تونس.. معركة عكاشة ووزير الداخلية تؤجج صراع الأجنحة في القصر الرئاسي
تونس.. معركة عكاشة ووزير الداخلية تؤجج صراع الأجنحة في القصر الرئاسيتونس.. معركة عكاشة ووزير الداخلية تؤجج صراع الأجنحة في القصر الرئاسي

تونس.. معركة عكاشة ووزير الداخلية تؤجج صراع الأجنحة في القصر الرئاسي

أثارت تدوينة مديرة الديوان الرئاسي المستقيلة، نادية عكاشة، جدلا وتكهنات واسعة حول احتدام صراع الأجنحة داخل محيط الرئيس التونسي، لا سيما بعد مهاجمتها من وصفته بـ" لا شرف ولا دين له"، وذلك في تلميح صريح إلى توفيق شرف الدين وزير الداخلية الحالي.

وفي تدوينة لها يوم الاثنين، اتهمت مديرة الديوان الرئاسي السابقة في تونس نادية عكاشة من وصفتهم بزمرة من الفاشلين بالاستيلاء على مسار 25 يوليو / تموز الذي يقوده رئيس الجمهورية قيس سعيد.

وتعليقا على ذلك، قال أحمد شفتر، المقرب من الرئيس قيس سعيد، في تصريحات لـ"إرم نيوز"، إن "التونسيين جميعا لهم الحق في التعبير على أن يكون دائما في أطر سلمية، لكن لا بد من الرجوع إلى المسار الذي خضناه نحن أصحاب المشروع منذ 2011 فما هي علاقة عكاشة بالعمل السياسي؟ وما هي علاقتها بالمشروع؟".

وأضاف شفتر أن "عكاشة كانت مجرد موظفة في القصر الرئاسي، بدعوة من رئيس الجمهورية ولم ينتخبها أبناء الشعب حتى تضع الخط السياسي العام الذي يقود البلاد، فهي ليست مخولة بذلك، وليس لديها أي شكل من أشكال الشرعية".

وأكد أن "الحديث عن 25 يوليو /تموز أصبح بمثابة الكذبة الكبرى التي تتخذها بعض الأطراف، وهي حلقة من حلقات المسار الثوري سبقتها حلقات أخرى وتلتها حلقات أخرى، 25 يوليو ليس عملية معزولة، بل سبقها عمل دؤوب منذ 2011 عندما كانت مجموعة من الأحرار تقاوم لاسترجاع المسار الثوري لأبناء الشعب. كل المراسيم التي يعلن عنها الرئيس في الوقت الحالي على غرار الشركات الأهلية وغيرها كلها أفكار ومشاريع نوقشت منذ 2011 إلى حد 2019".

وقال أحمد شفتر إن "محطة 25 يوليو/تموز لم تستدع أي حزب أو طرف آخر. كل الأحزاب حاولت الركوب على محطة 25 وسقطت في أول محطة وهي الاستشارة الوطنية. 25 يوليو نتاج لمجموعة من التراكمات".

وحول ما إذا كان محيط الرئيس يشهد انقسامات قد تؤثر في المسار السياسي، قال شفتر "نادية عكاشة ليست لها أي علاقة بـ 25 يوليو ولا بالمشروع، هي مجرد موظفة دخلت الدولة والآن انتهت مهمتها"، وفق قوله.

لكن النائب السابق في البرلمان المنحل حاتم المليكي قال إن "وجود الخلافات داخل محيط رئيس الجمهورية يبين بوضوح أنه لم يكن هناك رؤية أو برنامج لـ 25 يوليو/ تموز ويبين أن هذا التاريخ في النهاية صراع على الحكم تديره أطراف من بينها رئيس الجمهورية وأطراف أخرى غايتها البقاء في الحكم".

وأضاف المليكي في تصريحات لـ "إرم نيوز" أن "حديث عكاشة ركز على وجود مخاطر جدية على تونس بحكم أنها محكومة بفريق فيه تنافس ومشكوك في نزاهته ووطنيته ولديه نوايا قد تكون سيئة جدا"، وفق تعبيره.

وتابع النائب الذي استبعد أن تؤثر هذه الصراعات على تواريخ الخريطة السياسية بالقول إنه "بالنسبة لتوفيق شرف الدين واضح أن هناك في الفترة الأخيرة العديد من المشاكل على مستوى إدارة وحوكمة وزارة الداخلية وأيضا في الترقيات وغيرها وهذا ما عبرت عنه النقابات الأمنية. أيضا هناك تسريبات حول خلافات داخل الوزارة التي بات واضحا أنها تدار بشكل سيئ".

ومن جهته، قال المحلل السياسي بوبكر الصغير: "من المؤسف جدا أن يبلغ سقوط الطبقة السياسية درجة تصفية الحسابات كأن هنالك بعض الأطراف التي تريد أن تركب تطورات وأحداث معينة لتعميق الأزمة الداخلية التي تشهدها البلاد".

وأضاف  الصغير في تصريح أدلى به لـ "إرم نيوز" أن "هذا الانفلات غير المسبوق الذي تعيشه تونس هذه الفترة بنشر الأخبار الزائفة والمس بالأعراض وهتك الشرف والإساءة لكل مخالف للرأي ينذر بلا شك بعواقب وخيمة وأعتقد أن أطرافا معينة تتحمل مسؤولية ذلك عندما راهنت على توظيف مواقع التواصل الاجتماعي لتصفية حسابات سياسية مع خصومها".

واعتبر أن هذه الصراعات من شأنها أن "تضعف المسار الإصلاحي الذي انطلقت فيه تونس يوم 25 يوليو الماضي ويشكك حتى كذلك في المشروع الذي انخرط فيه عموم التونسيين وانتصروا له في لحظة فارقة عاشتها تونس قبل أشهر وبالتالي فهذا الوضع لا يخدم إلا أعداء لا يرغبون الخير لتونس"، وفق قوله.

ورجح المحلل السياسي التونسي وقوف أطراف سياسية وراء نادية عكاشة، في إطار صراع الأجنحة داخل القصر الرئاسي وتصفية حسابات سياسية مع وزير الداخلية الحالي.

بدوره، اعتبر رئيس حزب التحالف من أجل تونس، سرحان الناصري أن نادية عكاشة تخطط رفقة عدد من السياسيين من بينهم رئيس الحكومة الأسبق، يوسف الشاهد لضرب الدولة التونسية وإفشال المشروع السياسي لرئيس الجمهورية وذلك بدعم من عدد من الدول الأجنبية، وفق قوله.

لكن يوسف الشاهد، رد لاحقا على هذا الاتهام، نافيا ما تم تداوله حول علاقته بمديرة الديوان الرئاسي السابقة نادية عكاشة.

واعتبر الشاهد، في تدوينة له، أن ما صرح به رئيس حزب التحالف من أجل تونس سرحان الناصري '"حكاية كاذبة ومختلقة" في إطار ما قال إنها "محاولة للتموقع السياسي عبر خلق مزيد من الفتنة''، وفق تعبيره.

واعتبر يوسف الشاهد في تدوينة نشرها مساء الاثنين على صفحته في فيسبوك أنه ''تعامل مع نادية عكاشة لما كانت مديرة ديوان بمنطق مؤسساتي وفي إطار احترام نواميس الدولة'' مؤكدا أنه لم يلتق بها منذ بداية عام 2021 عند استقباله من قبل رئيس الدولة وأنه ليس لديه أي علاقة بتدوينتها.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com