الجزائر.. ترقب لمبادرة "لم الشمل" وسط تساؤلات حول فرص نجاحها
الجزائر.. ترقب لمبادرة "لم الشمل" وسط تساؤلات حول فرص نجاحهاالجزائر.. ترقب لمبادرة "لم الشمل" وسط تساؤلات حول فرص نجاحها

الجزائر.. ترقب لمبادرة "لم الشمل" وسط تساؤلات حول فرص نجاحها

تعيش الساحة السياسية الجزائرية حالة ترقّب مع استعداد الرئيس عبد المجيد تبون لإطلاق مبادرة "لمّ الشمل" مع المعارضة، وهي خطوة ترتبط فرص نجاحها بمدى استجابة المعارضة لها، وفق ما أكدته مصادر سياسية لـ "إرم نيوز".

وأبدت المصادر خشيتها من أن تواجه المبادرة الفشل، في حال تم إقصاء أصوات من المعارضة الجزائرية، مشيرة إلى أن نجاح المبادرة يعتمد بشكل كبير على جدية السلطة.

وجاء ذلك، عقب كشف وكالة الأنباء الجزائرية عما سمتها "مبادرة لم الشمل"، وقالت إن "الجزائر الجديدة يدها ممدودة للجميع"، لكن المصادر التي تحدثت لـ "إرم نيوز" كشفت أن المبادرة ستتوجه في مرحلة أولى للمعارضين الموجودين في الخارج.

وتباينت ردود الفعل السياسية بين الترحيب بهذه المبادرة والتحذير من قبل الأحزاب المعارضة بأن السلطة ليست جادة في طرح مبادراتها.

وقال النائب في المجلس الوطني الشعبي عن جبهة التحرير الوطني نورالدين قوادرية إن "عبد المجيد تبون يمدّ يده للجميع ويفتح باب النقاش من أجل تجسيد الديمقراطية الفعلية لأن الهم الوحيد هو سدّ الفجوة الكبيرة بين السلطة الحاكمة والشعب".

وأوضح قوادرية في تصريح لـ "إرم نيوز" أن "ما نراه أن الرئيس يريد سد هذه الفجوة ويكون في تواصل مع الشعب حتى تكون هناك لحمة في المجتمع".
وأعرب النائب البرلماني عن تفاؤله تجاه خطوات الرئيس تبون مشيرا إلى أنّ "هناك نية صادقة للعمل والنهوض بالاقتصاد الوطني وحتى يلتف المواطن حول دولته، والتغيير موجود في الجزائر بعد الحراك الشعبي في فبراير / شباط من العام 2019" وفق تعبيره.

واعتبر القيادي بحزب جبهة القوى الاشتراكية المعارض مراد بياتور أن السلطة "ليست جادة في الحوار مع القوى السياسية، وهي لا تبحث عن حوار حقيقي يتمخض عن حلول لأزمة شرعية ومشروعية النظام السياسي" وفق قوله.

وقال بياتور في تصريح لـ "إرم نيوز" إنّ السلطة "كانت دائما تبحث عن صورة شكلية من أجل توجيه رسالة مفادها ان هنالك حوارا مع الطبقة السياسية ولا يهمها نفوذ ولا مصداقية تلك الجهات التي تتوافد نحو قصر الرئاسة بقدر ما يهم الكم وعدد الأجهزة السياسية التي تشارك في هذه اللقاءات في غرف مغلقة ومظلمة" بحسب تعبيره.

وتابع المعارض الجزائري قوله "نحن على مستوى التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية كنا دائما من المبادرين في الدعوة إلى الحوار من أجل تخطي الأزمات والخروج بحلول واقعية من شأنها إنقاذ الجزائر، ولكن الحوار الذي ندعو إليه هو الحوار الشامل دون إقصاء وعلنيا ودون شروط، أما هذه الحوارات الشكلية فهي عبارة عن مواصلة لتجسيد سياسة الهروب إلى الأمام التي انتهجتها السلطة منذ عقود" وفق تقديره.

وذكّر بياتور بأنّ "السلطة السياسة قبل الحراك الشعبي أدارت ظهرها لمبادرة الانتقال الديمقراطي التي انخرطت فيها جل الطبقة السياسية المعارضة آنذاك" مضيفا أنّ "الواقع في بلادنا يقول إن هناك تجريما للعمل السياسي والإعلامي، وفي ظل هذا الغلق تتعرض أحزاب المعارضة ومن بينها التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية إلى مضايقات من قبل الإدارة والأمن والعدالة".

ومن جهته، قال المحلل السياسي الجيلالي كرايس إن "الرئيس عبد المجيد تبون ومنذ انتخابه في ديسمبر / كانون الأول 2019، حاول إرساء قواعد لعبة جديدة، تقوم أساسا على الشراكة والانفتاح على الجميع، وهو لا يريد شرعية محصورة في حزبين أو اثنين".

وأضاف في تصريح لـ "إرم نيوز" أن تبون "يريد دولة جديدة وبملامح جديدة ولذلك حاول تنويع الطبقة السياسية، ودفع الأطراف المهمة إلى المشاركة، من خلال تنظيم المجتمع المدني وتحويله الى القوة السياسية الأولى في البلاد، وصولا الى خلق مرصد وطني للمجتمع المدني والدفع به إلى المشاركة السياسية".

وأوضح كرايس أنّ "الرئيس يريد اليوم للمعارضة بكل توجهاتها أن تشارك هي الأخرى في ترسيخ قيم الجزائر الجديدة، خاصة أننا مقبلون على تحولات عميقة داخليا وخارجيا، ولذلك لا بد من تعزيز شرعية مؤسسات الدولة، وهذا لن يكون إلا من خلال إشراك المعارضة، وتحويلها إلى معارضة إيجابية وبناءة وقوة طرح ورقابة حقيقية، بدل المواقف المتطرفة والمتشنجة التي لا تخدم أي طرف، ولا تخدم الجزائر ككل" وفق تعبيره.

وبحسب كرايس فإن 'المبادرة الجديدة فرصة للجميع للمشاركة الفعلية خاصة ونحن نعيش حالة من الهدوء والاستقرار، وبداية انتعاش اقتصادي ولو طفيفا، والمعارضة تعرف جيدا أنها لا تمتلك قواعد شعبية ولا تستطيع تحريك الشارع ولا فعل أي شيء، ولذلك فهي فرصة حقيقية لقبول الحوار الوطني والانخراط فيه، والتأسيس لمرحلة جديدة، يريدها الرئيس جامعة وشاملة".

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com