السودان.. الأمن يطلق قنابل الغاز على متظاهرين في الخرطوم
السودان.. الأمن يطلق قنابل الغاز على متظاهرين في الخرطومالسودان.. الأمن يطلق قنابل الغاز على متظاهرين في الخرطوم

السودان.. الأمن يطلق قنابل الغاز على متظاهرين في الخرطوم

أطلقت قوات الأمن السودانية قنابل الغاز المسيل للدموع لتفريق مئات المتظاهرين المناهضين للانقلاب العسكري وداخل مستشفى في العاصمة الخرطوم.

وأكدت لجنة أطباء السودان المركزية الرافضة للانقلاب بأن "قوات المجلس العسكري اقتحمت مستشفى الجودة وتطلق الغاز المسيل للدموع بداخله وتروّع المرضى والكوادر الطبية وتتسبب في اختناق عدد منهم"، على ما أوردت "فرانس برس".

يأتي ذلك في وقت خرج فيه السودانيون بمظاهرات اليوم الأربعاء، بذكرى الاعتصام الذي أدى إلى الإطاحة بالرئيس السابق عمر البشير قبل ثلاث سنوات، بعد دعوة المواطنين إلى حشد تظاهرات مناهضة للانقلاب العسكري الذي نفذه قائد الجيش عبد الفتاح البرهان العام الماضي.

وتزامنت الدعوة إلى الاحتجاج في السادس من نيسان/ أبريل مع ذكرى الانتفاضة الشعبية العام 1985 التي أطاحت بالرئيس العسكري جعفر نميري.

وتأتي أيضا تزامنا مع الذكرى السنوية الثالثة لبدء اعتصام السودانيين أمام مقر قيادة الجيش بوسط العاصمة في 2019 للمطالبة بإنهاء حكم البشير.

وأُسقط البشير في الـ11 من نيسان/أبريل 2019 بعدما دام حكمه لثلاثة عقود.

ولم ينجح إسقاط البشير في إقناع المعتصمين بإنهاء اعتصامهم أمام مقر الجيش، بل أصرّوا على المكوث لحين تسليم السلطة إلى المدنيين.

وفي حزيران/ يونيو 2019 قام رجال يرتدون الزي العسكري بفض الاعتصام؛ ما أسفر عن مقتل ما لا يقل عن 128 شخصا، حسب ما أكدت لجنة مستقلة لأطباء السودان.

وفي الأسابيع الأخيرة كثف النشطاء السياسيون دعواتهم، عبر الإنترنت ومنصات التواصل الاجتماعي، لتنظيم احتجاجات الأربعاء مستخدمين عددا من الوسوم، مثل: "#عاصفة 6 أبريل" و "#زلزال 6 أبريل".

في سياق متصل، أعلنت الولايات المتحدة، اليوم الأربعاء، استعدادها التام لاستئناف المساعدات "المجمدة" للسودان، بمجرد تنصيب حكومة ذات مصداقية يقودها مدنيون.

وطالبت وزارة الخارجية الأمريكية في بيان لها، السلطات السودانية "السماح بالتظاهرات دون التعرض لها".

ولفت البيان إلى أن الاحتجاجات المؤيدة للديمقراطية "لا تزال مستمرة حتى يومنا هذا، لأن الشعب السوداني لم يحقق أهدافه بعد".

يشار إلى أن الحكومة السودانية، أعلنت، اليوم الأربعاء، عطلة رسمية في جميع أنحاء البلاد، تزامنا مع دعوات للخروج في مظاهرات فيما استبقت السلطات دعوات التظاهر، بإغلاق 6 جسور من أصل 8 تربط بين مدن العاصمة الثلاث.

وقالت الخارجية الأمريكية إن "العملية السياسية الجارية بقيادة سودانية، وتعمل على تيسيرها بعثة الأمم المتحدة المتكاملة لدعم المرحلة الانتقالية في السودان، والاتحاد الأفريقي، والهيئة الحكومية للتنمية، ويدعمها أصدقاء السودان، تقدم أفضل فرصة لاستعادة مسار الديمقراطية".

وختم البيان، بأن واشنطن "لا تزال راسخة في دعمها للشعب السوداني، وسعيه إلى الديمقراطية".

من جهتها، قالت بعثة الأمم المتحدة بالسودان "يجب تهيئة الظروف الملائمة والبيئة المواتية للعملية السياسية ‬ويتطلب ذلك حماية الحق في التظاهر السلمي وكفالته في كل الأوقات".

ومنذ 3 اعوام اعتاد السودانيون على الاحتفال بهذه الذكرى من خلال تسيير المظاهرات والطواف على منازل ضحايا الاحتجاجات، ورفع اللافتات، التي تطالب بتحقيق شعارات الثورة في الحرية والسلام والعدالة.

ويشهد السودان احتجاجات مستمرة منذ 5 أشهر تقودها لجان المقاومة الشعبية، للمطالبة بالحكم المدني واستعادة مسار الانتقال، بعد قرارات قائد الجيش الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان، في أكتوبر/تشرين الأول الماضي، القاضية بحل الحكومة وإعلان حالة الطوارئ.

وفي مؤتمر صحافي الأسبوع الماضي، قال جعفر حسن المتحدث باسم ائتلاف قوى الحرية والتغيير الذي قاد الاحتجاجات ضد البشير "نتطلع إلى أبريل ليكون شهر انتصارات السودانيين".

وأضاف "يجب أن يهزم السودانيون الانقلاب وهو ليس من مصلحة أي أحد سواء كان مدنيا أو من القوات النظامية".

ومنذ وقوع الانقلاب قطعت الدول الغربية المانحة مساعداتها المالية للسودان حتى يتسلم المدنيون سلطة الحكم الانتقالي.

وفاقمت الأزمة الاقتصادية من ارتفاع أسعار الغذاء والوقود والسلع الأساسية بشكل كبير منذ الانقلاب.

وحذّر برنامج الأغذية العالمي الشهر الماضي من أن عدد السودانيين الذين يواجهون الجوع الحاد سيتضاعف إلى أكثر من 18 مليونا بحلول أيلول/سبتمبر 2022.

وتصاعدت معدلات الجريمة وعدم احترام القانون مع تصاعد وتيرة العنف في المناطق النائية بالسودان خصوصا في إقليم دارفور في غرب البلاد، بحسب ما تقول الأمم المتحدة.

والخميس، وقعت اشتباكات بين قبائل عربية وغير عربية أدت إلى وقوع 45 قتيلا على الأقل في جنوب دارفور.

والجمعة، هدد البرهان بطرد موفد الأمم المتحدة الخاص إلى السودان فولكر بيرتس بعدما حذر من تدهور الأزمة في السودان خلال إفادة لمجلس الأمن الدولي.

وأكد البرهان أن "الجيش مستمر في خدمة البلاد بما يحفظ أمنها واستقرارها"، مشيرا إلى أن "البلاد لن تسلم إلا لسلطة أمينة منتخبة يرتضيها الشعب كافة".

وكان بيرتس حذر من أن السودان يتجه "نحو الانهيار الاقتصادي والأمني" ما لم تتم العودة إلى المرحلة الانتقالية التي تم الاتفاق عليها بعد إسقاط البشير.

وأكد أن الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي وكتلة إيغاد (منظمة تضم دول شرق أفريقيا) قررت توحيد جهودها من أجل إطلاق محادثات سياسية في السودان.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com