وسط غموض حول محاورها.. هل ولدت مبادرة "لم الشمل" في الجزائر ميتة؟
وسط غموض حول محاورها.. هل ولدت مبادرة "لم الشمل" في الجزائر ميتة؟وسط غموض حول محاورها.. هل ولدت مبادرة "لم الشمل" في الجزائر ميتة؟

وسط غموض حول محاورها.. هل ولدت مبادرة "لم الشمل" في الجزائر ميتة؟

يثير تكتم الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون عن مبادرة "لم الشمل" التي تحدثت عنها وكالة الأنباء الرسمية قبل نحو شهر من الآن تساؤلات حول ما إذا كانت هذه المبادرة ولدت ميتة، لاسيمًا مع استمرار التجاذب الحاد بين السلطة والنشطاء المعارضين ما يوحي بأنّ مناخ التفرقة يطغى على فرص التجميع.

ويعتبر سياسيون ومتابعون للشأن الجزائري أن الظروف ربما لم تنضج لطرح المبادرة التي تتطلب جملة من الاستحقاقات لضمان نجاحها، من بينها وقف ملاحقة المعارضين والزج بهم في السجون، وهو ما لا يحصل إلى حد الآن.

واعتبر القيادي في حزب "جيل جديد" المعارض وليد حجاج أن على السلطة تهيئة الظروف أولًا قبل طرح هذه المبادرة التي لم يتحدث عنها رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون بعد رغم استقباله لثلاثة رؤساء أحزاب في إطار مشاورات سياسية في وقت سابق.

وقال حجاج في تصريح خاص لـ "إرم نيوز" إن "هذه اللقاءات كانت فرصة جيدة للاستماع لأصوات خارج أصوات الحكومة وهذه سنّة حميدة ينتهجها رئيس الجمهورية الحالي".

وأضاف أنه "إذا كانت هناك نية حقيقية للم الشمل فإن الأمر بسيط وهو تحرير الإعلام، وتحرير ما يمكن أن نسميهم سجناء الرأي، وتحرير العملية السياسية، وإعطاء الحرية للفاعلين الاجتماعيين".

وتابع السياسي الجزائري، قائلًا: "نحن نعلم أنه كان هناك العديد من النشطاء التابعين لحركتي (رشاد) و(ماك)، لكن هناك عديد من النشطاء السياسيين الأحرار في معارضة رئيس الجمهورية والسلطة، وهذه هي الأمور التي يجب البدء فيها قبل البدء بلم الشمل بين الأحزاب السياسية"، وفق تقديره.

ومن جانبه، اعتبر مراد بياتور القيادي في حزب "التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية" أن "كل المبادرات تولد مختنقة اليوم في ظل مناخ الرعب الذي تشهده الجزائر"، وفق وصفه.

وقال بياتور في تصريحات لـ "إرم نيوز" إن "ما يحدث اليوم هو تجريم للعمل السياسي في الجزائر، وكذلك الإعلامي، وهو ما يجسد تناقضًا كبيرًا في خطاب السلطة والواقع الذي نعيشه".

وأردف بياتور: "الحوار الذي ندعو إليه في حزبنا التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية هو حوار شامل وعلني حتى يمكننا من الخروج بحلول واقعية تمكننا من تخطي الأزمات التي تعترضنا، لكن مثل هذه الحوارات التي تدعو إليها السلطة هي صورية وشكلية فقط".

ورغم حالة الهدوء التي يشهدها الشارع الجزائري إلا أن الخلافات السياسية بين السلطة والمعارضة بسبب الخيارات الحكومية مستمرة وسط صمت من قبل أحزاب الموالاة التقليدية.

من جهته، علّق المحلل السياسي جيلالي كرايس بالقول إن "مبادرة لم الشمل التي دعا إليها رئيس الجمهورية وتحدثت عنها وكالة الأنباء يبدو أنها ليست كسابقتها التي تعودنا عليها منذ المسار الانتخابي، لسنة 1992، حيث لم تكن المبادرات تتميز بالجدية، وكانت السلطة تتحكم فيها خاصة في عهد الرئيس بوتفليقة الذي عمل على تصحير الساحة السياسية، ولم يعد في الجزائر مولاة تستحق الاحترام، ولا معارضة حقيقية يمكن التعويل عليها"، بحسب تعبيره.

وتابع كرايس في تصريح لـ "إرم نيوز"، قائلًا: "لذلك قد يكون الأمر مختلفًا هذه المرة، وقبل إطلاق المبادرة لا بد من التحضير الجيد لها، ووكالة الأنباء لا تتحدث من فراغ، بل وفق معطيات رسمية".

وأضاف كرايس أن "الرئيس تبون شرع في استقبال قادة الأحزاب والشخصيات السياسية، التي يستقبلها هو شخصيًا وليس مثل ما كان الأمر زمن النظام السابق، حيث كان الحوار بين وكلاء الرئيس وقادة الأحزاب، واليوم الرئيس تبون هو من يستقبل وهو من يحاور، وأعتقد أنها فرصة للمعارضة لتثبت نفسها"، وفق تقديره.

وختم المحلل السياسي الجزائري، قائلًا إن "جدية المبادرة من خلال طرح معقول وواقعي، وهي أيضًا فرصة لتعيد المعارضة انتشارها شعبيًا، فمشكلة المعارضة أنها دون قواعد شعبية، كما يمكن القول إن ما يجري ربما يكون مرحلة جس النبض، والتعرف على ما يدور داخل الساحة السياسية، ثم الدعوة للحوار الشامل والجامع وفق معطيات حقيقية تضفي إلى إيجاد أرضية مشتركة".

وأكد أن "المطلوب هو التكامل والتعاون بين الموالاة والمعارضة من خلال لعب كل جهة لدورها الحقيقي، وهذا ما يريده الرئيس تبون"، وفق قوله.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com