تقرير: الاقتصاد وراء التقارب الاستخباري بين إسرائيل وتركيا
تقرير: الاقتصاد وراء التقارب الاستخباري بين إسرائيل وتركياتقرير: الاقتصاد وراء التقارب الاستخباري بين إسرائيل وتركيا

تقرير: الاقتصاد وراء التقارب الاستخباري بين إسرائيل وتركيا

رأى تقرير إسرائيلي أن التقارب الاستخباري مؤخرا بين أجهزة الأمن الإسرائيلية ونظيرتها التركية ينظر إليه على أنه "مشروط"؛ بسبب كونه ناتجا عن الحاجة التركية الماسة اقتصاديا للسياح الإسرائيليين.

وأشارت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الثلاثاء، إلى أن يوم أمس الإثنين شهد وصول 15 طائرة على الأقل إلى مطار إسطنبول قادمة من إسرائيل، وأن آلاف السياح الإسرائيليين توجهوا إلى هناك خلال الأيام الأخيرة سواء إلى إسطنبول أو مدن تركية أخرى، رغم الدعوة التي وجهها وزير الخارجية يائير لابيد إلى الإسرائيليين لمغادرة إسطنبول على الفور.

وأعلنت إسرائيل، أمس الإثنين، رفع مستوى تحذير السفر إلى إسطنبول إلى المستوى الرابع، الذي يعد الأعلى، بعد إعلان السلطات التركية إحباط مخططات إيرانية كانت تستهدف إسرائيليين في تركيا.

ويعني المستوى الرابع هذا عدم السفر إلى إسطنبول ومغادرتها فورا بالنسبة لمن تواجدوا بها.

وأبقت إسرائيل مستوى التحذير عند الدرجة الثالثة بشأن باقي المدن، وتعني الامتناع عن القيام بالسفر إلى هناك إلا للضرورة القصوى.

القوة الشرائية

ورأت مصادر تحدثت معها الصحيفة أن "من مصلحة تركيا الحفاظ على العلاقات مع إسرائيل، ولا سيما وأن الخطوات الأخيرة الخاصة بتحسين العلاقات جاءت مثلا من أجل عودة السياح الإسرائيليين بكثافة ومن ثم تعزيز القوة الشرائية في الأسواق التركية".

وتجدر الإشارة إلى أن التحذير الذي أطلقته هيئة مكافحة الإرهاب بإسرائيل، جاء بناء على معلومات بشأن عدد من الخلايا الإيرانية التي تخطط لاستهداف سياح إسرائيليين، ضمن عمليات انتقامية ردا على سلسلة اغتيالات غامضة شهدتها إيران في الأسابيع الأخيرة.

وحسب صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، تم تداول أنباء بالأمس بأن لدى إيران شكوكا بوقوف إسرائيل وراء تسميم عالمين إيرانيين مطلع الشهر الجاري.

وعلمت صحيفة "يديعوت أحرونوت" من مصادرها، أن الاستخبارات التركية (MIT) اعتقلت مؤخرا عملاء إيرانيين خططوا لتنفيذ عمليات إطلاق نار واختطاف بحق سياح إسرائيليين في تركيا، وأن بعضهم لا يزال طليقا وتتم ملاحقته حاليًا، ما تسبب في مخاوف كبيرة من نجاحهم في تنفيذ اعتداءات في الفترة القادمة.

وأضافت بناء على مصادر تركية أن خلية هجومية واحدة تتبع الحرس الثوري تم اعتقالها قبيل تنفيذ اعتداءات بحق سياح إسرائيليين، ولم يتم اعتقال عناصر الخلية الثانية.

مصلحة تركية

ونقلت الصحيفة عن رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية الأسبق بالجيش الإسرائيلي، عاموس يدلين، قوله، إن "إسرائيل تدير حربا ضد 3 تهديدات استراتيجية، الأولى ضد البرنامج النووي الإيراني، والثانية ضد ترسيخ أقدام إيران في سوريا، والثالثة ضد مشروع تحسين دقة صواريخ حزب الله".

ولفت إلى أنه "خلال تنفيذ المهمات المختلفة في تلك الحرب، من المحتمل أن يأتي رد من الطرف الآخر، وأن حقيقة محاولة إيران استهداف إسرائيليين ليست مفاجئة، إذ حاولت في الماضي ضرب أهداف إسرائيلية نوعية مثل العلماء والشخصيات الأمنية والعسكرية الكبرى".

وبين أن "إيران بدأت حاليا النظر إلى كل إسرائيلي أو يهودي على أنه هدف".

واعتبر يدلين أن "إسرائيل أزالت حالة السرية حول عملياتها لأسباب بعضها سياسي، ورأى أيضًا أن السرية كانت تشكل عنصرا مهما، لأنها كانت ترفع عن الطرف الآخر الحرج ولا تدفعه للرد".

