صحف عالمية: سيناريوهات ما بعد تأجيل انتخابات ليبيا.. ومجاعة أفغانستان قد تدفع واشنطن للتعاون مع طالبان
صحف عالمية: سيناريوهات ما بعد تأجيل انتخابات ليبيا.. ومجاعة أفغانستان قد تدفع واشنطن للتعاون مع طالبانصحف عالمية: سيناريوهات ما بعد تأجيل انتخابات ليبيا.. ومجاعة أفغانستان قد تدفع واشنطن للتعاون مع طالبان

صحف عالمية: سيناريوهات ما بعد تأجيل انتخابات ليبيا.. ومجاعة أفغانستان قد تدفع واشنطن للتعاون مع طالبان

تناولت أبرز الصحف العالمية الصادرة اليوم الخميس، أهم القضايا على الساحة الدولية، وفي مقدمتها مناقشة السيناريوهات المتوقعة عقب الإعلان رسمياً عن تأجيل الانتخابات الرئاسية الليبية.

وسلطت صحف الضوء على الشأن الأفغاني، في ظل ورود تقارير كشفت أن البلاد باتت على حافة المجاعة، ما قد يدفع واشنطن للتعامل مع حركة طالبان لمساعدة الملايين هناك.

ليبيا.. المخاوف قد تتحقق

ذكرت صحيفة "التايمز" البريطانية أن "الفراغ السياسي بات وشيكاً في ليبيا، بعد الإعلان الرسمي عن تأجيل الانتخابات الرئاسية التي كان من المقرر إجراؤها غداً الجمعة لمدة شهر على الأقل".

وظهرت مخاوف من اندلاع اشتباكات بين مختلف الفصائل المسلحة التي تسيطر على شرق وغرب البلاد، حيث تنتهي ولاية حكومة الوحدة الوطنية المؤقتة غداً، وليس من الواضح ما إذا كان سيتم تمديدها.

وأضافت الصحيفة أن "التوترات تصاعدت بشكل حاد في ليبيا، إلى جانب مخاوف من تجدد أعمال العنف، بعد إعلان تأجيل الانتخابات، في أعقاب خلافات واسعة النطاق حول شرعية الانتخابات وجدوى المرشحين".

وتابعت: "دفعت الأمم المتحدة لإجراء انتخابات في ليبيا على أمل توحيد فصائلها المختلفة. ومنذ ذلك الحين، نشب خلاف على قوانين الانتخابات إلى جانب شرعية ثلاثة مرشحين بارزين على الأقل، بمن فيهم المشير خليفة حفتر، قائد الجيش الوطني، وعبد الحميد الدبيبة، رئيس الوزراء المؤقت، وسيف الإسلام، نجل الزعيم الليبي الراحل معمر القذافي".

وأردفت: "يرى محللون أن عدم وجود دستور سيمنح الرئيس المقبل تفويضاً سلطوياً لممارسة السلطة دون قيود سياسية أو قانونية، وأن هذا الخوف وحده يمكن أن يثير الرعب في نفوس الشعب من العودة إلى سنوات حكم القذافي بغض النظر عن المرشح الذي سيفوز وسيضر بعملية بناء الدولة لدمج المقاتلين في جيش موحد".

وأشارت إلى أنه "دون نزع سلاح الجماعات المسلحة المختلفة، ستؤدي أية انتخابات إلى مزيد من العنف".

أما صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، فقالت في تحليل لها: "ينقسم المراقبون والمدنيون بشأن ما إذا كانت الانتخابات، التي تشمل عطاءات من قبل العديد من الشخصيات الليبية الأكثر إثارة للجدل والانقسام، ستزيد من المخاوف بشأن تجدد الصراع أو تساعد في نزع فتيله".

وأضافت: "وسط فراغ في السلطة في الأعوام التي تلت الإطاحة بالقذافي، انزلقت البلاد في حالة من الفوضى، حيث تقاتلت المعسكرات المتنافسة للسيطرة على الدولة الغنية بالنفط التي يبلغ عدد سكانها 7 ملايين نسمة".

وتابعت: "والآن، تتزايد المخاوف من فراغ سياسي جديد بشأن ما سيحدث بعد تأجيل الانتخابات، عندما كان مقرراً أن تتنحى الحكومة المؤقتة في اليوم السابق لإجراء الاقتراع بموجب خطة الانتقال السياسي".

من جانبها، ذكرت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية أنه "يتوقع محللون تأجيلاً آخر محتملاً عن تاريخ 24 كانون الثاني/يناير الذي أعلنته مفوضية الانتخابات، لأن الأمر سيستغرق وقتاً لحل الخلافات التي لا تعد ولا تحصى حول التصويت".

واستطردت: "لكن الولايات المتحدة وفرنسا وألمانيا وقوى عالمية أخرى ضغطت على ليبيا لإجراء الانتخابات في موعدها، بحجة أن التأجيل قد يؤدي أيضًا إلى الصراع".

وأضافت: "يأتي التأجيل أيضاً وسط مخاوف متزايدة من مخاطر اندلاع اشتباكات بين الميليشيات في طرابلس، التي نشرت عناصرها بكثافة في الشوارع كجزء من تصعيد محلي للتوترات في الأيام الأخيرة".

هل تتعاون واشنطن مع طالبان؟

قالت صحيفة "فاينانشيال تايمز" البريطانية إن "المجاعة التي تلوح في الأفق في أفغانستان قد تجبر الولايات المتحدة على مساعدة الملايين هناك عن طريق حركة طالبان".

