"صدمة" في اليابان بعد اغتيال شينزو آبي.. وأمريكا قد تخسر "معركة" جدري القرود
"صدمة" في اليابان بعد اغتيال شينزو آبي.. وأمريكا قد تخسر "معركة" جدري القرود"صدمة" في اليابان بعد اغتيال شينزو آبي.. وأمريكا قد تخسر "معركة" جدري القرود

"صدمة" في اليابان بعد اغتيال شينزو آبي.. وأمريكا قد تخسر "معركة" جدري القرود

تصدرت عملية اغتيال رئيس الوزراء الياباني السابق شينزو آبي اهتمام الصحف العالمية الصادرة اليوم السبت، بعد مقتله خلال تجمع انتخابي، عقب إطلاق الرصاص عليه من قبل مسلح، في حادث نادر باليابان، التي لا تعاني من ظاهرة العنف المسلح.

وتناولت الصحف الأمريكية موقف الولايات المتحدة من مكافحة تفشي مرض "جدري القرود"، في ظل ضعف نظام الرعاية الصحية الأمريكي، والذي يبدو أنه سيخسر المعركة ضد المرض.

اغتيال صادم

قالت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية إن اغتيال شينزو آبي بالرصاص خلال تجمع انتخابي أمس الجمعة أدى إلى حدوث صدمة في اليابان، خاصة أنها ليست معتادة على العنف المسلح.

وأضافت بقولها، في تقرير "ألقت الشرطة القبض على شخص يبلغ من العمر 41 عاماً، بعد اقترابه من شينزو أبي من الخلف، وإطلاق رصاصتين عليه، حيث قال الطبيب الذي حاول إسعاف رئيس الوزراء الياباني السابق إن الأخير تعرض لإصابة بالرصاص في الرقبة، بينما اخترقت الرصاصة الثانية قلبه".

ومضت تقول "وقع الحادث الدموي خلال خطاب اعتاد شينزو آبي أن يلقي مثله على مدار 3 عقود منذ أن كان عضواً في البرلمان الياباني، كان شينزو أبي يزور مدينة "نارا"، غربي اليابان بالقرب من أوساكا، لإلقاء خطاب في لدعم فيه مرشح الحزب الحاكم في انتخابات مجلس الشيوخ، تشتهر المدينة، التي كانت عاصمة اليابان في القرن الثامن، بمعابدها ومزاراتها ويبلغ عدد سكانها حوالي 350 ألف نسمة".

وأشارت إلى أن الأمن لم يكن له حضور كبير، مثلما هو معتاد خلال هذه الأحداث في اليابان، وحتى عندما كان شينزو آبي رئيساً للوزراء، كان من الطبيعي أن يقترب منه أي شخص دون أن يتم تفتيشه للتأكد من عدم حمله سلاحاً.

ورأت "وول ستريت جورنال" أن اغتيال سياسي بارز مثل شينزو آبي جعل الكثير من اليابانيين يتساءلون عن الأسباب التي جعلت مجتمعهم، وهو من بين أكثر المجتمعات أماناً في العالم، ينزلق إلى هذا النوع من العنف المسلح، الذي يرونه فقط في دول أجنبية وعلى شاشات التلفاز.

ونقلت عن المواطن الياباني شوما إكيدا، 30 عاماً، قوله: "إطلاق النار كان صدمة، لم أكن أتخيل حدوث هذا الأمر في اليابان، وفي وضح النهار".

وأردفت قائلة: "أعاد الحادث ذكريات تعود إلى أكثر من قرن، عندما اغتيل زعيمان يابانيان، هما رئيس الوزراء هيروبومي إيتو في عام 1909، ورئيس الوزراء تاكاشي هارا في عام 1921، حيث ساعدا في تأسيس اليابان، بعد قرون من الإقطاع، كدولة حديثة بجيش قوي، ونظام دستوري متعدد الأحزاب".

ونقلت عن كينتا إيزومي، رئيس الحزب الديمقراطي الدستوري المعارض، قوله: "لا يمكن السماح بهذا الفعل البربري، ولا يجب أن يحدث هذا في دولة ديمقراطية مثل اليابان".