لكن في الوقت نفسه، أشار إلى أنه ينبغي إدارة المخاطر بالتوازي مع الإعلان عن الإنجازات، ودعا الحكومة الإسرائيلية إلى التحسب للقرار الإيراني بشأن الانتقام، الذي يستهدف من وجهة نظره ردع إسرائيل وتوجيه رسالة بأنها تجاوزت الخطوط الحمراء.

وأفاد بأن التحذير الذي أطلقته إسرائيل يستند إلى معلومات استخبارية نوعية، وأن ثمة مصلحة تركية كبيرة للغاية في عدم وقوع مثل هذه الاعتداءات على أراضيها، سواء من النواحي الجيوسياسية أو لتحسين علاقاتها بإسرائيل، ولأنها أيضا تريد أن يواصل السياح الإسرائيليون السفر إليها.

وقال، إن "تحذير السفر إلى تركيا ودعوة وزير الخارجية إلى مغادرة إسطنبول على الفور، تتسبب في تراجع جزء من السياح الإسرائيليين عن السفر، وإنه يمكن البناء على موضوعات من هذا النوع لتعزيز التعاون مع الأتراك، على الرغم من الخلافات معهم بشأن ملفات منها الملف الفلسطيني".

تعاون قوي

وفي الأيام العشرة الأخيرة، أشارت وسائل إعلام عبرية إلى أن أجهزة الاستخبارات التركية، بالتعاون مع جهاز "الموساد" الإسرائيلي، يباشران بمحاولات لضبط خلية اغتيالات تابعة للحرس الثوري الإيراني، تسعى لتصفية رجال أعمال وسياح إسرائيليين.

وذكرت أن كلًا من إسرائيل وتركيا تعولان على نجاح هذا التعاون، إذ سيعطي ضبط تلك الخلية بشكل محتمل، دفعة لتطبيع العلاقات بين البلدين، ضمن المسيرة التي بدأت في الشهور الأخيرة.

وأفاد موقع "نيوز 1" العبري مطلع الشهر الجاري، بأن رئيس "الموساد" دافيد بارنيع، لديه علاقات قوية مع  رئيس جهاز الاستخبارات التركي هاكان فيدان.

وأوضح أن التعاون بين "الموساد" الإسرائيلي والاستخبارات التركية يسير بشكل جيد، ولا سيما في مجال الحرب على الإرهاب، بما في ذلك الفترات التي بلغت فيها العلاقات بين البلدين على المستوى السياسي أدنى مستوياتها.

ووفق "يديعوت أحرونوت"، اليوم الثلاثاء، تحدثت تركيا عن تعاون "كامل وهائل" بين أجهزة الاستخبارات في البلدين، وقالت إن لديها معلومات بأن هيئة الأمن القومي الإسرائيلية فتحت قناة اتصال الشهر الماضي مع مواطنين إسرائيليين في إسطنبول، وطلبت منهم مغادرة غرفهم بأحد الفنادق لأن خلية إيرانية تتربص بهم.

تقارب مشروط

وفي وقت يسعى فيه البلدان لتحسين العلاقات بينهما، واعتبار مسألة التعاون الاستخباري أمرًا حيويًا في هذا الإطار، يمتلك خبراء إسرائيليون ومحللون رأيًا آخر، مثل المحلل السياسي الشهير تسفي يحزقيلي، الخبير في الشؤون العربية، بقناة "أخبار 13"، والذي نقلت عنه صحيفة "معاريف" العبرية منتصف شباط/ فبراير الماضي، وعقب حديث عن خطوات نحو تحسين العلاقات، قوله: "ينبغي أن يكون التقارب مع النظام التركي مشروطًا".

وقال وقتها، إن "تركيا بحاجة لإسرائيل وليس العكس"، مضيفا: "في أعقاب انهيار الليرة التركية وتراجع السياحة الوافدة إلى بلاده وإفلاس المواطن التركي، بدأ أردوغان يعلم أنه بحاجة إلى إسرائيل".

وحذر مما أسماها "نوايا الرئيس التركي"، وقال، إن "الأخير يواجه ضائقة ونحن نعلم ما مصلحته"، داعيًا إلى وضع سقف محدد للتقارب مع أنقرة.

وأخيرا، يترك التعاون الاستخباري القائم حاليا بين إسرائيل وتركيا، انطباعات بأن النظرة التي يتبناها محللون إسرائيليون تشهد تغييرا، إذ يبدو أن إسرائيل بحاجة حاليا إلى الجانب التركي للتصدي لمخططات تأتي في إطار حربها ضد البرنامج النووي الإيراني، كما يبدو أن عمليات المواجهة الحالية تحمل أبعادًا اقتصادية أيضا، إذ تريد أنقرة عدم تأثر السياحة الوافدة من إسرائيل.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com