تقرير: هجوم بمسيرات انتحارية استهدف معسكر "بارشين" العسكري في إيران
قالت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية إن هجوماً بواسطة طائرات دون طيار استهدف موقعاً عسكرياً شديد الحساسية خارج العاصمة الإيرانية طهران هذا الأسبوع، حيث تقوم إيران بتطوير صواريخ وتقنيات نووية وطائرات مسيرة، وفقاً لثلاثة مصادر إيرانية مطلعة ومسؤول أمريكي.
وأضافت، في تقرير نشرته اليوم الجمعة على موقعها الإلكتروني، إن "الغارة التي تمت مساء يوم الأربعاء الماضي ضربت مجمع بارشين العسكري، الواقع على بعد 37 كيلو مترا جنوب غرب طهران، وذلك بواسطة طائرات مسيرة انتحارية، وفقاً لما أكدته مصادر إيرانية لم تكشف عن هوياتها".
وأشارت إلى أن الطائرات المسيرة انفجرت في مبنى تستخدمه وزارة الدفاع الإيرانية في أبحاث تطوير الطائرات المسيرة، ما أدى إلى مقتل مهندس شاب يعمل لصالح الوزارة، وإصابة شخص آخر، بحسب المصادر.
وبحسب الصحيفة، فقد ذكرت مصادر إيرانية أن هجوم الأربعاء انطلق من داخل إيران، على مقربة من قاعدة بارشين العسكرية.
وبينت الصحيفة: "لم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن الهجوم بشكل فوري، ولكن الهجوم يتلاءم مع هجمات إسرائيلية سابقة على إيران ولبنان خلال حملات الأعمال العدائية المستمرة منذ سنوات، في الوقت الذي أشار فيه بيان لوزارة الدفاع الإيرانية إلى أن ما حدث كان هجوماً وليس حادثاً".
وتابعت الصحيفة: "رفض مسؤولون إسرائيليون التعليق، في حين أكد مسؤول أمريكي وقوع هجوم بطائرات مسيرة انتحارية استهدف معسكر بارشين، دون أن يذكر من الجهة التي تقف وراء الهجوم، أو يقدّم أي تفاصيل إضافية".
وأوضحت: "يوم الأحد، أي قبل يوم واحد فقط على الغارة التي ضربت معسكر بارشين، تم اغتيال عقيد في الحرس الثوري الإيراني بالعاصمة طهران، وأبلغت إسرائيل الولايات المتحدة أنها تقف وراء الهجوم، بحسب مسؤول استخباراتي قال إن الإسرائيليين قاموا بهذه العملية لتحذير إيران من استهداف مواطنين إسرائيليين في الخارج".
وقالت "نيويورك تايمز" إن إسرائيل وإيران توسّعان حدود حربهما السرية المستمرة منذ فترة طويلة، ويمثل استهداف منشأة أبحاث الطائرات بدون طيار في بارشين نمطاً من محاولة إسرائيل لتقويض قدرات إيران المتنامية في تقنية الطائرات المسيرة.
وأشارت الصحيفة إلى أن إيران في السنوات الأخيرة حققت تقدماً متزايداً في تصميم وإنتاج الطائرات المسيرة، ونقل تكنولوجيا تلك الطائرات وأجزائها إلى الميليشيات التابعة لها في جميع أنحاء الشرق الأوسط، تم استخدام طائرات مسيرة إيرانية في العديد من الهجمات ضد إسرائيل، وكذلك في المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة واليمن، وفي أكتوبر الماضي في هجوم على قاعدة أمريكية في سوريا، وفقاً لما أكده مسؤولو استخبارات.
وختمت الصحيفة تقريرها: "تعتبر إسرائيل استخدام أعدائها، وخاصة إيران، للطائرات المسيرة بأنه تهديد رئيسي لأمنها؛ لأن الطائرات المسيرة تستطيع تجاوز أنظمة الصواريخ الإسرائيلية المتقدمة مثل القبة الحديدية، وقال مسؤول عسكري إسرائيلي كبير إن بلاده تستثمر بشكل كبير في تحديد مواقع الطائرات المسيرة المعادية وتدميرها.
