السودان.. فيديو مسرب حمل إساءات عنصرية للإعلامي لقمان أحمد يثير موجة غضب

أثار فيديو تم تداوله على نطاق واسع من قبل رواد مواقع التواصل الاجتماعي في السودان، في أثناء محاكمة مدبري انقلاب الـ 30 من يونيو 1989، غضبا واسعا بعد الألفاظ المسيئة التي تحدث بها أحد أعضاء هيئة الدفاع عن المتهمين مع زميله حول إقالة مدير التلفزيون لقمان أحمد.

وأظهر مقطع فيديو مستل من البث المباشر لوكالة الأنباء الرسمية السودانية "سونا"، محامين يمثلون هيئة الدفاع عن المتهمين، وهم يتبادلون أطراف الحديث دون الانتباه لوجود ميكرفون يعمل بجانبهم.

وتورط أحدهم خلال حديثه بـ"سب عقيدة مدير التلفزيون السوداني لقمان أحمد"، الذي تمت إقالته، أخيرا، قبل أن يوجه له إساءات عنصرية مسيئة والسخرية من شكله وملامحه.

وقال أحدهم قاصدا لقمان "نقل مظاهرات الـ6 من أبريل في تلفزيون السودان بالصورة والصوت وعبر مراسلين.. قايل نفسه شنو العبد ده.. العبد ابو نخرين دا، استغفر الله العظيم الدنيا رمضان".

ولم يتسن لإرم نيوز التحقق من صحة الفيديو.

في غضون ذلك، قال المدير العام للهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون المقال لقمان أحمد، أنّ الإساءات التي وجهت له لا تستهدفه بصورة شخصية، وإنّما تستهدف قطاعًا عريضًا من السودانيين، والصادم فيها أنّها صادرة من محسوبين على رجال القانون والنخب".

وأشار لقمان أحمد في تصريحات لصحيفة "اليوم التالي" الصادرة اليوم الأربعاء، معلقا على المقطع المسرب إنّ "ما يؤمن به من أفكار ومبادئ وقيم نشأ عليها أكبر وأعظم من الصغائر والأحقاد الشخصية التي تجلّت في هذا المقطع"، بحسب وصفه.

ونوّه لقمان إلى أنّ قبوله بمنصب مدير الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون، جاء تلبية لنداء الوطن والثورة لتأسيس مؤسسة إعلامية مستقلة ومهنية.

وأدانت هيئة محامي دارفور وشركاؤها الحادثة ووصفت ما دار فيها بالحديث العنصري والعبارات المسيئة والمس بكرامة مدير التلفزيون السابق لقمان أحمد.

وتأسفت الهيئة في بيان لها على هذا المستوى المتردي في السلوك، وقالت إنها "ستتواصل مع لقمان أحمد للتشاور بشأن ما قيل من حديث عنصري يتعدى لقمان في شخصه ليمس سلامة المجتمع وتماسكه، وما يجب اتخاذه من إجراء في مواجهة كل من له صلة بالحديث العنصري".

إلى ذلك، أعلن القيادي بقوى إعلان الحرية والتغيير- المجلس المركزي، نائب رئيس مبادرة المجتمع المدني بشري الصائم في تصريحات لـ "إرم نيوز"، عن تضامنهم مع هيئة محامي الطوارئ التي كشفت عن شروعها في فتح بلاغات جنائية ضد كل من عبد الباسط سبدرات، ومحمد شوكت، وأبوبكر عبد الرازق، في تهم تتعلق بسب العقيدة والإهانة العنصرية.

من جانبه، قال القيادي بقوى إعلان الحرية والتغيير- التوافق الوطني، مبارك أردول إن "هذه البلاد تعاني من هذه اللغة العنصرية والنظرة الدونية التي فضحها الميكروفون، رغم محاولات البعض إنكارها".

وأضاف عبر صفحته على فيسبوك، "أدري أن الكثيرين يقولونها عن لقمان واخوته ليل نهار دون ميكروفون وهم أنفسهم من ينافقون اليوم على من فضح في التسجيل".

وكان رئيس مجلس السيادة الانتقالي في السودان، الفريق أول ركن عبدالفتاح البرهان أصدر، يوم الأحد الماضي، قرارا بإعفاء مدير الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون لقمان أحمد من منصبه، وتكليف إبراهيم محمد إبراهيم البزعي خلفا له.

وتعد هذه المرة الثانية التي يتم فيها إعفاء لقمان وتكليف البزعي خلفا له، إذ أصدر البرهان في تشرين الأول/ أكتوبر الماضي قرارا قضى بذلك.

ولقمان أحمد هو أحد الصحفيين البارزين في السودان، وبرزت بصماته في العقدين الماضيين، خاصة في المؤسسات الإعلامية الدولية، وخلال فترة المنفى الطويلة في الولايات المتحدة، حيث عمل مراسلا لهيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) من واشنطن.

وفي كانون الأول/ديسمبر، أصدر رئيس الوزراء السوداني السابق عبدالله حمدوك، قرارا أنهى بموجبه تكليف إبراهيم البزعي من منصب مدير عام هيئة الإذاعة والتلفزيون، وأعاد لقمان أحمد إلى منصبه.