بريطانيا تفرض عقوبات تستهدف المتورطين في بناء البؤر الاستيطانية الإسرائيلية في الضفة الغربية
على الحدود مع روسيا أو أوكرانيا تخشى دول عديدة أن تهاجمها موسكو ضمن استمرارية غزو أوكرانيا، في سياق الحرب هذا تتموضع هذه الدول جميعها كحلفاء في الاتحاد الأوروبي أو حلف الناتو.
بعد غزو روسيا لأوكرانيا في 24 فبراير تم تناول هذه القضية من قبل الولايات المتحدة. حين سأل السفير الألباني لدى الأمم المتحدة، فريد خوجة، بعد دخول موسكو الحرب "مَن المرشح القادم؟".
مولدوفا وجورجيا وفنلندا.. والعديد من الدول قلقة ومنشغلة بشكل خاص بالطموحات الروسية في أوروبا، من شدة خوفها من أن تنتهك سلامتها الإقليمية.
لا شك أن هذه المخاطر جد معروفة لفرنسا، لكن الرئيس إيمانويل ماكرون، بحسب تصريحات أدلى بها أمام زعماء جورجيا ومولدوفا يوم السبت، بعد يومين من بدء الحرب في أوكرانيا، قال: "مصمم على دعم شركائنا في الجوار الشرقي للاتحاد الأوروبي ضد أي محاولة لنشر التوترات وزعزعة الاستقرار"، ويوضح موقع Franceinfo الأسباب التي تجعل هذه الدول تشعر بالتهديد.
مولدوفا
ذكر جوليان تيرون، أستاذ النزاعات والأمن الدولي في Science Po Paris أن روسيا "موجودة بالفعل عسكريا في منطقة مولدافا وتسمّى ترانسنيستريا"، وترانسنيستريا دولة صغرى موالية لروسيا نصبت نفسها ذاتيا كدولة بنفسها، وهي تقع في شرق مولدوفا، عندما تفكك الاتحاد السوفياتي في عام 1990 أعلنت هذه المنطقة ذات الغالبية الروسية الناطقة بالروسية استقلالها الذي اعترفت به موسكو بشكل حصري تقريبًا، وفقًا لتقرير صحيفة لوموند ديبلوماتيك.
لا شك أن لمولدوفا، هذا البلد الذي يتقاسم أكثر من 900 كيلو متر من الحدود مع أوكرانيا، موقعًا استراتيجيًا، فاليوم، هناك في هذا البلد قاعدة عسكرية روسية منتصبة بالقرب من مدينة أوديسا الأوكرانية، منذ الهجوم الروسي في 24 فبراير أغلقت البلاد مجالها الجوي.
وقال وزير الخارجية الفرنسي، جان إيف لودريان، عبر إذاعة إنتر، يوم الجمعة إن الهجوم الروسي الجاري في أوكرانيا قد يتوسع بالتالي إلى مولدوفا، معبرًا بذلك عن "قلقه" بشأن "الانجراف الروسي في مجال التدخل".
وقد يؤدي توع روسيا العدواني أيضًا إلى إحياء دوافع انفصالية قديمة، ففي جنوب مولدوفا تتمنى منطقة غاغاوزيا Gagauzia المتمتعة بالحكم الذاتي بالفعل منذ عام 2014 الانضمام إلى الاتحاد الجمركي الروسي بدلا من الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي.
جورجيا
وفقا للإليزيه فإن الخطر يحوم أيضا حول الجانب الآخر من البحر الأسود، في جورجيا، وهي دولة سابقة أخرى لاتحاد الجمهوريات الاشتراكية السوفياتية، وكما هو الحال في مولدوفا أعلنت دولتان صغيرتان مواليتان لروسيا، وهما أبخازيا وأوسيتيا الجنوبية استقلالهما بين عامي 1991 و1993.
وخلال الحرب الثانية في أوسيتيا الجنوبية في عام 2008 واجه الجيش الروسي الجيش الجورجي واعترف رسميا باستقلال الدولتين، فالجيش الروسي يحميهما وهو ما يسمح للدولتين الانفصاليتين بتشكيل حكومة، وصك عملتهما الخاصة، ورفع الضرائب والحفاظ على القوات المسلحة، دون اعتراف من المجتمع الدولي بأكمله تقريبًا، في عام 2015 طلبت أوسيتيا الجنوبية الانضمام إلى روسيا.
ووفقًا لرئيسة جورجيا، سالومي زورابيشفيلي، في مقابلة مع فرانس إنتر: "لن تختفي أوكرانيا كدولة، وهذا ما كان على روسيا أن تتعلمه أيضًا في الحرب مع جورجيا"، فجورجيا "فقدت 20 % من أراضيها، إنها مأساة يومية"، الضغوط الموالية لروسيا ضغوط "يومية على خط الاحتلال" وعلى الحدود، مع رهائن "كل يومين".