وأشارت إلى أنه "منذ أن استولت طالبان على كابول في آب / أغسطس الماضي، توقف التمويل الأجنبي الذي كان يشكل ما يقرب من نصف الناتج المحلي الإجمالي للبلاد البالغ 20 مليار دولار في عهد الرئيس الأفغاني المعزول أشرف غني".

وأشارت الصحيفة إلى أن "الملايين من الأفغان الذين يعتمدون على القوات المسلحة أو البيروقراطية أو المنظمات الدولية أصبحوا الآن عاطلين عن العمل أو مستحقين لأشهر من الرواتب، حيث أدت العقوبات وتجميد أكثر من 9 مليارات دولار من احتياطيات البنوك المركزية الخارجية من قبل الولايات المتحدة، إلى عزل النظام وزيادة شلل الاقتصاد".

ووفقاً لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي، أضافت الصحيفة أن "ملايين الأفغان أصبحوا غير قادرين الآن على تحمل تكاليف الغذاء، وتقدر منظمة اليونيسف أن مليون طفل معرضون لخطر الموت من الجوع لأن الشتاء القارس يستنفد الإمدادات الغذائية ويقطع المجتمعات الريفية".

كما أن "برنامج الغذاء العالمي التابع للأمم المتحدة يقدر أن 98% من الأفغان ليس لديهم ما يكفي من الغذاء، مع اقتراب ربع السكان البالغ عددهم 40 مليون نسمة من مستويات المجاعة من انعدام الأمن الغذائي"، وفقاً للصحيفة.

وتابعت أن "الولايات المتحدة وحلفاءها تدافع عن القيود المالية المفروضة على أفغانستان رداً على قرار طالبان بغزو البلاد عسكرياً بدلاً من التوصل لتسوية سياسية مع حكومة غني، وممارساتها القمعية تجاه النساء، لكن مع اقتراب أفغانستان من المجاعة، هناك ضغط شعبي ودبلوماسي متزايد على الولايات المتحدة وأوروبا ودول أخرى لفك تجميد الاحتياطيات ومحاولة منع ما يخشى البعض أن يكون أزمة إنسانية كارثية".

وأردفت الصحيفة: "رغم أن بعض الدول تقدم مساعدات غذائية محدودة ومساعدات أخرى من خلال هيئات مثل الأمم المتحدة، إلا أن الدعم الأوسع للدولة التي تسيطر عليها طالبان يظل خطا أحمر سياسياً في الغرب.. ومع ذلك، يحذر النقاد من أنه دون تدابير أكثر جوهرية، ستنهار خدمات الصحة العامة والتعليم الحيوية".

واستطردت: "معاملة طالبان القمعية للمرأة هي أكبر عقبة أمام مساعيها لتطبيع العلاقات مع العالم. عندما حكمت الجماعة أفغانستان لأول مرة، لم يسمح للنساء بالدراسة أو العمل أو مغادرة المنزل دون ولي أمر ذكر، وتعرضن لعقوبات سادية بما في ذلك الرجم بسبب انتهاك القواعد".

وذكرت: "يقول المحللون إن هناك حاجة إلى مزيد من التمويل الموضوعي لحماية الاقتصاد والخدمات العامة من الانهيار التام.. ويجادل النقاد بأن المزيد من الدعم ضروري لمنع عدم الاستقرار الإقليمي، واندلاع جديد للعنف وأزمة المهاجرين".

وأضافت: "سعت القوى المتنافسة لملء الفراغ الذي تركته الدول الغربية، حيث سعت روسيا والصين وتركيا وباكستان، التي يلقي كثير من الناس باللائمة على دعمها الخفي لطالبان في انتصارها، إلى تعميق العلاقات مع أفغانستان منذ تولي طالبان زمام الأمور".

أول إجراء

وذكرت صحيفة "الغارديان" البريطانية أن "الولايات المتحدة خففت قيودها على المساعدات الإنسانية الرئيسية التي تصل إلى أفغانستان المنكوبة بالمجاعة، ودعمت قرار مجلس الأمن الدولي بإعفاء معظم المساعدات من تهديد العقوبات".

وأضافت الصحيفة أن "وزارة الخزانة الأمريكية تابعت قرار الأمم المتحدة من خلال توسيع مفهوم المساعدة الإنسانية المسموح بها لتشمل التعليم، بما في ذلك دفع رواتب المعلمين، والسماح باستخدام أوسع للأموال الأمريكية التي تتلقاها منظمات الإغاثة العاملة داخل أفغانستان".

وتابعت الصحيفة: "تحاول الولايات المتحدة استخدام المساعدات كوسيلة لإجبار طالبان على عدم قمع حقوق المرأة، بما في ذلك الحصول على التعليم، لكن جماعات إغاثة قالت في سعيها للضغط على طالبان إن الولايات المتحدة معرضة لخطر دفع الأفغان العاديين نحو المجاعة".

وأردفت: "قرار الأمم المتحدة المدعوم من الولايات المتحدة أوضح أن المساعدات لتخفيف الاحتياجات الإنسانية لن تحتاج أن يتم التعامل معها على أنها أموال موجهة إلى طالبان".

واختتمت "الغارديان" تقريرها: "يبقى أن نرى كيف ستقوم وزارة الخزانة الأمريكية بمراقبة النظام الأقل صرامة ومدى سرعة الإفراج عن الأموال في البنك الدولي وصندوق الأمم المتحدة الائتماني المخصص لأفغانستان".

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com