إرث هائل في اليابان

قالت صحيفة "فاينانشال تايمز" البريطانية إن شينزو آبي، أطول رئيس وزراء في اليابان من حيث مدة بقائه في السلطة، عزز موقع بلاده على الساحة العالمية، وترك إرثاً هائلاً على الصعيد الاقتصادي والدبلوماسي.

وأضافت الصحيفة: "بصفته رئيس الوزراء الأطول خدمة، جلب شينزو آبي استقراراً سياسياً وتفاؤلاً بصورة استثنائية في اليابان، أثار اغتياله المروع ذكريات العنف السياسي، الذي انتشر في الفترة التي سبقت الحرب العالمية الثانية".

ومضت تقول: "من غير المرجح أن تعود اليابان إلى تلك الأيام المظلمة، عندما استخدمت عمليات القتل المستهدف إخضاع السياسيين الديمقراطيين، ولكن مهما كانت دوافع المسلح، فإن إطلاق النار كان له صدى واسع في جميع أنحاء العالم".

وتابعت: "سيظل اسم شينزو آبي مرتبطاً بشكل دائم بـ"أبينوميكس"، وهي سياسة النشاط الاقتصادي التي لا يزال خلفاؤه "يوشييدي سوغا" ورئيس الوزراء الحالي فوميو كيشيدا يؤيدان هذه السياسة حتى الآن بصورة واسعة، حيث أعطى تفاؤله المحسوب ثقة أكبر لليابان، بعد الظلال الطويلة للحروب التي خاضتها".

ورأت الصحيفة أن اغتيال شينزو آبي سيلقي بظلاله على الانتخابات اليابانية المقرر لها يوم الأحد، والتي من المؤكد أنها ستعزز موقف رئيس الوزراء الحالي فوميو كيشيدا، وسوف تؤكد عملية اغتياله الوحشية أن شينزو آبي حفر اسمه بعيداً في تاريخ اليابان، وأن إرثه الإيجابي سيظل يخيم بشكل كبير على السياسات الداخلية للبلاد".

معركة تبدو خاسرة

وفي سياق منفصل، عن "جدري القرود" تحديداً، قالت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية إن الولايات المتحدة ربما تخسر معركتها ضد هذا الفايروس، وفقاً لعلماء، حيث يمنح الضعف في نظام الرعاية الصحية الأمريكي الفيروس فرصة كي يصبح أكثر تجذراً.

وأضافت: "مع انتشار الأوبئة، كان من السهل بصورة نسبية القضاء على تفشي مرض جدري القرود.. لا ينتشر الفيروس بكفاءة إلا من خلال الاتصال الحميم، وكانت الاختبارات واللقاحات في متناول اليد، حتى قبل تفشي المرض الحالي".

ومضت تقول: "ومع ذلك، فإن الاستجابة في الولايات المتحدة كانت بطيئة للغاية، تذكرنا بالأيام الأولى لوباء كورونا، كما يقول الخبراء، مما يثير أسئلة مقلقة حول استعداد الدولة للتهديدات الوبائية".

وتابعت: "تم الإبلاغ عن أولى حالات الإصابة بجدري القرود في مايو الماضي، لكن الاختبارات لن تكون متاحة بسهولة حتى منتصف هذا الشهر على أقل تقدير، سيكون هناك نقص في المعروض من اللقاحات لأشهر أطول".

وبينت أنه لا توجد رقابة متواصلة، ومن المحتمل أن تكون أعداد الحالات الرسمية أقل من الواقع.

وأردفت الصحيفة: "هناك ما لا يقل عن 700 حالة مصابة بجدري القرود في الولايات المتحدة، لكن خبراء يقولون إن العدد الحقيقي من المرجح أن يكون أعلى من ذلك بكثير".

وأشارت في ختام تقريرها إلى أنه من المحتمل أن يكون هناك المزيد من الإصابات قبل أن يمكن السيطرة على تفشي المرض، إذا كان من الممكن بالفعل السيطرة عليه في هذه المرحلة.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com