"لوموند": روسيا تخسر نفوذها في آسيا الوسطى
"لوموند": روسيا تخسر نفوذها في آسيا الوسطى"لوموند": روسيا تخسر نفوذها في آسيا الوسطى

"لوموند": روسيا تخسر نفوذها في آسيا الوسطى

تفقد روسيا بشكل متصاعد نفوذها في منطقة آسيا الوسطى، حيث تجد الجمهوريات الاشتراكية السوفييتية السابقة، نتيجة العقوبات الغربية المفروضة على موسكو، نفسها في مواجهة "السيد الروسي السابق"، وفق تعبير صحيفة "لوموند" الفرنسية.

وقالت الصحيفة الفرنسية، في تقرير لها، إنّ الموقف الذي تبنته دول آسيا الوسطى الخمس (كازاخستان وأوزبكستان وطاجيكستان وقيرغيزستان وتركمانستان) فيما يتعلق بالحرب التي يخوضها الروس في أوكرانيا، هو "لا دعم ولا إدانة".

ووفق الصحيفة الفرنسية، "لم يظهر أي رئيس دولة من دول آسيا الوسطى الخمس هذا العام إلى جانب فلاديمير بوتين خلال موكب 9 أيار مايو في الميدان الأحمر، احتفالًا بـ "النصر على النازية"، وذهبت كازاخستان إلى حد إلغاء العرض العسكري لأول مرة منذ الاستقلال في عام 1991.

وأضاف التقرير أنه "بدلًا من الحج التقليدي إلى موسكو ذهب الرئيس الكازاخستاني قاسم جومارت توكاييف إلى تركيا لتوقيع اتفاقيات تعاون عسكري (بما في ذلك بناء مصنع طائرات بدون طيار هجومية في كازاخستان) وتطوير ممرات لوجستية (سلع وهيدروكربونات) تتجاوز الأراضي الروسية"؛ ما أثار سلسلة تصريحات عدوانية ومحاولات لـ "تشويه سمعة كازاخستان" صادرة عن نائب في البرلمان الروسي.

وأشارت "لوموند" إلى أنّ جمهوريات آسيا الوسطى رفضت اتباع موسكو في اعترافها باستقلال جمهوريتي دونيتسك ولوهانسك المعلنتين ذاتيًا، على حساب السيادة الإقليمية لأوكرانيا، كما أنّ دول آسيا الوسطى تتمتع بعلاقات جيدة مع أوكرانيا.

من ناحية أخرى، أظهرت قيرغيزستان نفسها في موقف المتحدي لموسكو، مذكّرة في موضوع أوكرانيا بأن لكل دولة الحق في متابعة السياسة الخارجية التي تختارها، في إشارة إلى المطلب الروسي بـ"الحياد".

وتنقل الصحيفة الفرنسية عن ميشيل ليفيستون، الباحث في المعهد الفرنسي للعلاقات الدولية والمتخصص في هذه المنطقة، أنّ "هذه نقطة يجب التأكيد عليها في ضوء علاقات اعتماد البلاد على موسكو".

وتتكون آسيا الوسطى من دول حديثة تشكلت من الجمهوريات السوفييتية السابقة التي نالت استقلالها في عام 1991 وتعتبر الفناء الخلفي لموسكو، سيما في مجال الأمن، وتسعى روسيا جاهدة إلى الحفاظ على وضعها كحامٍ حصري ضد المخاطر الإسلامية القادمة من أفغانستان من خلال التدريبات العسكرية وإنشاء قواعد عسكرية (قرغيزستان وطاجيكستان) ودورها كقائد لمنظمة معاهدة الأمن، النظير الشرقي لحلف شمال الأطلسي، التي تنضم إليها ثلاث دول: (كازاخستان وقيرغيزستان وطاجيكستان، إلى جانب بيلاروسيا وأرمينيا).

ووفق التقرير، فقد "عزز النشر السريع للغاية لوحدة من 2000 جندي من منظمة معاهدة الأمن الجماعي خلال تمرد كانون الثاني يناير الماضي، في كازاخستان لدعم الرئيس سمعة موسكو كضامن للأمن في المنطقة، لكن الانتكاسات التي عانى منها الجيش الروسي في أوكرانيا أدت إلى تغيير الأوراق".

وقال المحلل السياسي دانيار كوساينوف، إن "موقف روسيا ونفوذها في المنطقة ضعيف"، حيث أظهرت الحرب القدرات المحدودة للجيش الروسي، الذي كان يُنظر إليه على أنه الضامن لآسيا الوسطى، سيما الجيش الكازاخستاني، ويتم الآن النظر في سيناريوهات مختلفة مثل عدم قدرتها على توفير الحماية العسكرية لكازاخستان والأعضاء الآخرين في منظمة معاهدة الأمن الجماعي".

ونبّه ليفيستون إلى أنّ "العلاقات الثنائية بين كازاخستان وروسيا لم تكن بهذا السوء من قبل، حيث قطعت كازاخستان الطريق أمام المحاولات الروسية لاستخدام منظمة معاهدة الأمن الجماعي في الصراع الأوكراني؛ لأنها بالنسبة لكازاخستان تحالف دفاعي وليست قوة عرض في المسارح الخارجية"، وفق تعبيره.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com