الأفريقي، وعدم وجود استراتيجية منسقة لمكافحة الإرهاب من جانب الحكومة الصومالية وشركائها".

وأشارت إلى أن عودة القوات الأمريكية إلى الصومال عززت الآمال حول تدريب الجيش الصومالي على مواجهة حركة الشباب وعمليات مكافحة الإرهاب، إضافة إلى قدرات القوات الجوية الأمريكية في شنّ غارات على الحركة المتمردة.

إلا أنه في نفس الوقت، فإن بعض المحللين يرون أنه لا يمكن الانتصار على المتمردين عسكرياً، في ظل تمددهم على مدار 15 عاماً، حيث طالبت مجموعة الأزمات الدولية الحكومة الصومالية بالدخول في مباحثات سلام لإنهاء الصراع.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com