الجزائر.. حظر حزب العمال الاشتراكي يعرقل مبادرة "لم الشمل"
الجزائر.. حظر حزب العمال الاشتراكي يعرقل مبادرة "لم الشمل"الجزائر.. حظر حزب العمال الاشتراكي يعرقل مبادرة "لم الشمل"

الجزائر.. حظر حزب العمال الاشتراكي يعرقل مبادرة "لم الشمل"

أثار حظر حزب العمال الاشتراكي في الجزائر مخاوف من إرباك وتعقيد مبادرة لم الشمل التي يسعى الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون إلى إطلاقها للتقارب مع القوى المعارضة.

وأبلغت السلطات الجزائرية حزب العمال الاشتراكي بقرار نهائي ينص على حظر أنشطة الحزب المعارض، في قرار يثير أسئلة حول تداعياته على مساعي السلطة التهدئة مع القوى المعارضة.

وفي أول رد فعل على القرار، أدان حزب العمال، وهو حزب يساري آخر بارز، قرار الحل قائلا في بيان إن "هذا القرار مقلق لكونه يؤكد التقهقر الخطير على صعيد الحريات الديمقراطية، ويشكل تطورا غير مسبوق يكرس انتهاكا عنيفا لأحد مكتسبات انتفاضة أكتوبر/تشرين الأول 1988"، وفق تعبيره.

وعلّق المحامي عبد الرحمن صالح من جانبه بأن القرار صدر منذ أسابيع، وما حدث الجمعة هو فقط إبلاغ بالقرار، وأكد صالح في تصريحات خاصة لـ "إرم نيوز" أن "القرار يكشف عن وجود اتجاه في السلطة يسير ضد التهدئة، وهو ما سيؤثر فعلا على فرص نجاح مبادرة لم الشمل التي يطرحها رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون"، وفق تقديره.

من جهته، قال النائب في البرلمان الجزائري أحمد صادوق إنّ العدالة هي التي تملك الحق في الفصل في أي تجاوز للأحزاب، ما يجعل أي قرار بالحل يحتاج إلى توضيح"، وفق قوله.

وحول ما إذا كان القرار سيؤثر على فرص وحظوظ نجاح مبادرة لم الشمل، قال صادوق في تصريحات لـ "إرم نيوز" إن "هذا سلوك يحتاج إلى تبرير وتوضيح للرأي العام، أما مبادرة لم الشمل فتفاصيلها لا تزال مجهولة، وعلى كل حال فإن أي حوار يجمع الجزائريين نثمنه وندعمه خاصة عندما يتعلق بالرؤية المستقبلية للجزائر"، بحسب تعبيره.

واعتبر صادوق أنه "كان من الأفضل إحالة أي قضية للعدالة وليس بقرار إداري، فوزارة الداخلية ليست وصية على الأحزاب والسلطة المستقلة هي السلطة القضائية المخولة قانونا بالبت في النزاع، وأي مخالفة للقانون إن كانت جنحة أو جريمة فإن القضاء هو الجهة الوحيدة المخولة للحسم فيها"، وفق تأكيده.

من جانبه، اعتبر أستاذ القانون والعلوم السياسية في جامعة الجزائر إسماعيل معارف أن من شأن مثل هذه القرارات عرقلة أي مبادرات للتهدئة مع القوى المعارضة في الجزائر.

وقال معارف في تصريحات خاصة لـ "إرم نيوز" إنّه "يجب توفير الشروط من أجل ضمان نجاح مبادرة لم الشمل، ذلك أن عدم إطلاق سراح المعتقلين ومواصلة الانسداد في الممارسة الحزبية والسياسية من شأنها أن تعرقل هذا المسعى"، بحسب قوله.

يُشار إلى أن مبادرة لم الشمل ظهرت بشكل غير مباشر في بداية مايو / أيار الجاري، في ثاني أيام عيد الفطر، من خلال برقية نشرتها وكالة الأنباء الجزائرية تحدثت فيها عن الرئيس تبون باعتباره رئيسا جامعا للشمل.

وكسر تبون صمته تجاه هذه المبادرة بعدما أثارت ضجة سياسية داخلية في زيارة له إلى تركيا الأسبوع الماضي، حيث تحدث أمام الجالية الجزائرية هناك قائلا إن المبادرة ضرورية لتكوين جبهة داخلية متماسكة.

وإلى حد الآن دعم الجيش فقط المبادرة على لسان قائد الأركان الفريق سعيد شنقريحة، الذي كان دعا إلى الاستجابة إلى اليد الممدودة باعتبارها تنم بحق عن الإرادة السياسية الصادقة للسلطات العليا في البلاد للم الشمل، واستجماع القوى الوطنية، وفق قوله.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com