وهذه الضغوط الروسية لم تُثن جورجيا عن "اتباع مسار أوروبي، وأوروبي - أطلسي، من النمو الاقتصادي والدمقرطة"، مع خطر سخط روسيا التي ترى في ذلك فقدانًا لنفوذها في المنطقة، إلا أن رئيسة جورجيا واضحة حيث قالت: "على أوروبا أن تفتح الباب لجورجيا ومولدوفا وأوكرانيا"، ناهيك عن غرب البلقان.
وفي أعقاب ذلك أعلن رئيس حزب الحلم parti Rêve الجورجي، إيراكلي كوباخيدزه، في مؤتمر صحفي: "قرار التقديم الفوري للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي".
دول البلطيق وبولندا
وظلت ليتوانيا ولاتفيا وإستونيا تحت الحكم السوفيتي لفترة طويلة، بعد فترة قصيرة من الاستقلال بين الحربين العالميتين، وحتى سقوط الاتحاد السوفياتي في عام 1991، وأجرت بولندا أول انتخابات حرة في عام 1989، مما عجل بسقوط النظام الشيوعي.
منذ ذلك الحين أصبحت العلاقات جدّ حساسة مع موسكو، فبعد ضم شبه جزيرة القرم من قبل روسيا في عام 2014 قرر حلف الناتو نشر كتائب متعددة الجنسيات في بولندا ودول البلطيق، وقد تم تعزيزها مؤخرًا ضمن قوات الرد.
وفقا لبولندا فإن طموحات فلاديمير بوتين في عام 2022 يمكن أن تذهب أبعد من غزو أوكرانيا، في هذا السياق قال رئيس الوزراء البولندي لصحيفة ويست فرنسا، يوم السبت، محذرًا: "لقد بدأ في جورجيا، والآن هو في أوكرانيا، وقد يكون الهدف التالي دول البلطيق أو بولندا أو فنلندا أو دول أخرى على الجانب الشرقي".
ومنذ بداية الهجوم أعلنت ليتوانيا حالة الطوارئ وطلبت تفعيل المادة 4 من حلف شمال الأطلسي التي تنص على مشاورات طارئة في حالة تعرض أحد أعضاء الحلف للتهديد، وحسب موقع كورييه إنترناشونال Courrier international فقد أقر البرلمان في لاتفيا تشريعا يسمح للمتطوعين بالقتال إلى جانب الأوكرانيين، دون خطر الملاحقة القضائية عند عودتهم.
وبعثت رئيسة وزراء ليتوانيا، إنغريدا سيمونيت، وكذلك رئيسا وزراء لاتفيا وإستونيا، برسالة مفتوحة إلى رؤساء أكبر مجموعات وسائل الإعلام في العالم، مطالبين إياها بمنع انتشار التضليل الإعلامي الروسي بشأن الحرب في أوكرانيا من خلال منصاتها الإعلامية، ففي الأسبوع الماضي حظرت دول البلطيق الثلاث، التي كانت تحت الحكم السوفيتي سابقًا بعض القنوات الروسية والبيلاروسية، متهمة إياها ببث الدعاية لتبرير الحرب ضد أوكرانيا.
فنلندا
فنلندا شريك في حلف الناتو منذ منتصف التسعينيات - فهي تشارك في قمم ومناورات مشتركة - لكنها ليست حليفًا رسميًا، والسبب إلى حد كبير حتى لا تثير غضب الكرملين، كما أن هذا البلد الذي يشترك في حدود طولها 1340 كيلو مترًا مع روسيا قد انضم أيضًا إلى الاتحاد الأوروبي في عام 1995.
وفي لقاء مع صحيفة franceinfo لخصت هيلينا بيتيستو، الصحفية في MTV في هلسنكي الوضع القائم في فلندا قائلة: "الوضع الجيوسياسي في فنلندا لا يترك مجالًا للاستهتار وعدم المبالاة، خاصة الآن كل شيء هادئ هنا، لكننا لا نعرف إن كان الهدوء الذي يسبق العاصفة".
ولأول مرة أعلنت أغلبية مطلقة (53 %) من الفنلنديين تأييدهم للتحالف العسكري، وفقًا لاستطلاع نشره يوم الإثنين تلفزيون Yle العام.
كما حصل التماس من جهات فلندية أيضًا على 50000 توقيع في أقل من أسبوع، مما أدى إلى إحالة تلقائية لهذا الالتماس إلى البرلمان، وحسب تحليل شارلي سالونيوس باسترناك، الباحث في معهد الشؤون الدولية، في مقابلة مع صحيفة لوموند الفرنسية فليس التهديد من قبل موسكو هو الذي حفز الفنلنديين بقدر ما هي "تصرفات الجيش الروسي ضد أوكرانيا" .
لا شك أن انضمام فنلندا (وكذلك السويد) إلى الناتو سيكون مصدر قلق وإزعاج عميقين لموسكو، لقد أكد وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، بالفعل، أن انضمامهما إلى الناتو "سيؤدي إلى تداعيات عسكرية وسياسية خطيرة"، لقد قررت فنلندا على أي حال، يوم الإثنين، إرسال أسلحة فتاكة إلى أوكرانيا، بما في ذلك 2500 بندقية هجومية و1500 قاذفة صواريخ وذخيرة.